تكنولوجيا جديدة للحد من إصابات اللاعبين والتأثير على الرياضة

تزايد الإصابات في الدوري الإنجليزي الممتاز: نحو استخدام التكنولوجيا للوقاية
كشفت دراسة حديثة أجرتها شركة التأمين البريطانية “هاودن” عن قفزة ملحوظة في متوسط عدد إصابات اللاعبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث ارتفع العدد من 75 إصابة في موسم 2021-2022 إلى 146 إصابة في موسم 2023-2024. هذه الأرقام تثير القلق بين الأندية والمنتخبات، مما دفعها إلى التوجه نحو التكنولوجيا المتطورة بهدف تقليل الإصابات وفهم أسبابها.
استراتيجيات تكنولوجية متطورة لتحليل البيانات
من بين الأدوات التكنولوجية المستخدمة، نجد سترات الـ GPS التي يرتديها اللاعبون، والتي تمكن الفرق من جمع بيانات دقيقة حول أداء كل لاعب. هذه المعلومات تساعد على تخصيص برامج التدريب والتغذية بما يتناسب مع احتياجات اللاعبين. كما يشير إيمانويل فالانس، مدير الأداء في نادي تولوز الفرنسي، إلى أهمية هذه التكنولوجيا في الكشف المبكر عن الإصابات المحتملة.
كما أن نادي ريال مدريد يعتمد على التصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء، الذي يمكنه تمييز الحمل الزائد على العضلات، مما يساهم في تقليل الإصابات بنسبة تصل إلى 70%، وفقاً لدراسة أجريت في نادي سي دي ناسيونال البرتغالي.
التعلم الآلي وتأثيره على تقليل الإصابات
تتبنى الأندية مثل تولوز نظام التعلم الآلي الذي يستخدم البيانات المتاحة لتقدير مخاطر الإصابات المحتملة لدى اللاعبين. هذه التقنية استندت إلى دراسة شملت 38 لاعباً محترفاً، وأظهرت فعالية في التنبؤ بالإصابات.
ثم يأتي الجدل حول طرق العلاج المتنوعة التي تُستخدم لتفادي الإصابات، مثل العلاج بالتبريد، وحقن البلازما، والتحفيز الكهربائي، التي تهدف إلى تسريع شفاء الإصابات.
دور المراهقة في كشف المخاطر
تعد مرحلة المراهقة نقطة محورية في تكوين اللاعبين، حيث تلعب دوراً مهماً في تقليل أعمارهم البيولوجية من خلال التدريبات الدقيقة والنظام الغذائي المناسب. إن التدريب غير المنتظم في هذه المرحلة قد يزيد من خطر تكرار الإصابات لاحقاً، كما حدث مع بعض نجوم فريق برشلونة مثل بيدري وداني أولمو.
برشلونة يستعين بعلم الوراثة لتحليل المخاطر
في خطوة مبتكرة، يقوم نادي برشلونة بالتعاون مع شركة ناشئة للاستفادة من علم الوراثة في تحديد ضعف العضلات والأوتار. هذا التعاون يعكس التوجه نحو استخدام البيانات الوراثية جنباً إلى جنب مع التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، الذي تستخدمه أندية مثل ريال مدريد لتحليل مستويات التعب العضلي.
على الرغم من جميع هذه الابتكارات التكنولوجية، لا تزال الجهود مستمرة لتطوير وسائل فعالة للحد من الإصابات، التي تُعتبر أحد التحديات الكبرى في عالم كرة القدم.