كل ما تحتاج معرفته عن استراتيجيات فلورنتينو بيريز الاقتصادية في ريال مدريد

يتعامل رئيس نادي ريال مدريد فلورنتينو بيريز مع سوق الانتقالات بحذر لكنه يظل واثقا من أن مالية النادي كافية لتغطية أي نفقات.
يبحث مدرب ريال مدريد تشابي ألونسو عن لاعب وسط ليحل محل توني كروس، لكن بحسب صحيفة سبورت الإسبانية فإن رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز يفكر فقط في التعاقد مع نجم مانشستر سيتي والفائز بالكرة الذهبية رودري.
وينتهي عقد رودري مع مانشستر سيتي في صيف عام 2027، ومن المتوقع أن يدخل في فترة حرجة قبل اتخاذ قرار البقاء في مانشستر.
احتل ريال مدريد المركز 39 في الإنفاق الصافي خلال فترة الانتقالات.
يشهد ريال مدريد أغلى صيف له منذ خمس سنوات. فقد أُنفق 200.2 مليون يورو على أربعة لاعبين حتى الآن (هيوستن، أرنولد، ماستانتونو، وكاريراس). وهذا رقمٌ ملفتٌ للنظر بالنظر إلى تقلبات سوق الانتقالات في النادي خلال السنوات القليلة الماضية.
أنفق ريال مدريد 303.5 مليون يورو على انتقالات اللاعبين منذ موسم 2020-21، ليحتل المركز 39 بين الأندية من حيث الإنفاق خلال فترة الانتقالات.
وفي الفترة ذاتها، حقق ريال مدريد 301.35 مليون يورو من مبيعات اللاعبين، باستثناء لاعبي الأكاديمية.
كما يتواجد في القائمة ذاتها نادي أتلتيكو مدريد الذي أنفق 451.7 مليون يورو على الانتقالات، وبرشلونة الذي أنفق 431.5 مليون يورو.
ينتهج ريال مدريد سياسة مالية حكيمة من خلال تعديل رواتب اللاعبين، التي كانت تُشكل سابقًا نسبة قياسية من ميزانية النادي. ومع ذلك، تبلغ هذه النسبة حاليًا 43%، بانخفاض قدره 4% عن الموسم السابق، وهي الأدنى منذ موسم 2009-2010. وتُقل هذه النسبة بشكل ملحوظ عن الحد الأقصى البالغ 70% والحد الأدنى البالغ 50% الموصى بهما للأندية الأوروبية.
عندما تولى فلورنتينو رئاسة النادي في صيف عام 2000، كانت الرواتب تُمثل 86% من إجمالي النفقات، وارتفعت إلى 91% في عامه الأول كرئيس، وهي أعلى نسبة في تاريخ النادي. ومنذ ذلك الحين، انخفضت هذه النسبة إلى 72% في موسم 2002-2003، و52% في موسم 2003-2004.
ومنذ ذلك الحين، وبسبب التأثير التجاري لجائحة كوفيد-19، لم تتمكن من تجاوز معدل 70% الذي أوصت به رابطة الدوري الإسباني، باستثناء موسم 2021-22 (72%)، لكنها انخفضت مرة أخرى في المواسم التالية: 54% في 2022-23، و47% في 2023-24 والآن 43%.
عندما ننظر إلى جداول سقف الرواتب التي نشرتها الرابطة لموسم 2024-25، نرى أن ريال مدريد عاد إلى صدارة القائمة بـ 755 مليون (754,894)، وسجل برشلونة زيادة كبيرة إلى 426,427، وأتلتيكو مدريد في المركز الثالث بـ 310,745.
يُحتسب سقف الرواتب بطرح النفقات غير الرياضية من الدخل. تُحسب هذه النسبة بنفسها من قِبَل الأندية، لكن رابطة الدوري الإسباني (لا ليغا) مسؤولة عن التحقق منها والموافقة عليها.
