كامل الوزير: إنشاء شبكة القطار الكهربائى السريع لخلق محور لوجيستى يربط البحرين الأحمر والمتوسط

منذ 4 ساعات
كامل الوزير: إنشاء شبكة القطار الكهربائى السريع لخلق محور لوجيستى يربط البحرين الأحمر والمتوسط

قال المهندس كامل الوزير نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، اليوم الاثنين، إن رؤية وزارة النقل تتجاوز مجرد نقل الركاب والبضائع. يتعلق الأمر بالمشاركة الفعالة في تطوير مفهوم التنمية المستدامة للبلاد من أجل تحقيق التوازن بين المتطلبات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وتماشياً مع رؤية مصر 2030 وبناء الجمهورية الجديدة التي وضع أسسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، يتضمن ذلك التوسع في بناء شبكة نقل حضري مستدامة وخضراء وصديقة للبيئة.

جاء ذلك خلال افتتاح الوزير للمنتدى الطلابي “حديث الحركة” والذي أقيم بقاعة الاحتفالات الكبرى (القبة) بجامعة القاهرة بحضور الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي؛ الدكتور محمد سامي رئيس جامعة القاهرة؛ الدكتور مصطفى رفعت الأمين العام للمجلس الأعلى للجامعات؛ وليون سولير، الرئيس التنفيذي لقطاع المشاريع الكبرى والرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في شركة سيمنز موبيليتي.

وأضاف الوزير أنه منذ أن بدأ الرئيس السيسي تنفيذ رؤيته في بناء الجمهورية الجديدة، تم تنفيذ مشروعات قومية عملاقة في كافة أنحاء الجمهورية وفي كافة القطاعات، مما أدى إلى التقدم والتنمية في البلاد.

وأشار إلى أن القيادة السياسية والحكومة المصرية أولت اهتماماً غير مسبوق لقطاع النقل باعتباره الشريان الرئيسي الذي ترتكز عليه كافة برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وتعمل وزارة النقل حالياً على تنفيذ خطة شاملة لتطوير وتحديث عناصر منظومة النقل بما في ذلك وسائل النقل وشبكاتها (الطرق والجسور، والسكك الحديدية، والأنفاق والجر الكهربائي، والموانئ البحرية والبرية والجافة والمناطق اللوجستية، وكذلك النقل النهري).

وأضاف أن وزارة النقل تنفذ خطة شاملة لاستكمال شبكة المترو بالتوازي مع إنشاء شبكة من المركبات الكهربائية عالية السرعة لنقل الركاب. ويهدف المشروع إلى مواكبة التقدم الهائل الذي تشهده الدولة في التوسع العمراني، وتعزيز الأنشطة الاقتصادية والتجارية والسياحية، وخدمة المناطق الصناعية، وتلبية الطلب المتزايد على خيارات النقل، وتوفير وسائل نقل عام حديثة وآمنة ومتميزة للمواطنين في كافة أنحاء الدولة.

وأشار إلى أنه تم افتتاح المرحلتين الأولى والثانية من مشروع القطار الخفيف، ويجري حالياً استكمال المرحلتين الثالثة والرابعة. وأشار إلى أنه تم افتتاح محطة عدلي منصور المركزية على مساحة 15 فدانًا، حيث يوجد بها نقطة تبادل بين 6 وسائل نقل (القطار الخفيف – الخط الثالث لمترو الأنفاق – خط سكة حديد السويس – السوبر جيت – BRT على طريق عدلي منصور/السلام الدائري – BRT على الطريق). كما تم الانتهاء من تنفيذ وافتتاح خط المترو الثالث بمراحله الثلاثة، ويجري حالياً تنفيذ المرحلة الأولى من الخط الرابع.

وأضاف الوزير أنه يجرى حاليا تشغيل خطي مونوريل شرق وغرب النيل، وتوسيع شبكة النقل بالإسكندرية من خلال تنفيذ مشروع مترو الأنفاق بالإسكندرية (أبو قير – محطة مصر – العجمي – برج العرب) وإعادة تأهيل ترام الرمل.

وأوضح أن تنفيذ شبكة القطارات الكهربائية السريعة يجري حالياً أيضاً، وهو مشروع ضخم يمتد على طول نحو 2000 كيلومتر، ويضم 60 محطة. وبمجرد اكتماله، سيتمكن من نقل 2.5 مليون مسافر يومياً و12 مليون طن من البضائع سنوياً. وأشار إلى أن الشبكة تتضمن ثلاثة خطوط رئيسية، الأول يربط العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة ومرسى مطروح، مروراً بالعاصمتين الإداريتين القاهرة والإسكندرية، ويبلغ طوله 660 كيلومتراً. ويبدأ الخط الثاني في مدينة 6 أكتوبر ويمتد عبر أسوان حتى أبو سمبل في أقصى صعيد مصر بطول 1100 كم.

وأضاف أن الخط الثالث للشبكة يبدأ من قنا ويمتد عبر الغردقة إلى سفاجا بطول 175 كيلومترا. وتجرى حاليا دراسات لإنشاء خط رابع من بورسعيد إلى أبو قير بطول 250 كيلومترا، لربط جميع الموانئ المصرية على البحر المتوسط، من بورسعيد شرقا إلى الإسكندرية غربا. وستشمل الشبكة قطارات فائقة السرعة بسرعات تصل إلى 250 كيلومترًا في الساعة، وقطارات إقليمية بسرعات تصل إلى 160 كيلومترًا في الساعة، وقطارات شحن بسرعات تصل إلى 120 كيلومترًا في الساعة.

وأشار الوزير إلى أن إنشاء شبكة القطارات الكهربائية فائقة السرعة يهدف إلى إنشاء مركز لوجستي يربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط. ويتحدث بعض الخبراء عن “قناة السويس الجديدة على السكك الحديدية”. بالإضافة إلى ربط مناطق الإنتاج (الصناعة والزراعة) بالموانئ البحرية (مراكز التصدير) ومناطق التنمية الزراعية الحديثة (الدلتا الجديدة – غرب المنيا – توشكى – مستقبل مصر – …) بمناطق الاستهلاك وموانئ التصدير. بالإضافة إلى ذلك، سيتم ربط جميع أنواع المناطق السياحية (سياحة الغوص والشاطئ في الغردقة – السياحة الثقافية إلى أهرامات الجيزة / أبيدوس في سوهاج / الأقصر / أسوان / أبو سمبل – السياحة الدينية في دير المحرق في أسيوط) مما يتيح للسائحين الاستمتاع ببرامج سياحية متنوعة في رحلة واحدة.

وأشار إلى التكامل مع المطارات والموانئ البحرية والطرق لتحقيق مفهوم النقل المتعدد الوسائط، وربط الموانئ البحرية والموانئ الجافة والمراكز اللوجستية، وربط مناطق إنتاج المواد الخام والمحاجر (أبو طرطور – قنا – أسوان) بموانئ التصدير، بالإضافة إلى الربط بالسكك الحديدية مع الدول المجاورة (مع السودان من أبو سمبل إلى وادي حلفا، ومع ليبيا من مطروح والسلوم إلى بنغازي وسرت)، وأخيراً الحد من التلوث البيئي الناتج عن تشغيل قاطرات الديزل بسبب انبعاثات الكربون.

وأكد الوزير: “إن أهمية مشروع القطار فائق السرعة تتجاوز بنيته التحتية وتقنياته المتطورة، لتشمل الاستثمار في الشعب المصري. هدفنا هو تزويد جيل من الشباب بالمهارات والمعرفة والتدريب العملي اللازم لإدارة وتشغيل هذه المنظومة وفق أعلى المعايير الدولية. لذا، فإن نجاح المشروع في مصر لا يعتمد فقط على التميز الهندسي، بل أيضًا على الكوادر التي ستتولى تشغيله وتطويره مستقبلًا”.

وأشار نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل إلى أنه تم إعداد خطة شاملة لتنمية ورفع كفاءة العامل البشري باعتباره الركيزة الأساسية في هذه القطاعات، وذلك لمواكبة التنمية الشاملة لقطاعات السكك الحديدية والأنفاق والجر الكهربائي. وأوضح أن هذه الخطة تعتمد على وضع معايير ومنهجية جديدة لاختيار الكوادر العاملة في هذه القطاعات من خلال التأهيل والتدريب. كما سيتم تنفيذ خطة لتأهيل وتدريب الكوادر الحالية لرفع مستوى وعيهم بطرق التشغيل الحديثة للوحدات المتنقلة الجديدة.

وأوضح الوزير أن هذا المنتدى يندرج ضمن الإطار السابق ويعد منصة للحوار والتفاعل المباشر بين طلبة الجامعات والخبراء في هذا المجال المهم. ويهدف البرنامج إلى رفع مستوى الوعي ونقل الخبرات وتوفير فرص التدريب والتطوير الملموسة التي تساهم في بناء القدرات والكوادر المؤهلة. ويعمل البرنامج على إعداد الشباب ليصبحوا الجيل القادم من أصحاب العمل والمبتكرين والقادة، ويدعم رؤية مصر التنموية الشاملة من خلال ربط مشاريع البنية التحتية الكبرى بتنمية المهارات والقدرات المحلية.

وأضاف أن التعاون مع شركة سيمنس الرائدة في تكنولوجيا النقل يتجاوز مجرد تنفيذ المشروع، بل يشمل شراكة حقيقية في نقل التكنولوجيا، وتدريب المهندسين والفنيين المصريين، ودعم التعليم الفني والتطبيقي لضمان العمليات المستدامة والتميز المحلي. وأكد أن شركة سيمنس تجمع بين الخبرة العالمية والالتزام الحقيقي ببناء القدرات المحلية وتدعم أهداف الحكومة المصرية في تعزيز التصنيع المحلي من خلال نقل المعرفة والخبرة.

في ختام كلمته، خاطب نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل الطلاب قائلاً: “أعزائي الطلاب، أود أن أنقل لكم رسالة من أعماق قلبي. أنتم القلب النابض لهذا الوطن العريق، وستحملون شعلة التنمية في هذا القطاع الحيوي. بلدكم يثق بكم، ويعتمد عليكم، ويوفر لكم المهارات والدعم اللازمين لتحقيق ذلك. اغتنموا هذه الفرصة، وكونوا على قدر مسؤولياتكم وطموحاتكم.”

يذكر أن المنتدى تنظمه شركة سيمنس العالمية بالتعاون مع كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وتحت رعاية وزارتي النقل والتعليم العالي والبحث العلمي. ويأتي ذلك تماشياً مع رؤية الحكومة المصرية في تمكين وتأهيل الكوادر الشابة للمشاركة في إدارة وتشغيل وصيانة مشروعات السكك الحديدية.

أ.ش. أ.


شارك