فيلم عايش تحت الأرض يشارك في مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط 2023
فيلم “عايش تحت الأرض” يضيء على تجربة إنسانية فريدة في مهرجان الإسكندرية
يشارك الفيلم الوثائقي “عايش تحت الأرض”، من إخراج محمد عصام عبد الرازق، في فعاليات الدورة الـ 41 لمهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط. يقدم الفيلم قصة إنسانية مؤثرة حول شخصية لطفي، الذي اختار العيش تحت الأرض في قلب مدينة القاهرة لمدة ثمانية أعوام، ليكتشف في لحظة مفاجئة رغبته في بدء حياة جديدة في العالم الخارجي.
رحلة داخل النفس: من الظلام إلى النور
لا يقتصر بحث الفيلم على مكان العيش، بل يعكس أيضاً حالة نفسية تتمثل في العزلة والانسحاب، اللذين يشعر بهما لطفي كوسيلة للهروب من ضغوط الحياة اليومية. ويمر خلال الفيلم بصراع داخلي يجسد الصراع بين الخوف من المجهول والرغبة الجامحة لاستعادة معنى الحياة.
لغة بصرية مميزة وتوجهات إخراجية مبتكرة
استثمر المخرج ذاته في مهام تأليف الفيلم وإخراجه وتصويره، مما أضفى لمسة فنية متماسكة ورؤية بصرية قوية. جاء المونتاج الذي نفذه أحمد طرابيلي ليعكس التحول من حالة الركود إلى لحظة القرار المفصلية التي يمر بها البطل، مما يعكس توتر الأحداث وتأثيرها على نفسية الشخصية.
العمق الصوتي والتجسيد البصري للأجواء النفسية
جاءت لمسات محمود التوني في التصميم البصري لتعكس تجربة لطفي في العيش تحت الأرض مقابل شعاع الأمل والنور. كما ساهم الميكساج الصوتي بإخراج إسماعيل سعيد في خلق أجواء مشحونة من الانسداد أو الانفتاح، تبعًا لضغوط الأحداث والشخصية. وأيضًا، لعبت موسيقى مرام الصباغ دورًا محوريًا في خلق أجواء نفسية متوافقة مع مشاعر البطل.
تصميم البوستر: تجسيد للصراع بين العزلة والانطلاق
تم تصميم البوستر الخاص بالفيلم من قبل محمد عبد السلام، والذي يعكس ببلاغة صراع الشخصية بين الظلام والنور، وكذلك التوجه نحو التحرر. الصورة التي التقطها المخرج تعبر عن جوهر الفيلم وتجربته العميقة في تصوير صراع الإنسان مع ذاته، وكيف يمكن للحظة توعية مفاجئة أن تكون نقطة تحول في حياة طويلة انقضت في الظل.
“عايش تحت الأرض” هو عمل سينمائي يستحق المشاهدة، حيث يسلط الضوء على عزلة الإنسان المعاصرة وصراعه الدائم من أجل إيجاد ذاته من جديد.
