رئيس وزراء فرنسا يؤكد استمرار خطر المديونية حتى بعد سقوط الحكومة

تحذيرات رئيس الوزراء الفرنسي بشأن المديونية وضرورة الحفاظ على الحكومة
أكد رئيس الوزراء الفرنسي، فرانسوا بايرو، في خطاب ألقاه أمام البرلمان يوم الإثنين، أن التحديات التي تواجه فرنسا ستستمر حتى بعد تصويت الثقة المرتقب على حكومته. جاء هذا التصريح في سياق الجدل الدائر حول مشروع ميزانية الدولة لعام 2026 وعبء المديونية المتزايد في البلاد.
نداء إلى النواب للحفاظ على الثقة
بايرو، الذي تولى منصبه منذ أقل من تسعة أشهر، أشار إلى أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في فرنسا يتطلب تضامنًا وجهدًا متزايدًا من جميع الأطراف المعنية. خلال كلمته أمام مجلس النواب، وصف المسائل المطروحة بأنها ليست سياسية فحسب، بل تاريخية وتمس الشعب الفرنسي وأمن الأمة.
صورة قاتمة للوضع الاقتصادي
أبرز بايرو في خطابه الفجوة الإنتاجية التي تفصل فرنسا عن جيرانها، مشيرًا إلى تراجع أداء النظام التعليمي في البلاد. كما أكد على ضرورة الاهتمام بمسألة المديونية المتزايدة، حيث أعلن أن الدين العام بلغ 3415 مليار يورو، مما يستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة.
تحديات الهجرة والاندماج
تناول بايرو أيضًا أهمية إدارة تدفق المهاجرين، مؤكدًا على ضرورة دمجهم في المجتمع الفرنسي من خلال العمل واللغة والالتزام بقيم البلاد. وهو أمر يعتبره أحد الركائز الأساسية لضمان استقرار البلد.
خطة للحد من العجز المالي
أكد رئيس الوزراء أنه لم يتم التوصل إلى ميزانية متوازنة منذ 51 عامًا، مشددًا على أهمية الوصول إلى عجز لا يتجاوز 3% من الناتج المحلي بحلول عام 2029. كما دعا إلى إيجاد مساهمة متوازنة من الأفراد ذوي الدخل المرتفع، لكنه رفض فرض ضرائب إضافية عليهم.
مخاطر الإطاحة بالحكومة
وفي إطار التوترات السياسية، حذر بايرو من أن الإطاحة بحكومته لن تحل المشاكل الأساسية التي تواجه فرنسا. وأكد أن النواب لديهم القدرة على تغيير الحكومة لكنهم لن يستطيعوا تغيير الحقائق الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها البلاد.
ردود الفعل السياسية على خطاب بايرو
تشير الآراء الانتقادية من الأحزاب المعارضة، بما في ذلك اليمين المتطرف، إلى احتمالية عدم منح الثقة للحكومة، مما يعني أن فرنسا قد تواجه أزمة سياسية جديدة. هذه الظروف تأتي في وقت يتعين فيه على الرئيس إيمانويل ماكرون البحث عن رئيس وزراء خامس منذ إعادة انتخابه.
الخيارات المتاحة أمام الرئيس ماكرون
إذا سقطت الحكومة، سيكون أمام ماكرون عدة خيارات، بما في ذلك تعيين رئيس وزراء جديد أو إبقاء بايرو في منصب حكومة تصريف الأعمال. كما يمكنه الدعوة إلى انتخابات مبكرة، مما قد يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار السياسي.
تظل الأوضاع في فرنسا شديدة التعقيد، وتبقى الأنظار متجهة نحو تصويت الثقة، حيث سيتحدد مستقبل الحكومة في ضوء الاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية الحالية.