خروقات هدنة لبنان مستمرة.. وإسرائيل تجدد منع عودة السكان لعشرات القرى
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أن السكان اللبنانيين مُنعوا من التنقل إلى عدة قرى في الجنوب وحثهم على عدم العودة إلى نحو 62 قرية في المنطقة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن الجيش الإسرائيلي فرض حظرا على حركة المدنيين في جنوب لبنان. وكتب أدرعي على صفحته بموقع “X”: “يمنع على المدنيين التحرك جنوب الخط الذي يربط عشر مدن لبنانية قرب الحدود مع إسرائيل، وكل من يتحرك جنوب هذا الخط يعرض نفسه للخطر، إضافة إلى ذلك نشر الجيش الإسرائيلي قائمة بأكثر من 60 مدينة لبنانية مُنع سكانها من العودة إلى منازلهم.
يأتي ذلك في وقت تتبادل فيه إسرائيل وحزب الله الاتهامات بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وفرنسا لإنهاء الصراع الذي اندلع بالتوازي مع الحرب في غزة. ومن المتوقع أن يستمر وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، على أمل التوصل إلى وقف دائم للأعمال العدائية.
وفيما يشكو لبنان من تزايد الخروقات الإسرائيلية لليوم الثالث على التوالي بعد وقف إطلاق النار، دخلت مؤخرا أربع دبابات إسرائيلية وجرافتان إلى أحد الأحياء الغربية لمدينة الخيام الجنوبية، تزامنا مع قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف المدينة. وتم استهداف مدينتي مركبا وتالوسة. وواصلت قواته عمليات التطهير بالأسلحة الرشاشة في مارون الراس.
وبحسب المعلومات؛ تعقد اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ قرار وقف إطلاق النار (التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا ولبنان وإسرائيل والأمم المتحدة) اجتماعها الأول في مقر قوة الأمم المتحدة (اليونيفيل) في الناقورة ابتداءً من غد الأحد، والذي وتحقق في الانتهاكات التي أبلغ عنها الطرفان حتى الآن.
وبعد يومين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل حيز التنفيذ، وعد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، مساء الجمعة، بالتنسيق والعمل مع الجيش اللبناني لتعزيز “القدرات الدفاعية” للبلاد.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه تحت رعاية فرنسية أمريكية حيز التنفيذ يوم الأربعاء.
وتنص بنوده، التي لم تنشر رسميا، على انسحاب حزب الله شمال نهر الليطاني (30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وأن الجيش اللبناني سيعزز تواجده في منطقة جنوب النهر، إذا كان الأمر كذلك. كما أنها تسيطر على المواقع التي يسيطر عليها حاليا الجيش الإسرائيلي والحزب.
وأدى التصعيد بين حزب الله وإسرائيل إلى مقتل ما لا يقل عن 3961 شخصا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، معظمهم في الأسابيع الأخيرة من الحرب، بحسب وزارة الصحة اللبنانية.
كما أدت الحرب إلى دمار واسع النطاق في مختلف أنحاء البلاد، خاصة في المناطق التي تعتبر معاقل للحزب، ونزوح مئات الآلاف من منازلهم في مناطق مختلفة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، أسفرت الأعمال العدائية عن مقتل ما لا يقل عن 82 جنديًا و47 مدنيًا، وفقًا للسلطات. وشددت إسرائيل على أن أهداف الحرب شملت طرد عناصر الحزب من حدودها، والسماح بعودة عشرات الآلاف من سكان مناطقها الشمالية الذين نزحوا بسبب التصعيد.
لليوم الثاني على التوالي منذ سريان وقف إطلاق النار، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الجمعة أنه شن غارة جوية على هدف لحزب الله في جنوب لبنان.
وأرفق الجيش بيانه بمقطع فيديو يظهر غارة جوية على ما يبدو أنه منصة إطلاق صواريخ في الجزء الخلفي من شاحنة بطيئة الحركة واندلاع النار في الداخل.
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن جنودا إسرائيليين أطلقوا النار الجمعة على سكان بلدة الخيام القريبة من الحدود في جنوب لبنان خلال تشييعهم.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي حظر التجول الليلي في جنوب لبنان للعام الثالث على التوالي، محذرا السكان: “يمنع منعا باتا السفر أو التحرك جنوب نهر الليطاني اعتبارا من الساعة الخامسة مساء الجمعة (15:00 بتوقيت جرينتش).” حتى السابعة صباحًا (05:00 بتوقيت جرينتش) (السبت).
ووعدت إسرائيل بمواصلة العمل ضد أي تهديد حتى بعد وقف إطلاق النار.
وفي إطار الاتفاق، أكد الجيش اللبناني أنه بدأ بزيادة انتشاره في جنوب لبنان، لا سيما جنوب نهر الليطاني.
وقال مسؤول أميركي للصحافيين طلب عدم الكشف عن هويته إن الجيش الإسرائيلي سيبقى في مواقعه بحسب الاتفاق، لكنه “سيبدأ فترة 60 يوما يبدأ خلالها الجيش اللبناني وقوى الأمن التحرك جنوبا”.
خلال هذه الفترة، يجب على إسرائيل أن تنسحب تدريجياً من دون ترك فراغ يمكن أن يستغله حزب الله أو التنظيمات المسلحة.
المصدر: وكالات