المفتي يكشف عن توصيات مبتكرة من مؤتمر صناعة المفتي الرشيد في زمن الذكاء الاصطناعي

مؤتمر عالمي يناقش دور الذكاء الاصطناعي في الإفتاء
اختتم المؤتمر العالمي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي عُقد تحت شعار “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي”، فعالياته في 12 و13 أغسطس 2025، بحضور فاعل من أكثر من ثمانين دولة. وقد أقيم المؤتمر برعاية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، مما يعكس التزام الدولة المصرية بدعم المؤسسات الدينية لمواكبة التغيرات المعاصرة.
مشاركة عالمية ورؤية شاملة
شهد المؤتمر حضور نخبة من كبار العلماء والمفتين والوزراء والخبراء، الذين اجتمعوا لمناقشة السبل الممكنة لتطوير العمل الإفتائي في عصر التكنولوجيا. وعبّر المشاركون عن شكرهم للاهتمام الرئاسي، معتبرين أن هذا الدعم يعد عاملاً مهماً لتعزيز الخطاب الديني الوسطي وتوجيه جهود بناء جيل جديد من المفتين المؤهلين علمياً وتقنياً.
التحديات والمتطلبات في عصر الفتوى الرقمية
أكد الدكتور نظير عياد، مفتي جمهورية مصر العربية، على أهمية الفتوى الرشيدة كعنصر أساسي للحفاظ على تماسك المجتمعات، مشيراً إلى ضرورة أن يتمتع المفتي بخلفية علمية قوية وإلمام بالتقنيات الحديثة. وقد ناقش المؤتمر مجموعة من القضايا المتعلقة بتوظيف الذكاء الاصطناعي في مجال الفتوى، ووضع ضوابط شرعية وأخلاقية لرسم مسار آمن للاستخدام الرقمي.
التوصيات الأساسية للمؤتمر
في ختام فعاليات المؤتمر، تم الإعلان عن مجموعة من التوصيات الهامة، تناولت قضايا مثل:
- تأكيد أهمية القضية الفلسطينية كقضية مركزية تُعنى بها الأمة الإسلامية.
- دعوة للوحدة الإسلامية وضرورة نبذ الخلافات من أجل مواجهة التحديات.
- تبني معايير دقيقة في الفتوى الرقمية لتفادي تفسيرات غير دقيقة.
- حماية المجتمعات من الفتاوى المغلوطة وتعزيز دور المؤسسات الإفتائية الرسمية.
- وضع إطار أخلاقي صارم لتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحقيق مصالح المجتمع.
شراكات استراتيجية ومواجهة التطرف الرقمي
تم التأكيد أيضاً على أهمية بناء شراكات استراتيجية بين هيئات الإفتاء ومراكز البحث، بهدف التطوير المستمر وتعزيز كفاءة الجهود المبذولة لمواجهة خطاب الكراهية. كما تم الدعوة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتسهيل الوصول إلى الفتوى المعتدلة وتقليل المخاطر المرتبطة بالمعلومات المغلوطة.
ختام مثمر برؤية مستقبلية
وفي سياق حديثه، دعا فضيلة المفتي إلى ضرورة استمرار الجهود البحثية في مجال الإفتاء الرقمي، وتطوير المهارات التقنية للمفتين ليصبحوا أكثر استعداداً للتعامل مع المستجدات. كما تطرق إلى أهمية إدماج القضايا البيئية ضمن النقاشات، لمواجهة تحديات التغير المناخي من منظور ديني وأخلاقي.
قبل أن يختم، أعرب رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن شكره للحضور، ولمجهودات فريق دار الإفتاء المصرية، مشيداً بدور الإعلاميين في نشر الوعي والمساعدة في تطوير الخطاب الديني المعاصر.