اختبارات العمر البيولوجى.. حقيقة علمية أم خدعة تجارية؟

منذ 12 ساعات
اختبارات العمر البيولوجى.. حقيقة علمية أم خدعة تجارية؟

يقوم العديد من الأشخاص بإجراء اختبارات “العمر البيولوجي” لمعرفة أعمارهم الجسدية “الحقيقية”، لكن أحد خبراء الصحة يشكك في صحة هذه الاختبارات.

يختلف العمر الزمني الذي يقاس بالسنوات عن العمر البيولوجي الذي يشير إلى عمر الجسم من خلال قياس نشاط الخلايا والأنسجة والأعضاء.

كيف تعمل هذه الاختبارات؟

وأوضح حسن فالي، أستاذ علم الأوبئة في جامعة ديكين في أستراليا، في مقال نشر في موقع The Conversation، أن الشيخوخة تؤدي إلى انخفاض نشاط الخلايا والأنسجة والأعضاء بسبب العمليات الكيميائية التي تحرك أجسامنا، والمعروفة باسم “النشاط الأيضي”.

تعمل اختبارات العمر البيولوجي على تحليل بيانات الحمض النووي والخلايا والأنسجة والأعضاء للحصول على نظرة ثاقبة حول تقدم أو تأخير الشيخوخة الخلوية في الجسم.

تحدث هذه التغيرات بطريقة يمكن التنبؤ بها مع التقدم في السن والتعرض للعوامل البيئية، وهي عملية تسمى الميثلة.

وتستخدم الدراسات “الساعات فوق الجينية” لقياس مستوى الميثيل في الجينات والجينوم، وتقدير العمر البيولوجي، وقياس مدى الشيخوخة المتراكمة في الجسم.

أظهرت الدراسات أن تقديرات العمر البيولوجي فوق الجيني أكثر موثوقية من العمر الزمني في التنبؤ بالوفاة والأمراض المرتبطة بالعمر.

وأوضح فالي أن قياس العمر البيولوجي أثبت أنه يساعد على التنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

وأضاف: “تشير الأبحاث إلى أن الساعات الجينية هي مؤشرات قوية للشيخوخة البيولوجية وترتبط ارتباطًا وثيقًا بخطر الإصابة بالأمراض والوفيات على مستوى السكان”.

ما مدى دقة الساعات فوق الجينية؟

وأوضح المصدر أن هذه الاختبارات مفيدة عند تطبيقها على السكان، لكن تحديد العمر البيولوجي للشخص يتطلب دراسة متأنية.

وجدت دراسة أُجريت عام ٢٠٢٢ أن النتائج تختلف بما يصل إلى تسع سنوات. هذا يعني أن عينة من شخص يبلغ من العمر أربعين عامًا قد تُظهر عمرًا بيولوجيًا يبلغ ٣٥ عامًا (وهو خبر سار) أو ٤٤ عامًا (وهو أمر قد يكون مقلقًا)، وفقًا لفالي.

ورغم تحديث هذه الاختبارات في السنوات الأخيرة، إلا أن نتائجها تختلف من شركة لأخرى، بحسب المصدر نفسه.

وقال أستاذ بجامعة ديكين إن هذه الاختبارات، التي تكلف حوالي 500 دولار، توفر نظرة ثاقبة على الشيخوخة على المستوى الخلوي، لكنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان الشخص يتقدم في السن بسرعة أو بشكل جيد.

وقدّم فالي عدة نصائح لتقليل خطر الوفاة المبكرة، بما في ذلك تحسين التغذية، وزيادة النشاط البدني، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وتجنب التوتر والتدخين، وتعزيز العلاقات الاجتماعية.

المصدر: وكالات


شارك