الدعم السريع يحتجز ناجين من حصار الفاشر للمطالبة بفدية
توقيفات جماعية وفدية في الفاشر: مآسي جديدة في دارفور
في تطورات جديدة في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أفادت التقارير أن قوات الدعم السريع تشن حملات اعتقال منهجية للسكان منذ السيطرة على المدينة في أواخر أكتوبر. وبحسب وكالة “رويترز”، يواجه المواطنين الذين يُقبض عليهم مخاطر كبيرة، حيث يتم طلب فدية ضخمة للإفراج عنهم، ويُحتمل أن يتعرض البعض للقتل إذا لم تتمكن أسرهم من دفع المبلغ المطلوب.
أرقام مقلقة حول الاعتقالات والفدية
بينما لم تتمكن “رويترز” من تحديد العدد الدقيق للمحتجزين، تشير الروايات إلى وجود مجموعات كبيرة في قرى قرب الفاشر. يُذكر أن عائلات هؤلاء المحتجزين تُطلب منها دفع مبالغ تتراوح بين خمسة ملايين جنيه سوداني (حوالي 1400 دولار) و60 مليون جنيه سوداني (حوالي 17 ألف دولار)، وهي مبالغ تفوق قدرة سكان المنطقة الفقراء.
وسرد عدد من الناجين تفاصيل مرعبة عن تجاربهم، حيث تحدثوا عن تعرضهم للضرب والتعذيب، وحتى القتل في حالة عدم قدرة أسرهم على دفع الفدية. وقد فر بعض هؤلاء الناجين إلى تشاد حاملين آثار الاعتداء.
آثار السيطرة على الفاشر على السكان المحليين
تُعَد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر نقطة تحول في النزاع المستمر منذ عامين ونصف. تمثل الفاشر الآن نقطة محورية في الأزمة الإنسانية الأشد خطورة التي تصفها الأمم المتحدة، حيث يُقدر عدد النازحين بأكثر من 100 ألف شخص، فيما عانت المنطقة من انعدام الأمن وتدهور الظروف المعيشية.
ووفقًا لموظفي الإغاثة، تُظهر صور الأقمار الصناعية للقرى المجاورة نموًا ملحوظًا في عدد المباني المؤقتة، مما يشير إلى إمكانية استمرار الأزمة لفترة طويلة. ومن المثير للقلق أن هذه الأوضاع تأتي وسط تدهور الاتصالات في المنطقة، مما يجعل التنسيق من أجل مساعدة المحتاجين أكثر صعوبة.
التحديات التي تواجه وكالات الإغاثة والجهات المعنية
تسعى وكالات الإغاثة لتقديم المساعدة في مناطق الفاشر وضواحيها، ولكن تواجه تحديات كبيرة بسبب الأوضاع الأمنية وتعقيدات التواصل مع السكان. يُعبر العديد من الأشخاص الذين فروا عن يأسهم بسبب عدم قدرتهم على دفع تكاليف الخروج من المدينة أو لأنهم مصابون أو مرضى.
الناجون من الاعتقالات يروون قصصًا مؤلمة عن الاعتداءات والعنف، حيث تحدثت نساء عن تعرضهن للاعتداء الجنسي، وهو ما يُظهر الأبعاد الإنسانية المأساوية للأزمة التي تعاني منها دارفور.
ختامًا: ضرورة التحرك الدولي
إن الوضع في الفاشر يحتاج إلى تدخل دولي عاجل لوقف الانتهاكات وحماية السكان المدنيين. ومن المهم أن تستجيب المجتمع الدولي لضمان سلامة المواطنين وتقديم المساعدات اللازمة لهم في ظل هذه الأوضاع المأساوية.