لافروف يصرح بأن أوروبا تسعى لإبعاد ترامب عن استراتيجيته الواقعية في حل أزمة أوكرانيا
لافروف يتهم أوروبا بإبعاد ترامب عن واقعه في أزمة أوكرانيا
في تصريحات مثيرة، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الدول الأوروبية بمحاولة التأثير على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وإبعاده عن موقفه الواقعي فيما يتعلق بالأزمة الأوكرانية. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة مع قناة “Ultrahang” الهنغارية، حيث أكد لافروف أن الإدارة الأمريكية في فترة ترامب أبدت رغبة حقيقية في إيجاد تسوية سلمية طويلة الأمد، وليس مجرد وقف مؤقت للأعمال القتالية.
فهم ترامب للأزمة الأوكرانية
أشار لافروف إلى أن ترامب كان من بين القادة الغربيين الأوائل الذين أبدوا قلقهم من التدخل المباشر لحلف الناتو في أوكرانيا، واعتبر أن وجود الحلف على الحدود الروسية أمر غير مقبول بالنسبة لموسكو. وقد صرح ترامب في عدة مناسبات بأنه يتفهم المخاوف الأمنية الروسية، مما يمثل مفهوماً واقعياً في التعامل مع طبيعة الصراع.
التحذير من وقف إطلاق النار
انتقد لافروف الدعوات الأوروبية والأوكرانية لجعل وقف إطلاق النار الفوري هو الحل، حيث وصف هذا الموقف على أنه محاولة لكسب الوقت من أجل إعادة تسليح أوكرانيا. وكان الوزير الروسي قد أشار إلى اتفاقيات مينسك الموقعة في عام 2015، والتي فشلت في تطبيق ما تم الاتفاق عليه، مؤكدًا أن القادة الغربيين، مثل المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل والرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا هولاند، اعترفوا لاحقًا بأنه كانت تهدف إلى تمكين أوكرانيا من تقوية مقدراتها العسكرية وليس إحلال السلام الفعلي.
أهمية التفاهمات مع الولايات المتحدة
وفي إطار سعي روسيا للحصول على دعم من واشنطن، أشار لافروف إلى اتصالات مكثفة جرت مؤخراً بين موسكو وواشنطن لتنفيذ التفاهمات المبرمة خلال محادثة هاتفية بين الرئيسين فلاديمير بوتين ودونالد ترامب في 16 أكتوبر. واعتبر أن النقاشات مع نظيره الأمريكي كانت بناءً وركزت على خطوات عملية تهدف إلى استعادة الاستقرار في أوروبا.
دعوة إلى سلام شامل ومستدام
وفي ختام تصريحاته، أكد لافروف أن روسيا لا ترى فائدة في أي اتفاقات مؤقتة أو في وقف هش لإطلاق النار. ودعا إلى السلام الشامل والدائم الذي يعالج جذور الأزمة الأمنية في أوروبا. وأوضح: “لقد عانينا من تجربتنا مع اتفاقيات مينسك، ولا نرغب في تكرار الأخطاء نفسها. يجب أن يكون السلام هذه المرة حقيقياً ومستداماً ومتوازناً بين جميع الأطراف.”