شراكة “آبل” و”على بابا” لتعزيز الذكاء الاصطناعى في “آيفون” تثير قلق واشنطن

منذ 4 ساعات
شراكة “آبل” و”على بابا” لتعزيز الذكاء الاصطناعى في “آيفون” تثير قلق واشنطن

وتواجه شركة أبل تحديات متزايدة في خطتها لتوسيع خدمات الذكاء الاصطناعي في الصين. يتزايد القلق في واشنطن بشأن الشراكة المخطط لها مع علي بابا، والتي تهدف إلى تزويد هواتف آيفون في السوق الصينية بميزات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

وقالت مصادر مطلعة لصحيفة نيويورك تايمز إن ممثلين عن البيت الأبيض ولجنة الكونجرس الخاصة بالصين عقدوا اجتماعات مباشرة مع قيادة شركة أبل لمناقشة تفاصيل الصفقة. وأعربوا عن مخاوفهم بشأن إمكانية تحسين قدرات الذكاء الاصطناعي في علي بابا، وزيادة الرقابة على الإنترنت في الصين، وزيادة الامتثال لقوانين حماية البيانات الصينية من قبل شركة أبل.

وتأتي هذه التطورات في وقت تعتبر فيه الشركة الأميركية السوق الصينية ثاني أكبر أسواقها العالمية، حيث تمثل نحو 20% من إجمالي مبيعاتها. في هذه الأثناء، ترى شركة أبل أن الشراكة مع علي بابا بمثابة خطوة حاسمة من شأنها أن تمكن الشركة من تقديم قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة في الصين، التي تفتقر إلى خدمات شركة OpenAI الأمريكية، مطورة ChatGPT.

وأكدت مصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها أن اجتماعا بين ممثلي شركة أبل وأعضاء الكونجرس في مارس/آذار الماضي أثار تساؤلات حاسمة حول نوع البيانات التي سيتم تقاسمها مع علي بابا وطبيعة الالتزامات القانونية المتوقعة تجاه الجهات التنظيمية الصينية. ولكن الشركة لم تتمكن من تقديم إجابات واضحة، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.

وفي هذا السياق، حذر أعضاء الكونجرس أيضًا من أن الاتفاق قد يشكل سابقة خطيرة من خلال السماح للشركات الأمريكية بالمساهمة في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية. وقد يكون هذا مفيداً للقدرات العسكرية لبكين، خاصة في ضوء الاعتقاد المتزايد في واشنطن بأن الذكاء الاصطناعي سيكون أداة استراتيجية في الصراعات المستقبلية.

وتواجه شركة أبل أيضًا ضغوطًا متزايدة من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعرب صراحة عن استيائه من نقل الشركة لجزء من إنتاجها إلى الهند، قائلًا: “لا نريد أن تصنع أبل في الهند. نريد أن تصنع أبل هنا في الولايات المتحدة”.

قدمت شركة Apple مؤخرًا عددًا من ميزات الذكاء الاصطناعي كجزء من Apple Intelligence Suite، بما في ذلك مساعد صوتي محسّن، ونظام تلخيص الإشعارات، وأدوات كتابة محسّنة. وفي حين تم تنفيذ هذه الميزات في الأسواق الغربية بدعم من OpenAI، تهدف الشركة إلى تقديم تجربة مماثلة في الصين من خلال شراكة محلية.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة علي بابا جو تساي أكد علناً في فبراير/شباط أن التعاون التقني بين الشركتين جارٍ، لكن حتى الآن لم يصدر أي تعليق رسمي من جانب أبل أو علي بابا أو البيت الأبيض.

وإذا فشلت الصفقة، فإن شركة أبل تخاطر بفقدان ميزتها التنافسية في الصين، خاصة في ضوء التقدم الذي أحرزته الشركات المحلية مثل هواوي وشاومي في توفير خدمات الذكاء الاصطناعي المتقدمة.

ويحذر الخبراء من أن فشل الاتفاق مع علي بابا قد يكون له تأثير سلبي على مبيعات آيفون في الصين. ومن المتوقع أن تنخفض حصة أبل في السوق الصينية من 19% في عام 2023 إلى 15% في عام 2024.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك