الأمم المتحدة تحذر: تأخير المساعدات إلى غزة ستكون له عواقب لا علاج لها

حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن رفع الحصار أصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى.
ويأتي ذلك على خلفية القيود الإسرائيلية المستمرة على استيراد المساعدات والجدل الدائر حول الخطة الأميركية المقترحة لإيصال المساعدات إلى قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي إن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يعتبر رفع الحصار عن قطاع غزة ضروريا بشكل عاجل وأن المساعدات الإنسانية يجب أن تصل إلى جميع المحتاجين دون استثناء وحسب الحاجة.
وأكد أن “أي تأخير إضافي سيكون له عواقب لا رجعة فيها”، مشيرا إلى أن شحنات المساعدات لم تصل إلى قطاع غزة بشكل منتظم منذ أكثر من عشرة أسابيع، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
وأكد المتحدث أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يرفض أي اتفاقيات “لا تحترم المبادئ الإنسانية”، قائلا: “ما عُرض علينا يبدو أنه يهدف إلى الحد من الإمدادات إلى آخر حبة قمح”.
من جانبها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا) وجود أكثر من 3 آلاف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية خارج قطاع غزة، ودعت إلى فتح المعابر الحدودية على الفور ورفع القيود الإسرائيلية.
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من “استخدام المساعدات الإنسانية كأداة قسرية لإجبار المدنيين على النزوح”، مشيرة إلى أن “الخطة الإسرائيلية للمجتمع الإنساني تعمل على ترسيخ النزوح لأسباب عسكرية وسياسية”. وأضافت أن وصول 60 شاحنة فقط يوميا يمثل 10 في المائة فقط من حجم المساعدات التي تم تسليمها خلال فترات الهدوء.
أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها البالغ إزاء انهيار الخدمات الصحية في قطاع غزة، مؤكدة أن الإمدادات الطبية في القطاع “شبه منتهية”، وأن المعدات الطبية تتعرض لضغط غير مسبوق بسبب الانتشار المستمر والعدد الكبير من الجرحى. وقالت المنظمة إنها تمتلك إمدادات طبية جاهزة للتوزيع في قطاع غزة، لكنها تحتاج إلى الوصول “على الفور لمنع الانهيار الكامل للقطاع الصحي”.
وتأتي هذه التحذيرات في ظل تدهور الوضع الإنساني الذي يواجهه أكثر من 2.3 مليون فلسطيني في قطاع غزة. ويعاني السكان من نقص الغذاء ونقص حاد في المياه والرعاية الطبية. وبالإضافة إلى ذلك، هناك حصار إسرائيلي صارم، ويتم تقييد استيراد إمدادات المساعدات عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.
في مارس/آذار 2024، أعلنت الحكومة الأميركية عن خطة لتقديم مساعدات إنسانية من خلال بناء رصيف عائم قبالة سواحل قطاع غزة. لكن هذه الخطة، التي تُقدم كبديل لتوصيل المساعدات البرية، تعرضت لانتقادات من قبل المنظمات الإنسانية الدولية. ويعتقدون أنه يؤدي إلى تفاقم النزوح ويستخدم المساعدات كأداة للمساومة السياسية والعسكرية.
ودعت الأمم المتحدة، بالاشتراك مع الأونروا واليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية، إلى إنهاء سياسة “تجويع السكان المدنيين” وفتح المعابر الحدودية على الفور للسماح بدخول الإمدادات الإغاثية بشكل منتظم وآمن وفقاً للقانون الإنساني الدولي.
المصدر: وكالات الأنباء