تعامد الشمس على الكعبة المشرفة.. ظاهرة فلكية فريدة فى سماء مكة اليوم

منذ 2 شهور
تعامد الشمس على الكعبة المشرفة.. ظاهرة فلكية فريدة فى سماء مكة اليوم

على مدى يومين، غداً وبعد غد، ستشهد سماء مكة المكرمة واحدة من أجمل الظواهر الفلكية المثيرة للإعجاب والتي تتكرر كل عام: تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة. الشمس تكون عمودية تقريباً على الكعبة، حيث تسقط أشعتها مباشرة على السطح دون أن تلقي أي أجسام رأسية بظلالها. يعكس هذا المشهد الفلكي الفريد دقة النظام الكوني.

قال رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبو زهرة في تصريح له إن أول سطوع مباشر لأشعة الشمس سيحدث غداً الثلاثاء عند الساعة 12:18 ظهراً. بتوقيت مكة المكرمة، تزامناً مع صلاة الظهر في المسجد الحرام. في هذه اللحظة تصل الشمس إلى زاوية ارتفاع قدرها 89.56 درجة فوق الأفق.

وأضاف أن المشهد سيتكرر في اليوم التالي الأربعاء في نفس التوقيت تقريباً بزاوية ارتفاع 89.54 درجة، وهو فارق بسيط جداً عن اليوم السابق. وأكد أن العمودية تعني أن أشعة الشمس تسقط عمودية تماما على نقطة معينة على سطح الأرض، بحيث لا تلقي الأجسام المستقيمة بظلالها في تلك اللحظة. أما بالنسبة لموضع الكعبة المشرفة فإن هذا التعامد يحدث مرتين في السنة، في نهاية شهر مايو ومنتصف شهر يوليو، عندما تمر الشمس مباشرة فوق خط عرض مكة المكرمة (21.4 درجة شمالاً) أثناء حركتها الظاهرية بين مدار السرطان ومدار الجدي.

وأوضح أن هذه الظاهرة تعود إلى ميلان محور الأرض بمقدار 23.5 درجة، ما يجعل الشمس تبدو وكأنها تتحرك شمالاً وجنوباً على مدار العام. بعد الاعتدال الربيعي تتحرك الشمس نحو الشمال حتى تعبر خط عرض مكة المكرمة في نهاية شهر مايو. وبعد الانقلاب الصيفي، يبدأ بالهجرة جنوبًا مرة أخرى ويعبر المحيط الهندي مرة أخرى في يوليو.

وأوضح أن الأهمية الفلكية لهذه الظاهرة تكمن في أنها تتيح تحديد اتجاه القبلة في أي مكان في العالم بدقة متناهية دون الحاجة إلى الأجهزة الحديثة. كل ما عليك فعله هو مراقبة موضع الشمس في السماء في لحظة أعلى موضع لها. الاتجاه الذي تتجه فيه الشمس مباشرة نحو مكة المكرمة. وقد اعتمد المسلمون على هذه الطريقة التقليدية لعدة قرون، حتى قبل اختراع البوصلة، ولا تزال دقيقة وموثوقة حتى يومنا هذا.

وأوضح أن ظاهرة العمودية أتاحت أيضاً فرصة نادرة لدراسة ظاهرة الانكسار الجوي وتأثير طبقات الغلاف الجوي على الموقع الظاهري للشمس في السماء عندما تقترب من سمت السماء (النقطة العمودية فوقنا مباشرة).

وأشار إلى أنه في لحظة الاستواء يختفي ظل أي جسم عمودي في صحن الحرم الشريف بشكل شبه كامل. هذا ليس خداعًا بصريًا، بل هو نتيجة مباشرة لأشعة الشمس التي تضرب الأرض بزاوية قائمة.

وأضاف: “يمكن لزوار مكة المكرمة ملاحظة اختفاء الظلال عن الأجسام مثل الأعمدة أو غيرها من الأجسام المستقيمة العمودية خلال اللحظة العمودية، مما يجعل الحدث مشهداً بصرياً مذهلاً يجمع بين الجمال الطبيعي والدقة العلمية”.

وأشار إلى أن ظاهرة تعامد الشمس على الكعبة المشرفة تعد من أجمل الظواهر الفلكية، وتجسد روعة المجموعة الشمسية ودقة الحسابات الفلكية. ويمثل ذلك فرصة ثمينة للعلماء والهواة والمسلمين في جميع أنحاء العالم لمشاهدة مشهد فريد من نوعه، وتحديد اتجاه القبلة بأكبر قدر ممكن من الدقة، والتأمل في نظام هذا الكون الشاسع.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك