واشنطن بوست تكشف عن تخزين مساعدات أمريكية تكفي لإعالة 60 مليون شخص

تأخير المساعدات الإنسانية الأمريكية: إنقاذ الأرواح عالق في المخازن
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن كميات هائلة من المساعدات الإنسانية الأمريكية، تكفي لإطعام أكثر من 60 مليون شخص حول العالم، لا تزال عالقة في المخازن بسبب سياسات إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ورغم وعود وزارة الخارجية الأمريكية بالإسراع في إيصال المساعدات، فإن الوضع لا يزال متعثرًا.
أرقام مقلقة: المخزونات الغذائية تتعرض للتلف
وفقًا للصحيفة، هناك نحو 60 ألف طن من المواد الغذائية مخزنة في مستودعات في الولايات المتحدة وحول العالم، كما أن بعض هذه المواد يقترب من تاريخ انتهاء صلاحيتها. وقد تم وضع ملصقات “تدمير” على مئات الصناديق، بما في ذلك 15 ألف رطل من المواد الغذائية التي ظلت غير مُرسلة لفترات طويلة، ما أدى إلى فسادها.
من بين هذه المخزونات، يعتبر معجون الفول السوداني العنصر الأساسي الذي يُستخدم لعلاج سوء التغذية، حيث تم احتجاز إمدادات بقيمة 50 مليون دولار في مستودع “مانا نيوتريشن”.
ردود فعل غاضبة من المشرعين والناشطين
عبر عدد من المشرعين في الكونجرس ونشطاء الإغاثة عن غضبهم، حيث وصفت السيناتور جين شاهين الوضع بأنه “لا يمكن الدفاع عنه”، مُشيرةً إلى أن هذه المساعدات تم شراؤها لإنقاذ الأرواح وليس لتبقى مهملة في المخازن.
آثار التقليص على جهود الإغاثة
يُذكر أن التقليص الحاد الذي شهدته إدارة ترامب في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية أدى إلى تقليص برامج المساعدات بنسبة أكثر من 80%، مما أثر بشكل كبير على قدرتها على مواجهة الأزمات الإنسانية حول العالم. وأغلب هذا التقليص أدى إلى تسريح معظم الموظفين وإغلاق الوكالة رسميًا في الفترة الأخيرة.
رغم المحاولات المحدودة لإعادة تنظيم نقل المساعدات، يبدو أن تلك الجهود تقابل عقبات كبيرة، إذ تتعلق فوضى التعاقدات ونقص الموظفين بالقدرة على نقل المساعدات إلى المحتاجين الفعليين في الوقت المناسب.
التحديات المتعلقة بالمساعدات الغذائية بين اللاجئين
على الصعيد العالمي، يزداد الجوع بشكل ملحوظ في مناطق مثل بنجلاديش، حيث يعاني اللاجئون الروهينجا من ظروف صعبة نتيجة التأخير الحاصل في إرسال المساعدات. وبحسب خبراء، يحتاج الكثير من هؤلاء اللاجئين إلى المساعدات بشكل فوري، ولا يمكنهم تحمل أي تأخير.
الخطط المستقبلية للمساعدات الإنسانية
مع بدء السنة المالية الجديدة في أكتوبر المقبل، تشير التقديرات إلى أن البيت الأبيض يعتزم خفض ميزانية المساعدات الإنسانية بشكل كبير، من 10 مليارات دولار إلى 4 مليارات دولار، مع إلغاء بعض البرامج الهامة. يعكس هذا التوجه انعدام الوضوح بشأن كيف ستُخصص الأموال في مواجهة الأزمات الإنسانية العالمية.
في الختام، يشير الواقع الحالي إلى أن هناك حاجة ملحة لتغيير السياسات المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، لضمان وصول الأغذية والمساعدات الضرورية لأكثر الأشخاص احتياجًا، بشكل فوري وفعال.