“هل تتعرض مصر لخطر غير مسبوق؟”.. خبير يتحدث لـموجز مصر عن إعلان الاقتراب من حد الشح المائي

وأثارت تصريحات وزير الري المصري هاني سويلم بشأن تراجع حصة المواطنين من المياه إلى حد الاقتراب من “حد شح المياه” المخاوف، خاصة في ظل الفجوة الكبيرة بين الموارد المائية والطلب عليها في مصر.

وتتضح خطورة هذه التصريحات نظرا لأن مصر تواجه تحديا كبيرا بسبب أزمة سد النهضة الإثيوبي، حيث ترفض أديس أبابا المطالب المصرية بالحفاظ على تدفق المياه إلى مصر بشكل طبيعي والحصول على حصتها السنوية كاملة، ولكن ما هو الأمر؟ نقص المياه؟ خط (حد ندرة المياه) وكيف سيتأثر المصريون؟ هذا النقص غير المسبوق؟

دكتور. وقال عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة وخبير المياه، في تصريحات خاصة لموجز مصر، إن هناك ما يسمى بـ”خط الفقر المائي”، وهو نقص المياه مع انخفاض حصة الفرد منه وأشار إلى أن هناك أقل من 500 متر مكعب سنويا وهذا ما يسمى “النقص المزمن في المياه” أو “ندرة المياه” وهو أخطر من الفقر المائي.

وأوضح شراقي أن معدل نصيب الفرد في مصر يبلغ حاليا 530 مترا مكعبا سنويا، وهو على مشارف مرحلة شح المياه. وأشار إلى أنه مع زيادة السكان، تنخفض حصة الفرد بمقدار 20 إلى 30 مترا مكعبا سنويا، مما يعني أنه في العام المقبل يمكن أن يصل إلى 500 متر مكعب للفرد سنويا.

وأشار الخبير إلى أن هذه الأرقام لا تعني أن “الصورة قاتمة”، لافتا إلى أن جميع دول الخليج تبلغ حصة الفرد فيها أقل من 100 متر مكعب سنويا وأن العملية مرتبطة بكمية المياه المستغلة. ، وليس على كمية المياه التي يمتلكونها.

وذكر عباس شراقي أن الأهم هو أن تكون الدولة قادرة على تلبية احتياجات المواطنين من الطعام والشراب، موضحا أن مصر والدول العربية تقع في منطقة صحراوية لا يوجد بها أمطار وأن كل دولة لها دور. للعب في تعويض النقص في المياه، خاصة مع تزايد عدد السكان.

وأوضح أنه من الممكن استغلال الـ500 متر مكعب بشكل أفضل من من تبلغ حصة الفرد منه 2000 متر مكعب، لافتا إلى أن الدول الإفريقية هي الأغنى بالمياه وتصل نسبة الفرد فيها إلى 10 إلى 15 ألف متر مكعب. متراً سنوياً، وهذا قد يتسبب في معاناة الناس من “المجاعة”.

وأضاف شراقي أن المقياس ليس كمية المياه، بل طريقة استغلالها، لافتا إلى أن إسرائيل، على سبيل المثال، تمتلك أقل من 200 متر مكعب للفرد سنويا وما زالت تزرع وتصدر الغذاء.

وأشار إلى ضرورة اعتماد أساليب الري الحديثة وزراعة محاصيل ذات قيمة مادية كبيرة.

وعن حجم إنتاج محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومحطات التحلية وهل يضاف إلى حصة الفرد، أوضح أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة وخبير المياه أن 500 متر مكعب من المياه تشمل المياه السنوية المحددة، و وسيتم إنتاج محطات تحلية المياه أو أساليب تعظيم الفوائد غير مضافة.

وقال شراقي إن مصر على سبيل المثال تعمل على إعادة استخدام مياه الري الزراعي لأغراض الري مرة ثانية وأحيانا ثالثة، مما يضاعف حصة الفرد في مصر إلى 820 مترا مكعبا سنويا، بزيادة قدرها 300 متر مكعب سنويا من خلال إعادة استخدام المدخرات.

وكشف شراقي أنه مع الأخذ في الاعتبار المياه الجوفية والمياه المعالجة، فإن نصيب الفرد في مصر قد يصل إلى 820 مترا مكعبا سنويا، والفارق المقدر 180 مترا مكعبا ليصل إلى حد 1000 متر مكعب، والتي قالت الأمم المتحدة إنها ستستوردها بالتعادل. بعض المحاصيل من الخارج مثل القمح.

وأكد أنه بفضل السد العالي وبحيرة ناصر، فإن الوضع في مصر أفضل منه في الدول ذات المياه والأمطار الغزيرة، لافتا إلى أن بحيرة ناصر تعد “خزان مياه” يعوض مصر في حالة عدم هطول الأمطار، وبالتالي لا ويرجع هذا الاحتياطي المائي إلى آثار سد النهضة.

وأكد عباس شراقي أن السد العالي هو السبب الرئيسي للأمن المائي في مصر، فهو يعوض البلاد من أي نقص في أوقات الجفاف وقلة الأمطار وسد النهضة، وفي حالة حدوث فيضان فهو ما أيضا يحمي مصر.

وأشار إلى أن إثيوبيا على سبيل المثال تعاني حاليا من جفاف يستمر لمدة شهر وتنقل المياه لمسافة تصل إلى 6 و7 كيلومترات، لكن مصر تمتلك المياه بفضل السد العالي الذي غير حياة المصريين. .

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى