خلال المؤتمر الصحفى.. رئيس الوزراء: سيتم الإفصاح عما تصل إليه التحقيقات فى مُشكلة البنزين

منذ 17 ساعات
خلال المؤتمر الصحفى.. رئيس الوزراء: سيتم الإفصاح عما تصل إليه التحقيقات فى مُشكلة البنزين

بدأ رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي مؤتمره الصحفي الأسبوعي عقب اجتماع مجلس الوزراء مساء اليوم بالترحيب بالصحفيين والإعلاميين المشاركين في المؤتمر. وأشار إلى تواجد وزير التموين والتجارة الداخلية ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ورئيس مكتب وزير البترول والثروة المعدنية لمناقشة عدد من القضايا الهامة للغاية التي تهم الرأي العام والمواطن المصري.

بدأ الدكتور مصطفى مدبولي كلمته بالإشارة إلى احتفالات عيد العمال: “في وقت سابق من هذا الأسبوع، سعدنا بحضور الرئيس السيسي، رئيس الجمهورية، احتفالات عيد العمال في مدينة السويس العريقة، وافتتاح مصنع رئيسي لتصنيع قضبان السكك الحديدية تابع لشركة السويس للصلب. وفي كلمته بهذه المناسبة، أكد سيادته التزام الدولة وتقديرها الراسخ للعمال المصريين. وأعلن سيادته عن توقيع قانون العمل الجديد، وأصدر العديد من القرارات للحكومة بما يخدم مصالح العمال المصريين. وفي اجتماع مجلس الوزراء اليوم، وجهتُ مباشرةً وزير العمل والوزراء المعنيين بتنفيذ قرارات الرئيس فورًا، ورفعها إلى المجلس للموافقة عليها وتطبيقها”.

وتابع رئيس الوزراء قائلا: “كان من المهم للغاية لفت انتباهكم إلى هذا الأمر، وبدأنا على الفور بتنفيذ تعليمات الرئيس بهذا الشأن”.

وانتقل الدكتور مصطفى مدبولي بعد ذلك إلى القضايا الداخلية، مشيراً إلى اجتماعه هذا الأسبوع مع رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية. وأوضح أن هذا البنك يعد من أهم المؤسسات المالية العالمية، مشيرا إلى أن مصر تعد من أكبر الدول الشريكة لهذه المؤسسة في مشاريع التنمية وتمويل المشروعات. علاوة على ذلك، فهي أول دولة في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط تدخل في شراكة مع هذا البنك، وثالث أكبر دولة بعد تركيا وأوكرانيا من حيث حجم الشراكات والتمويل مع البنك على المستوى الإجمالي. وأشار إلى أن المحفظة لدى هذا البنك تبلغ 13.8 مليار يورو. وأضاف في هذا الصدد أن 80% من هذا التمويل مخصص للقطاع الخاص وبالتالي فإن الدولة ليست هي التي تقترض هذه القروض بل مؤسسات القطاع الخاص التي تنمو بقوة وتحصل على هذا التمويل السهل. وتساعد الحكومة أيضًا في تسهيل اختراقات القطاع الخاص في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك الطاقة والصناعة والبنية الأساسية ومختلف مشاريع الخدمات المهمة للغاية التي يمولها البنك.

وأضاف رئيس الوزراء: “أكد رئيس البنك استمرار تمويل مصر، وخاصةً القطاع الخاص. وأود أن أؤكد أن 98% من التمويل هذا العام موجه للقطاع الخاص. ونحن كدولة نعمل جاهدين لتعزيز التنمية واستعادة دور القطاع الخاص القيادي في التنمية الاقتصادية”.

