الكشف عن مبنى أثرى نادر من القرن السادس الميلادى وجداريات قبطية فريدة بأسيوط

منذ 19 أيام
الكشف عن مبنى أثرى نادر من القرن السادس الميلادى وجداريات قبطية فريدة بأسيوط

نجحت البعثة الأثرية المصرية العاملة بمنطقة منقباد بمحافظة أسيوط، في الكشف عن مبنى أثري من الطوب اللبن يرجع تاريخه إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين. ويأتي هذا الكشف ضمن أعمال الحفائر التي يقوم بها المجلس الأعلى للآثار تحت إشراف وزير السياحة والآثار شريف فتحي، ويعكس التزام الوزارة بدعم البعثات العلمية في المواقع الأثرية المختلفة.

قال الدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن المبنى المكتشف يتميز بتصميم معماري مكون من طابقين ومغطى بطبقة من الملاط الأبيض. وعثر بداخلها على العديد من اللوحات الجدارية الملونة ذات الرموز والأبعاد الدينية والفنية التي تعكس خصائص الفن القبطي في تلك الفترة.

وأضاف أن إحدى الجداريات تتميز برسم عين متكرر مع وجه إنسان في الوسط، يرمز إلى البصيرة الداخلية والحكمة الروحية، في حين تصور جدارية أخرى رجلاً يحمل طفلاً – ربما يوسف النجار – يحمل يسوع المسيح، محاطًا بتلاميذه على الجانبين وبنقش قبطي.

من جانبه أوضح الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس، أن التصميم المعماري للمبنى يتضمن ثلاث قاعات متوازية في المستوى الأول وقاعتين متتاليتين. ويحتوي الطابق السفلي على ثلاث غرف متجاورة ومسكنين، حيث تم العثور على العديد من الاكتشافات الأثرية، بما في ذلك شاهد قبر لأحد القديسين مع نقوش قبطية تشير إلى اسمه وتاريخ وفاته، بالإضافة إلى زجاجات بأحجام مختلفة عليها حروف قبطية. وأوضح أيضًا أنه تم العثور أيضًا على إفريز حجري عليه زخارف حيوانية مثل الغزلان والأسود، بالإضافة إلى عدد من الأواني الفخارية لأغراض مختلفة.

من جانبه، أوضح محمود محمد مدير عام منطقة آثار شرق أسيوط للآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، أن البعثة تواصل أعمال الحفر ودراسة اللوحات الجدارية المكتشفة لفهم طبيعة المبنى ووظيفته وأهميته الدينية والاجتماعية في تلك الفترة. وقال إن موقع منقباد الأثري في قرية منقباد شمال غرب أسيوط، على بعد حوالي 12 كيلومترًا من المدينة و22 كيلومترًا من مطار أسيوط الدولي، تم اكتشافه لأول مرة عام 1965. وبدأت أعمال التنقيب الفعلية عام 1976 واستمرت بشكل متقطع حتى عام 2010، قبل أن تستأنف في موسم 2024.

ويعكس هذا الاكتشاف الأثري أهمية منطقة منقباد كموقع تاريخي يحتوي على أدلة حية على التنوع الديني والثقافي الذي شهدته مصر خلال العصر الروماني المتأخر والعصر المسيحي المبكر. علاوة على ذلك، فهو يمثل مساهمة علمية مهمة في تاريخ العمارة والفن القبطي في صعيد مصر.

المصدر: مجلس الوزراء


شارك