الراحلون عن الأهلي يمثلون صداعاً لرأس ريبيرو

أزمة خروج الأهلي لا تقتصر على تغيير أسماء اللاعبين، بل هي مرحلة انتقالية حقيقية يختبر فيها النادي التوازن بين الابتكار التقني والحفاظ على لقبه.
مع اقتراب انطلاق الموسم الكروي الجديد 2025/2026، بدأ النادي الأهلي في اتخاذ قرارات فنية صارمة بشأن قائمة لاعبيه من أجل إعادة هيكلة الفريق الأول لكرة القدم.
وسط ترقب كبير بين الجماهير، كُشف النقاب في الأيام الأخيرة عن قائمة “المغادرين”. وتصدّر القائمة أسماء بارزة مثل كريم نيدفيد، وأحمد عبد القادر، وأشرف داري. أثار هذا جدلاً واسعاً بين مؤيدي ومعارضي هذه القرارات.
وجاءت القرارات تحت إشراف المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو الذي تولى مؤخرا الإدارة الفنية للفريق خلفا للمدرب السويسري مارسيل كولر.
وبحسب مصادر مقربة من الجهاز الفني، بدأ ريبيرو في تنفيذ خطة لإعادة هيكلة الفريق بما يتوافق مع رؤيته الفنية وخططه المستقبلية، خاصة في ظل التزام الأهلي بالمشاركة في بطولتي دوري أبطال أفريقيا والدوري المصري الممتاز وغيرها.
نيدفيد خارج الحسابات بعد موسم غير مقنع
اللاعب الأول الذي استقر عليه الأهلي أخيرا هو كريم نيدفيد، لاعب الوسط الذي لم ينجح في إثبات نفسه منذ عودته للفريق.
ورغم حصوله على بعض الفرص في الموسم الماضي، إلا أن أداءه لم يكن على قدر توقعات الجهاز الفني والجماهير.
وبحسب مصادر بالنادي، تم إبلاغ نيدفيد رسميًا بأنه خارج خطط الموسم الجديد، وتم منحه حرية كاملة في مناقشة العروض المقدمة له، خاصة من ناديي الاتحاد السكندري وسيراميكا كليوباترا.
ويثير رحيل نيدفيد العديد من التساؤلات، خاصة أن اللاعب كان يعد في السابق أحد أبرز المواهب الشابة الواعدة في النادي الأهلي، قبل أن تلاحقه الإصابات وتعيق تطوره.
ويبدو أن الأهلي، من خلال قراره بالاستغناء عن لاعبيه، يريد تقليص عدد اللاعبين الذين لا يشاركون بانتظام، وإفساح المجال لتسجيل لاعبين أكثر تأثيرا.
أحمد عبد القادر، جناح واعد لكنه غير موجود في قائمة ريبيروس.
ومن الأسماء التي تأكد رحيلها عن النادي الأهلي هذا الصيف الجناح أحمد عبد القادر، الذي أنهى فترة إعارة ناجحة في نادي قطر القطري.
ورغم الأداء المميز الذي قدمه اللاعب هناك، قرر الأهلي عدم استعادته، بناء على توصية فنية من المدرب خوسيه ريبيرو، الذي رأى أن اللاعب لا يناسب أسلوب اللعب الذي يرغب في اعتماده.
وكان عبد القادر قد تلقى في الفترة الأخيرة عدة عروض خارجية، خاصة من سيراميكا كليوباترا.
وذكرت التقارير أن الأهلي وافق مبدئيا على العرض في انتظار الانتهاء من التفاصيل المالية والإدارية للصفقة.
قوبل قرار الاستغناء عن عبد القادر بانتقادات من بعض جماهير الأهلي، الذين رأوا أن اللاعب يستحق فرصة أخرى نظرًا لمهاراته الفردية المتميزة وقدرته على المراوغة. إلا أن إدارة النادي فضّلت اتخاذ قرار مبكر لتجنب تكرار الصراعات الداخلية التي شهدتها بداية الموسم.
أشرف داري: إصابات متكررة ومصير مجهول
على الصعيد الدفاعي، لا يزال مصير المدافع المغربي أشرف داري غامضًا. داري، المنضم إلى الأهلي قادمًا من الدوري الفرنسي في صيف 2024، تعرض لعدة إصابات عضلية في موسمه الأول، مما أثر بشكل كبير على جاهزيته وثقة الجهاز الفني به.
أكدت مصادر مقربة من النادي أن المدرب خوسيه ريبيرو لم يتخذ قرارًا نهائيًا بشأن اللاعب بعد، وأن التقييم سيستمر خلال فترة ما قبل الموسم. إذا استمرت مشاكل اللاعب البدنية، فإن إعارته ستكون الخيار الأكثر ترجيحًا.
قرارات ريبيرو بين الرؤية الفنية أو المخاطرة المبكرة
كان المدرب الإسباني خوسيه ريبيرو صارمًا في اختيار لاعبيه منذ اليوم الأول، مؤكدًا أن “الأسماء لا تهم” وأن التركيز ينصب على الجاهزية الفنية والانضباط التكتيكي.
وتؤكد المؤشرات أن ريبيرو يسعى لبناء فريق يمتلك خصائص فريدة، ويضم لاعبين قادرين على تطبيق فلسفته الهجومية المعتمدة على الضغط العالي والتحولات السريعة.
ورغم أن البعض يشيد بقرارات ريبيرو التي تعكس شخصيته القوية ورؤيته الواضحة، إلا أن هناك مخاوف بين الجماهير من أن تؤدي هذه التغييرات السريعة إلى عدم الاستقرار الفني، خاصة في موسم يبدأ بمشاركة قوية محليا وقاريا.
مجلس الخطيب يؤيد قرارات ريبيرو
ودعم مجلس إدارة الأهلي برئاسة محمود الخطيب حتى الآن قرارات المدرب الجديد، لكنه يدرك أن الجماهير لن تقبل اعتذارات مطولة في حال تعثر الفريق في البطولات الكبرى.
ولذلك، فإن التعاقدات الجديدة ستكون حاسمة في تقييم هذه القرارات، حيث تقوم لجنة التخطيط بالتفاوض مع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب لتعويض المغادرين دون الإخلال بتوازن الفريق أو سقف الرواتب.