نائب رئيس وزراء بولندا يحذر من أن السلام في أوروبا لن يتحقق عبر اتفاق مشبوه
تحذيرات بولندية بشأن مخاطر “التسويات الفاسدة” في الصراع الأوكراني
حذر نائب رئيس وزراء بولندا، كريستوف جافكوفسكي، من أن أي اتفاق “فاسد” لإنهاء الحرب الروسية ضد أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى بداية جولة جديدة من النزاع في أوروبا. تأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه الضغوط على كييف لقبول خطة سلام تقترحها واشنطن وموسكو.
المحتوى المسرب للخطة الأمريكية
تفيد تقارير إعلامية أن الخطة الأمريكية، التي تم تسريب تفاصيلها الأسبوع الماضي، تتضمن مجموعة من التنازلات من جانب أوكرانيا. تشمل هذه التنازلات فقدان الأراضي، وتقليص كبير في حجم القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى استبعاد أي إمكانية لإنضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي “الناتو” في المستقبل.
التاريخ يعيد نفسه: ذكريات اتفاقيات ميونيخ
خلال زيارة له إلى مدينة بوزنان غرب بولندا، أشار جافكوفسكي إلى أن انتصار روسيا في هذه الحرب سيشجعها على تصعيد عملياتها العسكرية مستقبلاً. وأضاف: “يجب أن نتحدث عن السلام، وعلينا دعم أوكرانيا”، مع التأكيد على أهمية دروس التاريخ وعواقب اتفاقيات ميونيخ الفاسدة عام 1938.
تحذيرات جافكوفسكي: السلام يستدعي موقفاً موحداً
وأوضح جافكوفسكي أن أي تسوية غير عادلة ستؤدي إلى نشوب جولة جديدة من الصراع، محذراً من أن روسيا، في حال حققت مكاسب إقليمية من هذه الأزمة، ستسعى للمزيد من التوسع نحو الغرب. وأكد أن “كل تسوية فاسدة مع المعتدي ستعني فقدان السلام وحياة المواطنين”.
ردود فعل دولية حيال خطة السلام
في سياق متصل، أبدت دول الاتحاد الأوروبي وكندا وإيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا واليابان دعمها لفكرة معالجة مسودة خطة السلام، مؤكدين أن “الحدود لا يمكن تغييرها بالقوة”.
الخطوة القادمة: عرض الموقف البولندي في القمة الإفريقية الأوروبية
من المقرر أن يقوم رئيس وزراء بولندا، دونالد توسك، بعرض رؤيته بشأن هذا الموضوع خلال قمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي المزمع عقدها في لواندا، أنجولا، يوم الإثنين المقبل.
بهذه التحذيرات، يبدو أن بولندا تدعو إلى ضرورة الحفاظ على وحدة موقف دول الاتحاد الأوروبي تجاه الممارسات الروسية، وأن أي حل للصراع يجب أن يكون عادلاً يضمن استقرار المنطقة، بدلاً من مجرد التوصل إلى تسويات سطحية.