وفيما يتعلق ببرنامج التبرعات الحكومية تحدث الدكتور مصطفى مدبولي عن الاجتماع الأخير الذي عقد لاستعراض الإنجازات التي تحققت منذ بدء عمل اللجنة المعنية بهذا الملف. وأشار إلى أن الدولة تمكنت من إبرام 21 صفقة في 11 قطاعاً بقيمة إجمالية بلغت 6 مليارات دولار خلال الفترة الماضية، لكنه أوضح أن صفقة رأس الحكمة لم تكن من بين هذه الصفقات. كما ناقش الاجتماع الإجراءات والخطوات التي سيتم تنفيذها خلال الفترة المقبلة لدفع هذا الملف الهام والاتفاق على الجداول الزمنية المختلفة لتنفيذ العديد من المشاريع خلال الفترة المقبلة.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن المجموعة الاقتصادية بحثت في اجتماعها هذا الأسبوع مختلف المخاوف بشأن الوضع الاقتصادي العالمي وتأثيره على الاقتصاد المصري. وأشار إلى أن اللقاء ناقش السيناريوهات المحتملة للتعامل مع الأزمات العالمية، كما استعرض مختلف المؤشرات المتعلقة بالاقتصاد المصري خلال الفترة الأخيرة. وأظهرت هذه المؤشرات تطوراً واضحاً في الاتجاه الإيجابي، وهو أمر جيد على الرغم من التحديات المتعددة التي تواجه الدولة المصرية. وأشار إلى تقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار الذي يلخص الإجراءات الإصلاحية المختلفة التي نفذتها الحكومة المصرية خلال العامين الماضيين. وركزت هذه الإجراءات على اعتماد العديد من الإصلاحات النقدية وإصلاحات سعر الصرف، وتحسين القدرة التنافسية والحياد التنافسي، ودعم القطاع الصناعي وغيرها من الإجراءات لتحسين مناخ الاستثمار، بالإضافة إلى إصلاح الإطار القانوني والتنظيمي وتنفيذ بيان سياسة ملكية الدولة. وأكد أن العديد من هذه الإجراءات يجب أن تستمر في تنفيذها بقوة لأنها من شأنها أن تساعد في جذب وتشجيع المزيد من الاستثمارات.

وخلال المؤتمر الصحفي، تناول الدكتور مصطفى مدبولي الشائعات المحيطة بتوقيع عقد بين الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس ومجموعة موانئ أبو ظبي لتطوير وتشغيل منطقة صناعية ولوجستية شرق بورسعيد. قال رئيس الوزراء: “على الرغم من بثّ الحدث مباشرةً وتناوله بالتفصيل، إلا أنني لاحظتُ بعض الالتباس خلال متابعتي الشخصية لجميع النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي. كانت هناك شائعاتٌ بأن هذه الاتفاقية ستمنح جهاتٍ معينة السيطرة على ممر الشحن وموانئ قناة السويس. ومع ذلك، يمكن التمييز بين هيئة قناة السويس، المسؤولة عن ممر الشحن، والهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية التي تُطوّر مناطق قناة السويس المختلفة، مثل السخنة، وشرق بورسعيد، وأبو خليفة، ووادي التكنولوجيا في الإسماعيلية، بالإضافة إلى مناطق أخرى”.

وفي هذا السياق، أكد رئيس الوزراء أن الدولة المصرية لا تستفيد بشكل مباشر أو إيجابي من قناة السويس، ولا تعظيم الاستفادة من الممر الملاحي لقناة السويس، الذي تتولى إدارته هيئة قناة السويس. وكان الأمر يقتصر على مرور السفن وجمع الرسوم. ولذلك يتم العمل على تنمية المناطق على جانبي القناة، وتحديداً في أكبر منطقتين: السخنة ومنطقة شرق بورسعيد، من خلال تنفيذ أنشطة صناعية وخدمية ولوجستية، ومن خلال جذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وهو نجاح لأي دولة تنجح في جذب الاستثمار الأجنبي المباشر. بناء المصانع، وتوظيف سكان البلاد، والإنتاج والتصدير – وهذا بالضبط ما تفعله الحكومة بالفعل. ونشهد توقيع عقود جديدة كل أسبوع في هذه المنطقة المهمة للغاية.

وعن الاتفاقية التي أثارت بعض الجدل، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن هذا عقد يعتمد على نظام التنمية الصناعية، حيث تم الاستحواذ على منطقة بدون مرافق أو بنية أساسية، والبدء في إنشاء المرافق وإنشاء البنية الأساسية. ويتم بعد ذلك تقسيمها وبناء المصانع والمرافق الأخرى وتشغيلها، ويتم استقطاب شركات عالمية لتشغيل هذه المرافق. وتساءل: هل هذه المعاهدة هي الوحيدة من نوعها المتوفرة لدينا؟ للإجابة على هذا السؤال بالنفي: يوجد في السخنة وشرق بورسعيد 14 منطقة صناعية تعمل بنفس النظام. وهناك أيضًا شركة شرق بورسعيد للتنمية الصناعية والتي حصلت على قطعة أرض وتقوم حاليًا بتنميتها بنظام التنمية الصناعية. وقد بدأت المرحلة الأولى بالفعل. وأكد أن كل ما تقوم به الحكومة في هذا الإطار يهدف إلى تعزيز القطاع الخاص. سواء مصريين أو أجانب، نحن نستثمر وننفذ مشاريع استثمارية ونقوم بتوظيف الشباب المصري. ويأتي كل ذلك في إطار تعظيم الاستفادة من المناطق المحيطة بالممر المائي. هذه الإجراءات لا علاقة لها بالممر المائي نفسه. نحن نعمل على تطوير الأراضي غير المطورة والتي لا تحتوي على مرافق. نحن نعمل مع أحد المطورين الصناعيين لبناء المصانع التي من شأنها توفير فرص العمل لآلاف المصريين والمساعدة في تعزيز الاقتصاد المصري.

وفي هذا السياق، سلط رئيس الوزراء الضوء على نقطة مهمة، وهي أن قانون المنطقة الاقتصادية لقناة السويس لا يمنح ملكية الأرض، وإنما حق الانتفاع فقط. وعليه فإن العقود المبرمة هي عقود منفعة فقط.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي: «كان من المهم توضيح هذا الأمر لأننا شعرنا أن هناك جدلاً وجدلاً حول هذه القضية، وأن هناك محاولة متعمدة للخلط بين قناة السويس كممر مائي والمنطقة الاقتصادية والدول التي نعمل على تنميتها حول هذا الممر المائي».

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه في إطار جهود مصر لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، استعرضت المجموعة الاقتصادية خلال اجتماعها الأخير إجراءات تنظيم المنتدى المصري الأمريكي الذي يجري الإعداد له نهاية مايو المقبل. ومن المتوقع أن يستقطب المنتدى عددًا كبيرًا من الشركات الأمريكية الكبرى. ويتم حالياً دعوة رؤساء كبرى الشركات الأمريكية للتعرف على فرص الاستثمار المتاحة والواعدة في مصر. ويهدف ذلك إلى جذب الاستثمار الأجنبي المباشر الذي من شأنه أن يساعد في دعم الاقتصاد الوطني.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أنه في هذا الإطار تم عقد اجتماع مؤخرا مع الرئيس التنفيذي لشركة فيزا الأمريكية العالمية، إحدى أشهر شركات بطاقات الائتمان والخدمات المصرفية في العالم، بحضور محافظ البنك المركزي. وأكد المسئول خطط الشركة العالمية للتوسع في مصر خلال الفترة المقبلة، وعرض بعض هذه الخطط، وأشار إلى الطموح لاعتبار مصر سوقاً واعداً.

وأشار رئيس الوزراء إلى أنه تم عقد اجتماعين خاصين بقطاع السياحة، حيث تمت مناقشة القضايا ذات الاهتمام العام، مثل تبسيط الإجراءات في المطارات المصرية. وأشار إلى أنه يتم تداول مقاطع فيديو أحياناً تظهر طوابير طويلة في المطارات وبعض الصعوبات في هذه الخطوات، مقارناً الإجراءات في المطارات المصرية بتلك الموجودة في مطارات دولية أخرى. وأضاف أن التركيز ينصب على تطبيق منظومة التأشيرة الإلكترونية والميكنة الكاملة للإجراءات في المطارات المصرية بدءاً من مطار القاهرة الدولي. وستقوم لجنة مشتركة من الوزراء والجهات المعنية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوضع حد لهذه المسألة بشكل عاجل. وبالإضافة إلى ذلك، تم الاتفاق على عدد من التدابير التي سيتم عرضها مرة أخرى في اجتماعات لاحقة خلال مدة أقصاها شهر واحد حتى يتسنى إقرار هذه التدابير وتنفيذها مباشرة على أرض الواقع.

وفي مجال التعليم، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن مجلس الوزراء وافق على بدء تشغيل 12 جامعة خاصة جديدة اعتباراً من العام الدراسي المقبل. وبذلك يصل إجمالي عدد الجامعات في مصر إلى 128 جامعة بحلول عام 2025، مقارنة بنحو 50 جامعة قبل نحو ست سنوات. ونحن كدولة نولي أهمية كبيرة لهذه القضية، وفي هذا العام سيكون لدينا 128 جامعة من مختلف الأنواع قيد التشغيل. ومن بينها بشكل رئيسي الجامعات الدولية والتقنية، فضلاً عن الجامعات المتخصصة في كافة العلوم الجديدة التي يحتاجها سوق العمل، وهو أمر مهم. وأشار إلى أنه ترأس اليوم الاجتماع الأول للمجلس الوطني للتعليم والبحث والابتكار الذي أمر رئيس الجمهورية بإنشائه والذي ضم عددا من الشخصيات البارزة وخبراء التعليم. وفي الاجتماع تم استعراض مهام المجلس وإعداد خطة عمل شاملة. وستستمر الاجتماعات المكثفة في هذا المجال.

وفي معرض حديثه عن المخاوف العامة، لا سيما فيما يتعلق بقانون الإيجار القديم، قال مدبولي: “هناك مزاعم بانحياز الحكومة لطرف واحد. لذلك، أود التأكيد على أن الحكومة بادرت بهذا الإجراء بناءً على حكم المحكمة الدستورية، وسعت إلى وضع إطار يحقق التوازن بين الجانب القانوني الذي يضمن الحفاظ على الممتلكات الخاصة للملاك وحمايتها، وفي الوقت نفسه، يراعي البعد الاجتماعي للمستأجرين. ورغم شفافيتنا، فإننا نتعامل مع إجراء بالغ التعقيد، تتجاوز قوانينه الستين عامًا”.

وفي هذا السياق أكد رئيس الوزراء أن الحكومة لا تنحاز ضد أي طرف. وأوضح أن مشروع القانون المقدم إلى مجلس النواب يحظى باهتمام المجلس، وأن العديد من الاجتماعات والجلسات تعقد حالياً بحضور مجموعة من الخبراء. وأشار إلى أنه يتابع هذا الملف مع وزير الشؤون البرلمانية والشؤون القانونية والاتصال السياسي، وكذلك من خلال هذا اللقاء الذي يحضره أيضاً جمع من الملاك والمستأجرين. وأكد أن الهدف هو تطوير قانون متوازن قدر الإمكان ويأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف.

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالإشارة إلى مشكلة البنزين التي أثيرت في الأيام الأخيرة. وأوضح الدكتور مصطفى مدبولي أنه تواصل على الفور مع وزير البترول وكلفته بإجراء تحقيق شامل في الأمر لكشف تفاصيل المشكلة المختلفة. وأكد أنه سيتم نشر نتائج التحقيقات وإطلاع المواطنين على الملابسات المختلفة، مثل ما إذا كانت هناك مشاكل في شحنة معينة، أو ما إذا كان هناك خطأ أو خلل في عمليات التكرير.

وأضاف أن بعض المنتجات البترولية يتم تكريره واستيراده من الخارج بالفعل، أو أن النفط الخام يتم استيراده وتكريره في المصافي المصرية. وأشار إلى أنه يتم حالياً مراجعة مختلف الإجراءات والخطوات التي اتخذت خلال الأشهر الأخيرة، وأكد أنه فور الانتهاء من المراجعة والتحقيق سيتم إبلاغ المواطنين بمختلف النتائج والحقائق التي أدت إلى هذه القضية.

المصدر: بيان رئاسة مجلس الوزراء


شارك