آلاف المستوطنين بقيادة بن غفير يقتحمون الأقصى والبلدة القديمة

اقتحم مئات المستوطنين اليهود باحات المسجد الأقصى المبارك، اليوم الاثنين، واقتحم آلاف آخرون البلدة القديمة للمشاركة في ما يسمى “مسيرة الأعلام” إحياء لذكرى احتلال القدس الشرقية. واعتدوا على الفلسطينيين وممتلكاتهم ورددوا شعارات استفزازية.
وثقت دائرة الأوقاف الإسلامية اقتحام 2092 مستوطناً للمسجد الأقصى منذ الصباح. وذكرت أن من بين المتسللين وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، ووزير شؤون النقب والجليل إسحاق رابين، وأعضاء كنيست من أحزاب الليكود والقوة اليهودية والصهيونية الدينية.
ومع حلول الليل، تجمع مئات المستوطنين في ساحة باب العامود بالقدس للمشاركة في “مسيرة الأعلام”، حيث رقصوا بشكل استفزازي، ولوحوا بالعلم الإسرائيلي، وهتفوا “الموت للعرب” و”دعونا ندمر غزة بالأرض”.
وجاء ذلك تحت حماية قوات الاحتلال التي فرضت طوقاً أمنياً حول البلدة القديمة، وأقامت حواجز حديدية حول باب العامود.
وأظهرت صور عشرات المستوطنين وهم يهاجمون فلسطينيا عند باب العامود. كما أطلق المستوطنون غاز الفلفل على فلسطيني آخر في باب الساهرة، وهو مادة ضارة بالعين والجهاز التنفسي.
وقالت مصادر فلسطينية إن مستوطنين اعتدوا على رجل مسن فلسطيني في الحي الإسلامي بالبلدة القديمة.
في هذه الأثناء، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب، اجتماعا استثنائيا لحكومته في بلدة سلوان في القدس المحتلة، لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي من المدينة عام 1967 (حسب التقويم العبري).
وقال نتنياهو إن حكومته ستحافظ على القدس “موحدة تحت السيادة الإسرائيلية”.
وأضاف أن حكومته “عملت في السنوات الأخيرة على تعزيز الاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل السفارات إليها. كما استثمرت مليارات الشواقل في مشاريع تهويدية، شملت البنية التحتية والإسكان والنقل والتعليم والسياحة”.
وقال الشيخ عكرمة صبري، إمام وخطيب المسجد الأقصى، للجزيرة، إن قوات الاحتلال فرضت حصاراً على مدينة القدس، ومنعت المسلمين من دخول المسجد الأقصى، فيما سمحت للمستوطنين بالتجول في باحات المسجد.
وأعرب عن أسفه لعدم وجود رد مناسب على المخاطر والتحديات التي تواجه الأقصى.
من جانبها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من تداعيات أحداث المسجد الأقصى وفي فلسطين على المنطقة بأسرها.
وبحسب تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أكد المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة “خطورة استمرار عدوان سلطات الاحتلال على الشعب الفلسطيني، سواء من خلال الإبادة الجماعية في قطاع غزة أو من خلال الأحداث في الضفة الغربية كاقتحام المسجد الأقصى ورفع علم دولة الاحتلال وإقامة الشعائر الدينية في باحاته في أنحاء المنطقة”.
كما حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من تصعيد الاعتداءات والطقوس التلمودية في ساحات المسجد الأقصى.
وقالت الحركة في بيان لها: “إن الاقتحام السافر للمتطرف إيتمار بن غفير برفقة مجموعات كبيرة من المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك وإقامة طقوس تلمودية استفزازية فيه يشكل انتهاكاً صارخاً لحرمة ومكانة الأقصى لدى الأمة الإسلامية جمعاء، ومحاولة يائسة من قبل دولة الاحتلال لتهويد المسجد بشكل كامل”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية التركية ما وصفته بالممارسات الإسرائيلية الاستفزازية في الأقصى، وقالت إنها “تجسد الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني”. المصدر: وكالات