وزير السياحة: المتاحف تلعب دورًا تفاعليًا في الإبداع والتعلم والمشاركة المجتمعية

وأوضح وزير السياحة والآثار شريف فتحي أن المتاحف اليوم تلعب دورا تفاعليا يتجاوز مجرد عرض القطع الأثرية، ليشمل أيضا الإبداع والتعلم والمشاركة المجتمعية، خاصة مع الشباب، من خلال المشاريع والتحديثات المستمرة.
جاء ذلك خلال الفعالية الموسعة التي نظمها المتحف القومي للحضارة المصرية. وبمناسبة اليوم العالمي للمتاحف، والذي يحمل هذا العام شعار “مستقبل المتاحف في المجتمعات سريعة التغير”، أقيم الحدث بالتعاون مع اللجنة الوطنية المصرية للمجلس الدولي للمتاحف (ICOM) والمكتب الإقليمي لليونسكو في القاهرة. وشارك في الفعالية نخبة من المتخصصين في الدراسات المتحفية والآثار بالإضافة إلى ممثلين عن الهيئات والمنظمات الدولية. وأكد هذا الحدث التزام مصر بتعزيز دور المتاحف كمراكز ديناميكية للتعلم والحوار والتنمية المستدامة، وفتح آفاق جديدة للمشاركة المجتمعية.
وأضاف فتحي أن هذا اليوم يعد فرصة مهمة لتجديد التزامنا برؤية الوزارة فيما يتعلق بدور المتاحف كمؤسسات مهمة تساهم في خلق الوعي المجتمعي وتعزيز الهوية الثقافية.
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور محمد إسماعيل خالد: “إن الاستثمار في علماء الآثار والمرممين الوطنيين هو حجر الزاوية في تطوير قطاع الآثار، ويجب أن يكون علم المصريات أولوية لدى المصريين”. وأشار إلى برامج التدريب المكثفة التي ينفذها المجلس لرفع كفاءة موظفيه في كافة التخصصات.
أعرب الدكتور الطيب عباس الرئيس التنفيذي للمتحف القومي للحضارة المصرية عن فخره باستضافة هذا الحدث، مؤكداً أن المتحف أصبح نموذجاً لمؤسسة ثقافية تواكب متغيرات العصر وتساهم في دعم الاهتمامات المجتمعية من خلال تطوير تقنيات العرض والتفاعل وتوفير برامج تعليمية وثقافية مبتكرة. واعتبر أن منح درع التميز للمتحف تقدير لجهود الفريق، وسيحفزهم على مواصلة الإبداع في خدمة التراث الإنساني.
وعلى هامش الحفل تم الإعلان عن الفائزين بجوائز أفضل الممارسات المتحفية لعام 2025، والتي تقدم بالتعاون بين قطاع المتاحف واللجنة القومية للمتاحف المصرية. فاز المتحف الوطني للحضارة المصرية بدرع التميز في فئة المشاركة المجتمعية عن مشروع طبلية مصر، وهي مبادرة رائدة تربط المتحف بالتراث غير المادي وتعزز علاقته بالمجتمع المحلي.
وفي فئة أفضل الممارسات، حصل المتحف المصري بالتحرير على المركز الأول في مجال العرض المتحفي والتكنولوجيا، ومتحف الفن الإسلامي في مجال الترميم، والمتحف الوطني للاستدامة وتغير المناخ بالإسكندرية، ومركز محمود سعيد للأنشطة التعليمية. وحصل على المركز الثاني متحف شرم الشيخ في مجال الاستدامة، ومتحف الأقصر في مجال العرض المتحفي، ومتحف قصر الأمير محمد علي في مجال الترميم، ومتحف كفر الشيخ في مجال الأنشطة التعليمية، ومتحف آتون في مجال المشاركة المدنية.
وشهد الحدث أيضًا افتتاح معرض مؤقت بعنوان “الأيدي تصنع الخلود”، والذي يستمر لمدة أسبوعين ويكرم المرممين المصريين ويسلط الضوء على دورهم المحوري في الحفاظ على التراث الأثري.
من جانبها أوضحت نائب رئيس المتحف للشئون الأثرية الدكتورة نشوى جابر أن المعرض يضم مجموعة من القطع النادرة تعرض لأول مرة، وهو ما يعد دليلاً على مهارة المرممين المصريين وقدرتهم على ترميم الكنوز الأثرية.
وتضمنت الاحتفالات أيضًا جلسات علمية ناقشت أهم القضايا الراهنة في عالم المتاحف، بما في ذلك “أخلاقيات الذكاء الاصطناعي” و”المتحف كمؤسسة تعليمية”. تناولت حلقة نقاشية بعنوان “المتاحف في أوقات الصراع والتحديات” جهود حماية التراث الثقافي في أوقات الأزمات ودور اليونسكو وشركائها في هذا السياق.
وأكد مؤمن عثمان رئيس قطاع المتاحف أن القطاع يسعى بشكل مستمر إلى تقديم معارض وبرامج تفاعلية تعكس القضايا الراهنة وتعزز المشاركة المجتمعية.
أكد الدكتور أسامة عبد الوارث رئيس اللجنة الوطنية للمتاحف على أهمية اليوم العالمي للمتاحف كفرصة لتقييم وتطوير التجارب المتحفية وتعزيز علاقتها بالمجتمعات المحلية. وأشار إلى أن هذا الحدث أطلق عالميا في عام 1951 وتم اعتماده رسميا في عام 1977.
ويؤكد هذا الحدث أن المتاحف المصرية تتجه نحو مستقبل أكثر شمولاً وإبداعاً، لتصبح مراكز تأثير ثقافي تتفاعل مع التغيير وتساهم في تقدم المجتمع. المصدر: أ.ش.أ.