الدكتورة ياسمين فؤاد تشرح استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة تدهور الأراضي

منذ 36 دقائق
الدكتورة ياسمين فؤاد تشرح استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة تدهور الأراضي

استراتيجيات جديدة لمكافحة التصحر: رؤية الدكتورة ياسمين فؤاد

في لقاء موسع مع الصحفيين المتخصصين في مجال البيئة بمصر، قدمت الدكتورة ياسمين فؤاد، الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، رؤيتها المستقبلية للمرحلة المقبلة. اللقاء جاء بالتزامن مع مرور مائة يوم على توليها المنصب، حيث سعت إلى إعادة صياغة دور الاتفاقية وتعزيز التنسيق الدولي استعدادًا للجنة مراجعة التنفيذ CRIC23 المزمع عقدها في بنما في نهاية العام.

الربط بين التحديات البيئية والإنسانية

أكدت الدكتورة فؤاد على ضرورة توحيد الجهود بين اتفاقية التصحر وبين اتفاقيتين مهمتين، هما اتفاقية تغير المناخ واتفاقية التنوع البيولوجي. وأشارت إلى الروابط الحيوية بين هذه القضايا المختلفة، ومنها تدهور الأراضي، التصحر، والجفاف، فضلًا عن الأزمات العالمية مثل أزمات سلاسل الإمداد والغذاء والنزاعات والنزوح.

دور مصر الفعال في مواجهة التصحر

رداً على سؤال حول دور مصر في المرحلة المقبلة ضمن اتفاقية مكافحة التصحر، ذكرت فؤاد أن القاهرة قدمت خطة وطنية لمكافحة الجفاف تشمل مشاريع متنوعة مثل استعادة المراعي وتطوير أنظمة الري، مؤكدًة أن دورها اليوم لا يقتصر على تمثيل مصر فقط، بل يمتد لخدمة 197 دولة حول العالم. وأشارت إلى أن نجاحها عالميًا يعكس المكانة المرموقة لمصر في مجالات البيئة والمناخ.

التحديات والتحولات المستقبلية

شددت فؤاد على أن قضية التصحر تتجاوز كونها مشكلة بيئية، بل أصبحت قضية تنموية وأمنية ترتبط بأسس الأمن الغذائي وحقوق المرأة في الأراضي، خاصة في إفريقيا. وبحسب تقارير الأمم المتحدة، فإن 40% من أراضي العالم قد فقدت خصوبتها، مما يستدعي تحولًا جذريًا في الجهود لمواجهة هذه التحديات.

آلية التمويل والدعم الدولي

أوضحت الدكتورة ياسمين أن الاتفاقية تتمتع بميزة تنفيذية فريدة، حيث توفر آلية عالمية لدعم الدول من خلال تمويل مباشر، وهذا يعني قدرة أكبر على تقديم الدعم الفني وتطوير البرامج الوطنية الفعّالة. من جهة أخرى، تمخض مؤتمر الأطراف COP16 في السعودية عن إنشاء صندوق دولي لمكافحة الجفاف بقيمة 2 مليار دولار، مما يدل على التزام المجتمع الدولي بمواجهة هذه الظاهرة.

التداعيات السياسية والأمنية للتصحر

تحدثت فؤاد عن التحديات السياسية المرتبطة بالتصحر، مشيرة إلى أن القضايا البيئية لا يمكن فصلها عن الأمن القومي. حيث تؤدي النزاعات في مناطق مثل الساحل الإفريقي إلى تفاقم مشكلة تدهور الأراضي. وتعمل الدكتورة حاليًا مع مجموعة من الدول على إدماج ملف التصحر ضمن أجندة الأمن الدولي، في خطوة تمهد الطرح في مؤتمر ميونيخ للأمن.

مشاريع إقليمية لمواجهة العواصف الرملية

حذرت فؤاد من الأزمات الناتجة عن العواصف الرملية والترابية في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذه الظاهرة قد تكلف بعض الدول خسائر تصل إلى 2% من الناتج المحلي سنويًا. ودعت إلى إطلاق مشاريع إقليمية مشتركة لمواجهة مشكلات العواصف الرملية بصورة فعالة.

آفاق مستقبلية لمؤتمر COP17

فيما يتعلق بمؤتمر COP17 المزمع عقده في منغوليا، أكدت فؤاد أن المؤتمر سيعطي الأولوية لمناقشة قضايا المراعي وحقوق المجتمعات. كما سيستمر تنفيذ المبادرة المدعومة من كوريا تحت شعار “السلام من أجل الطبيعة”، لدراسة تأثير النزاعات على الأراضي وإمكانية إعادة تأهيلها.

إن الجهود المستمرة التي تبذلها الدكتورة ياسمين فؤاد، والاهتمام المتزايد بقضايا التصحر على الصعيد الدولي، توضح أهمية التعاون بين الدول لمواجهة هذه التحديات العالمية المنظورة.


شارك