أُنس جابر.. هل هي نهاية رحلة “وزيرة السعادة” أم مجرد استراحة قبل استئناف القتال؟

كانت أنس جابر على بعد مجموعة واحدة من أن تصبح أول لاعبة عربية تفوز بلقب بطولة جراند سلام في عام 2022، لكن حلمها لم يتحقق.
قدمت أونس أداءً مذهلاً في نهائي بطولة ويمبلدون في التاسع من يوليو/تموز، حيث فازت بالمجموعة الأولى ضد لاعبة كازاخستان إيلينا ريباكينا.
ورغم أن أونس بدت وكأنها تسيطر بشكل كامل على منافستها، فإن الأحداث التي تلت ذلك ربما تكون قد غيرت مزاج اللاعبة التونسية ودفعتها إلى الإعلان عن ابتعادها عن التنس لفترة “غير محددة”.
وخسر أونس المجموعتين التاليتين ليحطم حلمه بالفوز ببطولة نادي عموم إنجلترا، لكنه تعهد بالعودة بشكل أقوى والفوز باللقب على ملعبه العشبي المفضل.
وبعد شهرين، وصلت جابر إلى نهائي بطولة أمريكا المفتوحة لكنها خسرت أمام إيغا سفياتيك، مؤكدة أن الحلم ربما تأجل لكنه سيتحقق بالتأكيد.
وارتفع أونس إلى المركز الثاني في التصنيف العالمي وحصل على لقب “وزير السعادة”.
الفرصة الثالثة
بعد إقصائها من بطولة أستراليا المفتوحة 2023، خضعت أونس لعملية جراحية في الركبة وعانت بعد ذلك من فترة مضطربة، بما في ذلك إصابة في ربلة الساق.
حققت أونس أفضل نتيجة لها في بطولة فرنسا المفتوحة بالوصول إلى ربع النهائي، لكنها ظلت مركزة على بطولتها المفضلة.
وبدا اللاعب التونسي عازماً على الثأر من هزيمته العام الماضي، وتغلب على أربع بطلات للبطولات الأربع الكبرى ليتغلب على بيانكا أندريسكو، وبيترا كفيتوفا، وإيلينا ريباكينا، قبل أن يتغلب أيضاً على أرينا سابالينكا ليصل إلى النهائي.
دخلت أونس المباراة النهائية باعتبارها المرشحة للفوز باللقب ضد ماركيتا فوندوروسوفا المصنفة 42 عالميا.
وتجمعت الجماهير التونسية في المركز الذي بدأت فيه مسيرة أونس، لمشاهدة المباراة والأفراح المنتظرة.
لكن أونس خرج من المباراة بطريقة محرجة وافتقر إلى لمسته السحرية المعتادة وخسر 6-4 و6-4.
ووصفت أونس هزيمتها أمام فوندوروسوفا بأنها “الهزيمة الأكثر إيلاما في مسيرتي”.
بداية الانحدار
بدأت أونس موسم 2024 بشكل مشابه للعام السابق، حيث خسرت في الجولة الثانية في أستراليا ووصلت إلى ربع النهائي، لتعادل أفضل نتيجة لها في رولان جاروس.
ولم تكن عودة أونس إلى ويمبلدون منتصرة، إذ خرجت من البطولة في الجولة الثالثة وبدأت مشاكلها.
اضطرت أونس للانسحاب من بطولة أمريكا المفتوحة بسبب إصابة في الكتف، لكن الإصابة تكررت، مما أنهى موسمها.
وتراجعت لاعبة التنس البالغة من العمر 30 عاما في التصنيف العالمي بعد خروجها من الدور الثالث في بطولة أستراليا المفتوحة وتقدمت إلى ربع النهائي في دبي وقطر.
وظهر أونس بشكل مختلف تماما عن اللاعب الذي أسعد الجماهير العربية بعد خروجه من الدور الأول في فرنسا.
وتأكد ذلك عندما جلست تبكي بعد انسحابها من الدور الأول في بطولة ويمبلدون.
النهاية أم نقطة الانهيار؟
أثار الحديث عن ابتعاد أونس عن التنس إلى أجل غير مسمى المخاوف وعدم اليقين بشأن ما إذا كانت ستظهر مرة أخرى أم لا.
وتحدث أونس عن حزنه المستمر على أرض الملعب وعن حاجته إلى الابتعاد عن الرياضة التي أحبها.
وقالت أونس “لقد كنت أدفع نفسي للأمام على مدار العامين الماضيين، وحاربت الإصابات والتحديات العديدة، ولكن في أعماقي لم أكن سعيدة على أرض الملعب لفترة طويلة”.
وأضافت: “التنس رياضة جميلة، ولكن الآن أشعر أن الوقت قد حان للتراجع، ووضع نفسي في المقام الأول، والشفاء، وإعادة اكتشاف متعة الحياة”.
شكرًا جزيلاً لجميع مشجعيّ على تفهمهم. دعمكم وحبكم يعنيان لي الكثير. سأحمل هذا الحب دائمًا في قلبي، وسأشارككم هذه الرحلة من خلال مواصلة التواصل معكم ومتابعتكم بطرق مختلفة، حتى وأنا بعيدًا عن الملعب.
ولا بد أن يتساءل المعجبون عن معنى رسالة أونس: هل هي إشارة إلى فترة انقطاع سيعود منها، أم أنها نهاية رحلة “وزير السعادة”؟