محادثات “بناءة” بين روسيا وأمريكا فى إسطنبول لتطبيع عمل البعثات

منذ 19 أيام
محادثات “بناءة” بين روسيا وأمريكا فى إسطنبول لتطبيع عمل البعثات

وصفت وزارة الخارجية الأميركية المحادثات التي عقدت مع روسيا في إسطنبول، الخميس، بشأن تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بأنها “بناءة”. وقال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أيضا إنهم أحرزوا تقدما نحو عقد جولة جديدة من المشاورات.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن وفوداً من البلدين حاولت “التوصل إلى اتفاق لضمان استقرار البعثات الدبلوماسية” في الاجتماع في إسطنبول، لكنها أعربت أيضاً عن “قلقها المستمر إزاء سياسة روسيا المتمثلة في حظر توظيف الموظفين المحليين”.

منعت الحكومة الروسية السفارة الأميركية في موسكو من توظيف غير الأميركيين داخل السفارة، باستثناء وظائف الحراسة أو الأمن. ويحد هذا من القدرة على التصرف، حيث لا يستطيع الدبلوماسيون الأميركيون تغطية جميع المهام بمفردهم.

من جانبه، قال السفير الروسي لدى الولايات المتحدة ألكسندر دارشيف اليوم إنه تم تحقيق تقدم في تطبيع العلاقات بين البعثات الدبلوماسية للبلدين خلال المحادثات بين موسكو وواشنطن في إسطنبول. وأضاف أن روسيا والولايات المتحدة ستعملان على المبادرات الخاصة بجولة جديدة من المشاورات التي قدمت اليوم الخميس، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء.

وأكد دارشيف خلال المحادثات على “أولوية إعادة الممتلكات الدبلوماسية التي استولت عليها الولايات المتحدة”.

فرضت واشنطن قيودا على ستة ممتلكات روسية، بما في ذلك عقار كيلينورث في لونغ آيلاند، ومنزل بايونير بوينت في ماريلاند، والقنصليات الروسية في سان فرانسيسكو وسياتل، والبعثات التجارية في واشنطن ونيويورك.

وأوضح دارشيف أن الجانبين أكدا على أهمية استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة من أجل توسيع العلاقات التجارية والاتصالات.

وتعتبر هذه المحادثات في اسطنبول الثانية من نوعها في المدينة وتمثل خطوة مهمة في تطوير العلاقات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة، خاصة في ظل الظروف الحالية التي تعيشها تلك العلاقات.

وجاء قرار عقد محادثات السفارة بعد لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو في المملكة العربية السعودية في 18 فبراير/شباط. وكان هذا أول اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ الحرب الروسية الأوكرانية في عام 2022.

وفي السنوات الأخيرة، اشتكت كل من موسكو وواشنطن من صعوبات في الحصول على أوراق اعتماد دبلوماسييهما، مما يجعل عمل سفارتيهما صعبا للغاية.

وبحسب موسكو وواشنطن، انصب التركيز على استعادة عمل البعثات الدبلوماسية بعد سنوات من الخلافات والاتهامات المتبادلة بالترهيب وحتى تجميد الأصول الدبلوماسية التي أدت إلى تعقيد العلاقات بين القوتين النوويتين.

وأكد الجانبان الروسي والأمريكي أن القضايا السياسية والأمنية، وكذلك الوضع في أوكرانيا، لم تكن على جدول أعمال المحادثات.

صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، قائلةً: “هذه المحادثات تتعلق فقط بعمل سفاراتنا، وليست تطبيعًا عامًا للعلاقات الثنائية. وكما أشرنا سابقًا، لا يمكن أن يحدث هذا إلا في حال استتباب السلام بين روسيا وأوكرانيا”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المحادثات، التي جرت في مبنى القنصلية الروسية وسط إسطنبول، ترأسها السفير الروسي الجديد لدى واشنطن ألكسندر دارشيف، ونائبة وزير الخارجية سوناتا كولتر.

وقال دارشيف إن المفاوضات ركزت على قضايا رئيسية، أهمها: القضاء على ما أسماه “الإرث السام” للإدارة الأميركية السابقة؛ ويتضمن ذلك حل القضايا العالقة الناجمة عن التدابير التي فرضتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، مثل القيود على حركة الدبلوماسيين وإصدار تأشيرات الدخول، فضلاً عن تقليل التواصل بين البلدين والشعبين.

وأشار السفير إلى أن إحدى القضايا التي أثارها الوفد الروسي كانت إعادة الممتلكات الدبلوماسية الروسية المصادرة في الولايات المتحدة، بما في ذلك ستة ممتلكات دبلوماسية، والتي تعتبر قضية رئيسية لاستعادة العلاقات الطبيعية. كما أثار الجانب الروسي مسألة استئناف الرحلات الجوية المباشرة بين روسيا والولايات المتحدة.

وذكرت روسيا أن القيود الغربية جعلت من الصعب دفع رواتب الدبلوماسيين. من جانبهم، قال دبلوماسيون أميركيون إن حريتهم في التنقل في روسيا مقيدة، كما اشتكى الجانبان من الترهيب.

المصدر: وكالات


شارك