الصحة العالمية تؤكد استهداف إسرائيل لمبانيها في غزة ضمن استراتيجية تدمير ممنهجة

تداعيات الهجمات الإسرائيلية على منشآت منظمة الصحة العالمية في غزة

أصبح الوضع الصحي في غزة مقلقًا بصورة متزايدة، حيث صرح الدكتور “ريك بيبركورن”، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بأن الهجمات التي تتعرض لها مباني المنظمة من قبل القوات الإسرائيلية تمثل جزءًا من تدمير ممنهج للنظام الصحي في القطاع.

الهجمات وتصعيد الوضع الأمني

أدان الدكتور بيبركورن في تصريحات لمركز إعلام الأمم المتحدة الهجمات المتكررة التي استهدفت مراكز منظمة الصحة العالمية في وسط غزة، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات جاءت في ظل تصعيد الأعمال العدائية وأوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي.

وخلال هذه الهجمات، تعرض مقر سكن موظفي المنظمة في دير البلح للاعتداء ثلاث مرات، مما أوقع خطرًا جسيمًا على الموظفين وعائلاتهم، بما في ذلك الأطفال، وسبب لهم صدمات نفسية كبيرة.

الاعتقالات وإجلاء الموظفين

تحدثت التقارير عن اقتحام القوات الإسرائيلية لمرافق المنظمة، حيث أُجبرت النساء والأطفال على الإخلاء سيرًا على الأقدام عبر مناطق القتال النشطة، بينما تم تقييد الموظفين الذكور وتعرضوا لاستجوابات تحت تهديد السلاح. وقد أدى ذلك إلى اعتقال أربعة أفراد، منهم موظفان من منظمة الصحة العالمية، وما زال أحدهم قيد الاحتجاز.

نقل العاملين تحت جنح الظلام

في ضوء الظروف الصعبة، تمكنت منظمة الصحة العالمية من نقل 43 موظفًا وعائلاتهم إلى مكتب المنظمة في ظروف خطيرة، حيث يقع المكتب أيضًا قرب مناطق الصراع. وأكد المسؤولون أنه لم يعد بالإمكان الوصول لمساكن الموظفين.

تدمير المستودعات والنداءات العاجلة

كان المستودع الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية في دير البلح قد تعرض للدمار خلال الهجمات، مما أدى إلى انفجارات وحرائق داخل المنشأة. كما تم نهب المستودع على يد مدنيين يائسين بحثًا عن احتياجات أساسية.

وفي ظل توقف المستودع عن العمل ونفاد الإمدادات الطبية، دعا الدكتور بيبركورن الدول الأعضاء إلى زيادة دعمها للمنظمة وضمان تدفق المستلزمات الطبية إلى غزة، حيث تعاني المنشآت الصحية من نقص حاد في الأدوية والإمدادات.

دعوات للحماية والإفراج عن المحتجزين

كما ناشد الدكتور بيبركورن بالإفراج الفوري عن الموظف المحتجز، مؤكدًا أهمية حماية الموظفين والمرافق الصحية. ودعا مجددًا إلى توفير الحماية الفعالة للمدنيين وسرعة تدفق المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.

تشير هذه التحديات الحادة إلى الحاجة الملحة لتحركات دولية منسقة لحماية النظام الصحي في غزة، وتوفير الدعم الضروري في ظل ظروف الحرب الراهنة.