تراجع الحماس الاستثماري في قطاع الروبوتات الصينية

بدأ الزخم الاستثماري الذي رافق أسهم الروبوتات الصينية في التراجع، وذلك بعد تحذيرات من الحكومة الصينية بشأن احتمال حدوث فقاعة في هذا القطاع الواعد. هذا التحذير يسلط الضوء على التقييمات المرتفعة لشركات الروبوتات، في وقت تُظهر فيه الأسس الاقتصادية للتكنولوجيا اختلالات ملحوظة.

ارتفاعات قياسية تتبعها تحذيرات حكومية

شهد مؤشر سولاكتيف الصين للروبوتات البشرية ارتفاعًا يفوق 60% خلال العام الجاري، ليصل إلى ذروته في أكتوبر. هذا الارتفاع جاء نتيجة لموجة من التوقعات الإيجابية الناتجة عن السياسات الحكومية الداعمة، وظهور مقاطع فيديو للروبوتات البشرية التي تؤدي عروضاً راقصة وقتالية وتشارك في سباقات. ومع ذلك، بدأ المؤشر في فقدان زخم النمو، ليتراجع بنسبة تقارب 20% عن أعلى مستوياته.

تحذيرات بشأن الفقاعة والفائض في السوق

تمثل الروبوتات جزءًا محوريًا من استراتيجيات الصين لجذب الاستثمارات وتحسين الصناعات الاستراتيجية. ومع ذلك، حذر مسؤولون من أن الصناعة قد تواجه خطر “التكدس” بسبب وجود أكثر من 150 شركة تنتج روبوتات متشابهة، مما قد يؤدي إلى إغراق السوق وإضعاف الابتكارات الحقيقية. كما أبدت شركة مورجان ستانلي قلقها حيال فاعلية الروبوتات بالمقارنة مع البشر، مشيرةً إلى أن هناك زيادة في عدد الجهات التي تروج للقطاع بشكل مبالغ فيه.

تحليل أداء الشركات الرائدة في السوق

من بين الشركات التي شهدت زيادات ملحوظة، تضاعفت أسهم «يو بي تك روبوتيكس» على الرغم من تكبدها خسارة كبيرة، كما حققت «نينجبو» تشونجدا ليدر إنتليجنت ترانسمشن قفزة مثيرة في أسهمها رغم انخفاض أرباحها. ومع ذلك، يشير التقييم إلى أن متوسط مضاعف الربحية للقطاع يعادل 58 مرة، بينما يتراوح نفس المؤشر في قطاع التكنولوجيا بأكمله حول 32 مرة، مما يثير تساؤلات حول استدامة هذه الارتفاعات.

آفاق السوق وآراء الخبراء

يشير تحليل الخبراء إلى أن هناك ضرورة لتحديد الشركات التي يمكن أن تستمر في هذا السوق التنافسي. يقول فو تشيفنج، رئيس قسم الاستثمار، إنه يتوقع أن يخرج فائز أو اثنان فقط من هذا الزحام الشديد. هناك أيضًا اعتقاد بأن تكنولوجيا الروبوتات ستشهد نموًا ملحوظًا في المستقبل، بفضل الميزات التي تتمتع بها الصين في سلسلة التوريد.

الخلاصة: مستقبل الاستثمار في الروبوتات

يعد التحذير الحكومي عن ضرورة السيطرة على الفائض في السوق قد يمثل خطوة إيجابية لترشيد المنافسة وتعزيز الابتكار. على الرغم من التحديات، لا تزال النظرة المستقبلية للقطاع واعدة، مع إمكانية تحقيق نمو كبير في ظل التحسينات المستمرة في التكنولوجيا وتوافر المهندسين. ومع ذلك، تبقى الأسئلة مستمرة حول ما إذا كان القطاع سيشهد تحولًا تكنولوجيًا أساسيًا في السنوات القادمة.