“كأس أمم أفريقيا للمحليين: أيوب الكعبي من ورش النجارة إلى الساحة العالمية”

منذ نسختها الأولى عام 2009 في كوت ديفوار، نجحت بطولة كأس الأمم الأفريقية بشكل مستمر في جلب المواهب من الدوريات الوطنية في القارة إلى الساحة الدولية.
وتستعد القارة الأفريقية لاكتشاف مواهب جديدة في النسخة الثامنة التي تستضيفها ثلاث دول هي كينيا وتنزانيا وأوغندا في الفترة من 2 إلى 30 أغسطس/آب المقبل.
قبل يومين من انطلاق هذه النسخة، قدم الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) عبر موقعه الرسمي أحد اكتشافات النسخ السابقة للبطولة: اللاعب المغربي أيوب الكعبي.
أشار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (CAF) إلى تألق الكعبي في كأس الأمم الأفريقية 2018 في بلاده. وبصفته مهاجمًا مغمورًا في صفوف نهضة بركان، سجل تسعة أهداف في ست مباريات، محققًا رقمًا قياسيًا في عدد الأهداف المسجلة في بطولة واحدة. كما اختير هدافًا وأفضل لاعب.
ساهمت أهداف الكعبي في فوز المغرب باللقب بعد فوز حاسم 4-0 في النهائي على نيجيريا. سجّل الكعبي هدفًا، وعبّر عن سعادته البالغة بتتويج بلاده باللقب القاري، قائلاً: “لقد غيّرت هذه البطولة كل شيء بالنسبة لي”.
وأضاف الكاف في تقريره أن الكعبي من مواليد الدار البيضاء عام 1993 لكنه لم يكمل تعليمه حيث ترك المدرسة في سن 15 عاما وكان يعمل نجارًا خلال النهار ويمارس كرة القدم للهواة في عطلات نهاية الأسبوع.
يذكر الموقع أن الكعبي بدأ مسيرته الاحترافية الأولى في نادي راسينغ بالدار البيضاء، حيث سجل 25 هدفًا في 33 مباراة بالدرجة الثانية. ثم انتقل إلى نهضة بركان، لكن بطولة أفريقيا للمحليين (CHAN) أوصلته إلى مستوى جديد من النجاح.
بعد أدائه الرائع في كأس الأمم الأفريقية 2018، لفت الكعبي الأنظار وارتبط اسمه بالانتقال إلى عدة أندية، منها أتلتيكو مدريد الإسباني، بالإضافة إلى فرق في تركيا وآسيا والصين. وفي النهاية، اختار المهاجم المغربي الانتقال إلى هيبي تشاينا فورتشن للاستفادة من الرواتب المرتفعة في الجانب الآخر من القارة الصفراء.
وعاد المهاجم الدولي المغربي إلى وطنه في عام 2019 للانضمام إلى الوداد البيضاوي وتصدر قائمة هدافي الدوري في موسم 2020/2021 قبل أن ينتقل إلى نادي هاتاي سبور التركي حيث سجل 26 هدفًا في 53 مباراة.
كانت نقطة التحول في مسيرته الاحترافية انتقاله إلى نادي أولمبياكوس بيرايوس اليوناني في صيف عام ٢٠٢٣، حيث فاز بلقب الدوري الأوروبي، وهو أول لقب قاري في تاريخ النادي. سجّل أحد عشر هدفًا في تسع مباريات، منها ثلاثية ضد أستون فيلا في نصف النهائي، وهدف الفوز في الوقت الإضافي ضد فيورنتينا في النهائي.
كما حطم الكعبي الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في الأدوار الإقصائية بمسابقة أوروبية، متجاوزًا لاعبين كبارًا مثل الفرنسي كريم بنزيمة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والكولومبي راداميل فالكاو. كما اختير هدافًا ولاعبًا في البطولة، ليصبح أول لاعب أفريقي يسجل أكثر من عشرة أهداف في البطولة.
وبإضافة أهدافه في الدوري الأوروبي ودوري المؤتمر الأوروبي، سجل الكعبي 14 هدفاً في الموسم القاري، وهو رقم غير مسبوق للاعب أفريقي ولم يحققه لاعب من خارج أوروبا منذ تألق ليونيل ميسي مع برشلونة في موسم 2011/2012.
في وقت سابق من هذا العام، أصبح الكعبي الهداف التاريخي لفريق أولمبياكوس في البطولات الأوروبية برصيد 21 هدفًا في 26 مباراة، متجاوزًا مواطنه المغربي يوسف العربي. كما فاز بلقب الدوري اليوناني وثلاث جوائز أخرى: الهداف، وأفضل لاعب أجنبي، وأفضل لاعب في البطولة.
ولم يتراجع أداءه مع المنتخب المغربي، ورغم غيابه عن نهائيات كأس العالم 2022، فقد سجل 16 هدفا في 42 مباراة دولية.
أثبت أيوب الكعبي البالغ من العمر 32 عامًا نفسه كواحد من أكثر الهدافين الأفارقة غزارة في أوروبا بفضل بطولة الأمم الأفريقية للمحليين، حيث حصل على فرصته الأولى للتألق على المستوى الدولي في سن 24 عامًا.