تاج الدين يؤكد أن ربط السياسات الصحية بالاستدامة المالية يفتح آفاق تطوير النظام الصحي
ملتقى دولي حول استدامة الأنظمة الصحية في مصر
تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء المصري، انطلق اليوم الملتقى الدولي السنوي السادس للهيئة العامة للرعاية الصحية، والذي يركز على تعزيز التنسيق بين السياسات الصحية والاستدامة المالية. هذا الحدث يأتي في ظل الاحتفال بمرور ست سنوات على إطلاق منظومة التأمين الصحي الشامل في مصر، ويهدف إلى الوصول إلى نظام صحي مستدام يمكنه مواجهة التحديات المستقبلية.
السياسات الصحية كركيزة للتنمية المستدامة
خلال الجلسة النقاشية الرفيعة المستوى، أشار الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، إلى أن الربط بين السياسات الصحية والتمويل يمثل أساساً لنمو النظام الصحي دون تحميل المواطنين أعباء إضافية. وأكد على ضرورة وجود رؤية متوازنة تلبي احتياجات المواطنين وتحقق الاستخدام الأمثل للموارد.
التعاون الدولي وتعزيز الشراكات
من جانبه، أكد الدكتور أحمد السبكي على أهمية استدامة التمويل الصحي في ضمان جودة الخدمات الصحية. وشدد على أهمية الابتكار المالي وتطوير سياسات صحية فعالة تعزز من قدرة نظام التأمين الصحي الشامل على الاستجابة للتحديات التنموية.
وقد شارك في الجلسة أيضاً باكيش آرون متسواليدي، وزير الصحة بجنوب إفريقيا، حيث أشار إلى أن التعاون الدولي وتبادل الخبرات يعدان عنصرين حاسمين في بناء نظم صحية مرنة. وأكد أن الدول التي تستثمر في الشراكات العابرة للحدود تكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات في مجال الصحة.
التجارب الناجحة في التمويل الصحي
استعرض ستيفان غيمبيرت، المدير الإقليمي للبنك الدولي، دور الشراكات الدولية في توسيع الحيز المالي للصحة. وأوضح أن النماذج التمويلية المبتكرة يمكن أن تعزز من الكفاءة التشغيلية وتساعد في تحسين جودة الخدمات الصحية.
وتحدث الدكتور دانيال مواي، المستشار الرئاسي للصحة في كينيا، عن تجربته في تطوير نظام التمويل الصحي، مشيراً إلى أهمية تنظيم المساهمات لدعم الفئات غير المنتظمة. وأكد على ضرورة التكامل بين مختلف صناديق التمويل لضمان استمرارية الرعاية الصحية.
نموذج التحول الصحي في السعودية
كما تناول الدكتور محمد بن خالد العبدالعالي، مساعد وزير الصحة السعودي، إصلاحات التحول الصحي في المملكة، مشيرا إلى أهمية الفصل بين دور الوزارة كجهة تنظيمية ودور مقدمي الخدمات. وهذا يساعد على تعزيز المساءلة وتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة.
أفضل الممارسات العالمية في التمويل الصحي
في ختام الجلسة، عرض الدكتور ريستو مييتونن، رئيس مجلس إدارة إحدى الشركات المتخصصة في الاستشارات الصحية، أفضل الممارسات العالمية في التمويل، مشدداً على ضرورة دمج المستشفيات ضمن شبكات الرعاية الأولية لتعزيز كفاءة الإنفاق وتحقيق نتائج صحية أفضل.
آفاق مستقبلية للنظم الصحية في مصر
ختاماً، أكد الدكتور سامح السحرتي، الخبير الدولي في سياسات الصحة، على أن تحقيق التوازن بين الصحة والتمويل يمثل المعادلة الأساسية لمستقبل النظم الصحية. وأشار إلى أهمية تبادل الخبرات بين الدول العربية والإفريقية لتعزيز قدرة الأنظمة الصحية على التكيف مع التحديات الحالية.
يستمر الملتقى على مدار يومين، تحت شعار “من الرؤية إلى التوسع: نرتقي بالرعاية الصحية إلى المعايير العالمية”، في العاصمة الإدارية الجديدة، مما يعكس الالتزام بتطوير النظام الصحي في مصر وتحقيق العدالة الاجتماعية.