31.3 مليون يورو: أعلى راتب لمبابي في ريال مدريد
كيليان مبابي هو اللاعب الأعلى أجرًا في ريال مدريد. يبلغ راتبه الإجمالي (شاملًا الضرائب) 31.3 مليون يورو، أي أن صافي راتبه يبلغ حوالي 15 مليون يورو، بالإضافة إلى مكافأة توقيع بقيمة 50 مليون يورو تُدفع على أقساط على مدى خمس سنوات من عقده، ونسبة مئوية من حقوق صورته.
يحتل المدافع النمساوي ديفيد ألابا المركز الثاني في سلم رواتب لاعبي ريال مدريد (22.5 مليون يورو)، بينما يحتل بيلينجهام المركز الثالث براتب إجمالي قدره 20.8 مليون يورو. وهذا الرقم مماثل لراتب فينيسيوس جونيور، الذي سيشهد زيادة في راتبه خلال العامين الأخيرين من عقده.
سيحصل ألكسندر-أرنولد على 16.7 مليون يورو في عامه الأول، وهو نفس راتب فالفيردي. يليهم كورتوا (15)، وميليتاو وروديغر (14.6)، وكامافينجا، وتشواميني، ورودريجو (12.5)، وكارفاخال (10.4)، وأحد اللاعبين الجدد، دين هويسن. سيحصل هويسن على راتب صافٍ قدره 9 ملايين يورو.
في المقابل، تنازل النادي الأبيض عن راتبي مودريتش (10.42) ولوكاس فاسكيز (9.38) هذا الصيف.
حقق ريال مدريد نتائج مالية مبهرة تؤكد تميزه المالي. فباستثناء انتقالات اللاعبين، بلغت إيرادات موسم 2024-2025 مبلغ 1.185 مليار يورو. ويوضح هذا الرقم الأهمية المتزايدة للتسويق في مصادر الإيرادات، كما يتضح في ملعب سانتياغو برنابيو، الذي زاد استخدامه التجاري بنسبة 38.5%.
وأدى هذا الرقم إلى زيادة الإيرادات بنسبة 10.4%، وزيادة الأرباح بنسبة 55.8%، وزيادة الخزانة من 82 مليون ليرة تركية إلى 165.7 مليون ليرة تركية.
ريال مدريد يملك 600 مليون يورو نقدًا في خزائنه
وعلاوة على ذلك، ارتفعت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك (EBITDA) بمقدار 87 مليون يورو إلى 243 مليون يورو، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 55% مقارنة بالعام السابق.
تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه منذ جائحة كوفيد-19 وموسم 2019-2020 الذي تلاه، حقق النادي ربحًا تشغيليًا متوسطًا قدره 186 مليون يورو سنويًا. وهذا رقم كبير، إذ مكّن النادي من تحقيق ربح قدره 24 مليون يورو بنهاية السنة المالية، بعد أن دفع 350 مليون يورو ضرائب لخزينة الدولة.
في غضون ذلك، ارتفع صافي الدين من 8.5 مليون يورو إلى 11.7 مليون يورو، مما حسّن نسبة الدين إلى الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك. كما تمت السيطرة على تكاليف تجديد الملعب، التي تُشكّل مصدر قلق كبير لجماهير ريال مدريد، باستثمار إجمالي قدره 1,347 مليون يورو في ملعب برنابيو الجديد، و1,131 مليون يورو في الرصيد المتاح. ويُظهر هذا استمرار الاستثمار في تجديد الملعب. علاوة على ذلك، يمتلك ريال مدريد رصيدًا غير مُستخدم بقيمة 425 مليون يورو، وحوالي 600 مليون يورو في السيولة النقدية المتاحة.
وتظهر كل هذه الأرقام أن النموذج الاقتصادي للنادي “صحي” بما يكفي لدعم النجاحات التي يتفاخر بها فلورنتينو بيريز، حيث فاز ريال مدريد بـ30 لقباً في السنوات الخمس عشرة الماضية.