مفاوضات تاريخية مرتقبة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول

استئناف المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في تركيا: الأمل في السلام
من المتوقع أن تبدأ الجمعة المقبلة مفاوضات سلام جديدة بين روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول التركية، في خطوة تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي للصراع المستمر بين الجانبين منذ أكثر من ثلاث سنوات.
تفاصيل المفاوضات المرتقبة
أعلنت أوكرانيا، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، أن هذه الجولة من المحادثات ستعقد الأربعاء، بينما اكتفت روسيا بالتعبير عن توقعاتها بأن تتم الاجتماعات الجديدة في هذا الأسبوع.
تأتي هذه الجولة الثالثة من المشاورات المباشرة بين الطرفين تحت ضغط من الإدارة الأمريكية، حيث وضع الرئيس السابق دونالد ترامب مهلة زمنية تبلغ 50 يوما للروس للتوصل إلى اتفاق مع كييف، أو مواجهة عقوبات اقتصادية صارمة.
الآمال المتواضعة لتحقيق تقدّم
على الرغم من بدء المفاوضات، لا تبدو الفرص لتحقيق تقدّم ملموس مرتفعة، حيث أن مواقف الطرفين لا تزال متفاوتة بشكل كبير. وقد سبق أن تمت جولتان من المحادثات في يونيو الماضي، لكنهما لم تفضيا إلى أي نتائج إيجابية تساهم في إنهاء الحرب.
تمخضت الجولة السابقة عن اتفاقات تتعلق بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى من الجانبين وإعادة جثث الجنود، دون الوصول إلى حلول شاملة للمسألة الرئيسية.
مطالب أوكرانيا وروسيا في هذه الجولة
أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في تصريحات له، أنه يتطلع إلى بحث عمليات تبادل جديدة مع الجانب الروسي، إضافة إلى إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين تم نقلهم قسراً إلى روسيا. وهو يأمل في أن يتمكن من “تحضير الاجتماع” مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء النزاع المستمر.
من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في مؤتمر صحفي، أنه ليس هناك أسباب تستدعي التفاؤل بإمكانية إحراز تقدم كبير، مشيراً إلى نية موسكو الدفاع عن مصالحها وتنفيذ أهدافها المحددة مسبقاً.
الشروط المتعارضة والرفض المتبادل
قدمت روسيا قائمة بمطالبها التي تشمل انسحاب القوات الأوكرانية من أربع مناطق ضمتها في سبتمبر 2022، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم. كما طالبت كييف برفض جميع أشكال الدعم العسكري الغربي وعدم الانضمام إلى حلف الناتو، وهو الأمر الذي ترفضه أوكرانيا بشكل قاطع.
تصر أوكرانيا كذلك، بالتعاون مع حلفائها الأوروبيين، على ضرورة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، وهو ما تعتبره موسكو مطلباً غير قابل للتنفيذ في ظل تفوقها العسكري على الأرض.
الخاتمة
تبقى الأنظار متوجهة نحو الجولة الجديدة من المفاوضات في إسطنبول، حيث يأمل الجميع أن تسفر هذه الاجتماعات عن تحركات ملموسة نحو السلام، رغم المشهد السياسي المعقد والمليء بالتحديات. الطريق إلى الحلول السلمية لا يزال طويلاً، ولكن الحوار يبقى هو السبيل الوحيد لتجنب المزيد من التصعيد.