الآثار: الكشف عن بقايا العناصر المعمارية للمدينة السكنية الرئيسية لواحات الخارجة ببدايات العصر القبطى المبكر

نجحت البعثة الأثرية المصرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار، والعاملة في منطقة عين الخراب التابعة للآثار الإسلامية والقبطية بواحة الخارجة بالوادي الجديد، في الكشف عن بقايا أهم مدينة سكنية بواحة الخارجة، والتي شهدت التحول من الوثنية إلى المسيحية.
صرح وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، في بيان له يوم الخميس، بأن هذا الاكتشاف يعكس ثراء وتنوع الحضارة المصرية القديمة خلال فترات تاريخية حرجة ومؤثرة. كما يُسهم في فهم حقبة التحول الديني في مصر، ويُبرز التسامح والتنوع الثقافي والديني الذي ميّز الحضارة المصرية. وأكد على استمرار دعم الوزارة الكامل للبعثات الأثرية في مختلف المحافظات، وأشاد بجهود وإنجازات الفرق المصرية، التي تُسهم في تعزيز مكانة مصر في السياحة الثقافية العالمية.
أكد محمد إسماعيل خالد، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، على أهمية هذا الاكتشاف، إذ يُلقي الضوء على فترة مهمة في تاريخ منطقة واحات الخارجة، وهي بدايات العصر القبطي في مصر. كما أكد على أهمية واحات مصر الغربية كمراكز للحياة الدينية والاجتماعية في مختلف العصور.
وأوضح أن البعثة كشفت عن بقايا المدينة بأكملها، وشملت مبانٍ سكنية تتكون من غرف من الطوب اللبن، وجدرانها مغطاة جزئيًا بالملاط، وغرف خدمات مزودة بأفران للاستخدام اليومي، وحاويات عديدة من الطوب اللبن، وجرار فخارية كبيرة مثبتة في الأرض لتخزين الحبوب والطعام، بالإضافة إلى مجموعة من القطع الأثرية المتنوعة، منها مجموعة من الأوستراكا، وأوانٍ فخارية، ومجموعة من القطع الحجرية والزجاجية، ومجموعة من القبور، وجدارية تصور السيد المسيح يشفي مريضًا.
صرح الدكتور هام إسماعيل، مدير عام آثار الخارجة ورئيس البعثة، بأنه تم اكتشاف بقايا كنيستين. إحداهما كنيسة على طراز البازيليكا، مبنية من الطوب اللبن، وعليها بقايا أحجار أساس. وهذا يشير إلى أنها كانت تتكون من قاعة واسعة وجناحين، يفصل بينهما ثلاثة أعمدة مربعة. يحتوي الجزء الجنوبي من الكنيسة على مجموعة من المباني الملحقة، بينما الكنيسة الثانية أصغر حجمًا، ذات مخطط مستطيل، محاطة ببقايا سبعة أعمدة خارجية. زُيّنت بعض جدرانها الداخلية بنقوش قبطية. كما عُثر على بقايا مبانٍ ملحقة في الجانب الغربي.
وأضافت أن معظم المباني المكتشفة خلال أعمال التنقيب السابقة في الموقع تشير إلى أن المنطقة استُخدمت عبر عصور تاريخية متعددة. فعلى سبيل المثال، عُثر على مبانٍ تعود إلى العصر الروماني، وأُعيد استخدامها في العصر القبطي المبكر، وكذلك خلال العصر الإسلامي.
المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء