حسام زكى: العراق يقترح إنشاء صندوق عربى لدعم التعافى وإعادة الإعمار

منذ 9 ساعات
حسام زكى: العراق يقترح إنشاء صندوق عربى لدعم التعافى وإعادة الإعمار

أعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، الجمعة، خلال الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية للقمة العربية الـ34 في بغداد، أن العراق تقدم بمقترح لإنشاء صندوق عربي لدعم التعافي وإعادة الإعمار في الدول العربية بعد انتهاء النزاعات. وأشار إلى أن المقترح تم اعتماده بالإجماع من قبل الدول، ومن المتوقع أن يتم الترحيب به في القمة. وأضاف أن العراق سيبدأ بالمساهمة بأموال للصندوق.

وقال زكي في مؤتمر صحفي عقده اليوم بالعاصمة بغداد على هامش التحضيرات للقمتين العربيتين العادية والتنموية، إن العراق طرح أيضاً مبادرة سياسية تهدف إلى تسوية الخلافات بين الدول العربية من خلال عمل منظم عندما يتعلق الأمر بنزاعات محددة. وهذا يساعد على تحقيق نتائج إيجابية على أرض الواقع.

وفي سياق متصل، نفى زكي ما تردد عن انسحاب أي دولة من القمة العربية الـ34. وأكد أن “الإمارات العربية المتحدة كانت ممثلة على مستوى عال للغاية” ردا على التقارير التي تحدثت عن وجود خلافات مع السودان وإمكانية انسحاب الإمارات من القمة.

وحول هذه القضية، أكد زكي أنها “قضية صعبة ومعقدة ومتعددة الجوانب”، وأنها بالإضافة إلى استعداد الطرفين للاستماع والحوار، فإنها تتطلب أيضا تدخلا حكيما من بعض القادة السياسيين. وأضاف: “قد لا يتم حل هذا الأمر خلال القمة الحالية، لكننا نأمل أن تحمل المرحلة المقبلة تطورات إيجابية تعيد الأوضاع إلى طبيعتها”.

وأكد أن جدول أعمال القمة العربية الـ34 حافل بالقضايا السياسية، إضافة إلى التحضيرات للقمة العربية الخامسة التنموية الاقتصادية والاجتماعية، التي مثلت فرصة مهمة للحوار العربي رفيع المستوى حول قضايا التنمية، خاصة وأن القمة التنموية الأخيرة عقدت في بيروت عام 2019.

وأشار إلى أن قضايا التنمية تحظى عادة باهتمام أقل من القضايا السياسية، ولكن قمة بغداد توفر فرصة مهمة لإعادة النظر في هذه القضايا، وخاصة في ضوء مبادرات التنمية العراقية، بما في ذلك إنشاء صندوق دعم التعافي وإعادة الإعمار، والذي سيتم مناقشته خلال القمة.

وقال: “إن قوة العراق قوة للعرب، وعودته الكاملة إلى الوطن العربي مكسب للأمن والاستقرار والتضامن العربي، خاصة في ظل المشاريع والقرارات والمقترحات البناءة التي يقدمها في المجالات الاقتصادية والأمنية والسياسية”.

وأكد أن العراق اليوم يمثل نموذجا إيجابيا للتضامن العربي الفعال، مشيرا إلى أن معظم الأفكار والمبادرات التي طرحها الجانب العراقي تهدف إلى الارتقاء بالتعاون العربي في مختلف المجالات.

أكد السفير حسام زكي، نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن مؤتمراً دولياً لدعم حل الدولتين سيُعقد في الفترة من 17 إلى 20 يونيو/حزيران المقبل، على أساس قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن المملكة العربية السعودية وفرنسا سترأسان هذا المؤتمر بشكل مشترك.

وقال زكي اليوم في تصريحات على هامش التحضيرات الجارية للقمة العربية في بغداد إن “هدف المؤتمر هو تنفيذ قرار الجمعية العامة الذي ينص على ضرورة الإسراع في تنفيذ حل الدولتين واستكشاف سبل تحقيق الدولة الفلسطينية على الأرض”.

وأشار إلى أن التحضيرات جدية للمؤتمر تجري حاليا، مؤكدا أنه ليس مؤتمرا تقليديا بل هو ذو طابع سياسي واقتصادي وإنساني واجتماعي جدي ويتطلب جهودا تحضيرية كبيرة من جانب الدول المعنية.

وفي سياق مماثل أشار زكي إلى أن القمم العربية الدورية لم تبدأ إلا بعد عام 2000، وكانت في ذلك الوقت تعقد فقط في حالات طارئة أو ظروف استثنائية. وأكد أن القمم السنوية التي عقدت منذ ذلك الحين شكلت تطورا إيجابيا عمل على تعزيز التنسيق والعمل العربي المشترك.

وأوضح أن الاجتماعات المنتظمة من شأنها أن توفر للدول الأعضاء الفرصة للتعبير عن مخاوفها ومراقبة تنفيذ القرارات بشكل أكثر فعالية. ويؤدي هذا إلى تحسين فرص التشاور والتنسيق السياسي بين الدول العربية.

وأكد نائب الأمين العام أن العراق بذل جهوداً كبيرة للتحضير للقمة الرابعة والثلاثين وأن جميع مجموعات العمل أظهرت مستوى عالياً من التحضير والاهتمام والتنسيق، وأشاد بالتنظيم والتركيز الممتازين. وقال: “لقد قدم لنا العراق قمة متميزة من حيث الإعداد والاستعداد، ونود أن نعرب عن امتناننا للحكومة والشعب العراقيين على الموارد التي قدموها لجعل هذا الحدث الكبير ناجحا”.

وفيما يتعلق بعدد المشاركين في القمة، أكد زكي أن “هذا قرار سيادي لكل دولة عربية. وبالنسبة للأمانة العامة، فإن نتائج وقرارات القمة مهمة وتتمتع بنفس الشرعية والقانونية بغض النظر عن عدد المشاركين”.

وأشار زكي إلى الخطة المصرية العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، مشيرا إلى أنها لاقت استحسانا وموافقة ودعما عربيا عند طرحها، وأن تنفيذها يجب أن يبدأ بعد وقف إطلاق النار. لكنه أشار إلى أن العدوان الإسرائيلي الأخير والانتهاك الأحادي لوقف إطلاق النار أدى إلى عودة الحرب وعرقل تنفيذ الخطة.

وأكد أن الأولوية الآن هي إنهاء الحرب وإعادة الاستقرار إلى قطاع غزة. للتحضير للانتقال إلى مرحلة ما بعد الحرب والبدء في تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار في الموقع.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (مينا)


شارك