مهارات التعلم والترفية وآليات حماية البيئة للأطفال بمهرجان الشارقة القرائى

منذ 2 أيام
مهارات التعلم والترفية وآليات حماية البيئة للأطفال بمهرجان الشارقة القرائى

قدم مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يستمر حتى الرابع من مايو المقبل تحت شعار “لنغرق في عالم الكتب”، مجموعة من الأنشطة التعليمية الفريدة التي تجمع بين الترفيه والاستفادة. وشملت هذه الأنشطة ورش عمل تفاعلية لتعليم الأطفال فن صناعة الشموع، وعروض علمية مذهلة تضمنت تجارب مثيرة، ومعلومات مهمة حول حماية البيئة في ورش عمل تعليمية تفاعلية. ولم تكن هذه الأنشطة مجرد فرصة للمتعة، بل كانت تجربة تعليمية توسع معارف الأطفال ومهاراتهم وترفع من وعيهم بالقضايا العلمية والبيئية التي تؤثر على كوكب الأرض.

في أجواء من المرح والتعلم، شارك الأطفال في ورشة تصميم وصناعة الشموع، ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائي للطفل، الذي يقام في مركز إكسبو الشارقة ويستمر حتى الرابع من مايو المقبل تحت شعار “كن محاطاً بالكتب”.

استهدفت الورشة، التي أشرفت عليها المدربة أمل حسين، الأطفال من عمر 7 إلى 10 سنوات. تعلم الأطفال كيفية صنع الشموع في أكواب زجاجية من مكونات عطرية وزيتية، ثم قاموا بتزيينها برسومات مستوحاة من شخصياتهم الكرتونية المفضلة.

تم تقسيم الأطفال إلى مجموعات وركزوا على صناعة الشموع، ودمج رقائق السيليكون والكتل مع قطرات العطر لإنشاء أشكال مختلفة. كما اختاروا الشخصيات وأشكالها المختلفة، والتي كان معظمها مستوحى من الرسومات والأبطال من ألعاب الفيديو. تم اختيار الأطفال لتشجيع الإبداع التفاعلي، وصنع هذه الألعاب بأيديهم، والفخر بإجراء هذه التجارب.

وأكدت المدربة أمل حسين أن هدف الورشة هو تنمية المهارات اليدوية والفكرية للأطفال في بيئة آمنة وممتعة تساعدهم على التعلم من خلال الخبرة والعمل الإبداعي.

“ورشة عمل الأبطال الخارقين لدينا تستهدف الأطفال من عمر 8 إلى 12 سنة وتشرح لهم مخاطر السلوكيات السلبية على كوكب الأرض وارتفاع درجات الحرارة، خاصة أنهم مستقبل هذا الكوكب”، تقول نهلة نبيل. “في الورشة، يتعلم الأطفال كيف تؤثر أنشطتهم وقراراتهم اليومية على الكوكب من حولنا، ثم يتعلمون، بطريقة أكثر متعة وواقعية، كيفية التصرف بشكل أفضل من أجل مستقبل أكثر استدامة.”

استكشفت مجموعة من الأطفال أسرار علم المناخ مع تفاقم الأزمة العالمية واعتبار الأطفال مستقبل الكوكب ومسؤولين عن حمايته. جاء ذلك في إطار ورشة عمل تفاعلية بعنوان “الأبطال الخارقين”. جمعت الكاتبة وخبيرة الاستدامة نهلة نبيل المشاركين الشباب في المهرجان لشرح كيفية تغير المناخ من حولنا بطريقة بسيطة وواضحة. وأشارت إلى أن الاحتباس الحراري يعكس ارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض خلال الـ200 عام الماضية، وهو ما يحدث بسبب زيادة النشاط البشري، وأوضحت أن مصطلح الاحتباس الحراري ليس هو نفسه مصطلح تغير المناخ.

أوضحت نهلة نبيل للأطفال أن الإنسان يستهلك الوقود الذي ينتج عنه ثاني أكسيد الكربون، مما يؤدي إلى ظاهرة الاحتباس الحراري. وأوضحت أن الأرض توفر الهواء للتنفس والماء للشرب وأماكن للعب. “لكن في الآونة الأخيرة لم تكن حالة آرتش جيدة حيث أصبحت أكثر سخونة”، قالت.

لمساعدة الأطفال على فهم المعلومات، طلبت منهم المشاركة في لعبة تفاعلية باستخدام النرد وشخصيات الأبطال الخارقين – تشبه لعبة السلالم – حيث تتحرك الشخصيات على طول مسار يمثل الإجراءات التي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي أو سلبي على المناخ من حولنا. عندما يتجه الإنسان نحو عمل إيجابي، فإنه قد يخطو خطوتين إلى الأمام، وعندما يحدث عمل سلبي، فإنه قد يخطو خطوة أو خطوتين إلى الوراء. وتشمل الأمثلة: “نسيان إطفاء الأنوار في المنزل” (فعل سلبي) و”تناول الخضروات” (فعل إيجابي).

وأضاف المدرب: “خصوصًا في هذه الورشة، حيث نقوم بتوزيع الشمع الساخن على المشاركين لصنع القوالب والطبعات، يتطلب الأمر إشرافًا من الكبار. لذلك، نلتزم بقواعد السلامة، ونراقب الأطفال باستمرار، ونراقبهم عن كثب في كل خطوة”.

بعرض مميز جمع بين العلم والمتعة، نجح عبدالله عنان، صاحب شارع العلوم، في جذب انتباه الأطفال والكبار على حد سواء، بتحويل القاعة الرئيسية إلى مختبر حي بتجارب علمية وانفجارات مذهلة. أمام مئات الأطفال وعائلاتهم، قدم أنان عرضًا تفاعليًا أبهر الجميع وفتح أبواب الفضول العلمي بطريقة مبتكرة من خلال الجمع بين الدهشة البصرية والمعلومات العلمية الدقيقة.

ومنذ البداية، أكد أنان بصوت عالٍ على أهمية السلامة العلمية وحذر الأطفال من إجراء مثل هذه التجارب في المنزل. وأوضح أن مثل هذه التجارب ستجرى بإشراف فريق علمي متكامل، وباتباع إجراءات السلامة الصارمة. ثم بدأ أكبر عرض علمي في العالم العربي بتجربة “البالون الغازي” حيث رفع ثلاثة بالونات مليئة بغازات مختلفة ووضع بالقرب منها شعلة صغيرة. وأدى ذلك إلى انفجار بالونين الواحد تلو الآخر، وسط صراخ وذهول الأطفال، في حين ارتفع البالون الثالث عالياً إلى سقف القاعة. بعد هذه اللحظة المثيرة، أوضح أنان للأطفال الفرق بين غاز الهيدروجين (الذي يشتعل بقوة عند ملامسته للنار) وغاز الهيليوم (الذي لا يشتعل ويجعل البالونات تطير).

ثم انتقل إلى تجربة النار والاشتعال وقام بتعريف الأطفال بـ “مثلث النار” المكون من الأكسجين والوقود والحرارة. وأوضح أن غياب أي من هذه العناصر يجعل إشعال النار مستحيلا. ثم اتخذ العرض بعدًا أكثر إثارة عندما أظهر للأطفال كيف يمكن تغيير لون اللهب عن طريق إضافة أملاح معينة. أمام مئات الأطفال، استخدم أنان مواد كيميائية خاصة لإشعال أكبر شعلة خضراء على المسرح، وأظهر كيف يتم تحويل الطاقة الحرارية إلى ألوان مختلفة اعتمادًا على تركيبة المادة المستخدمة.

المصدر: وكالات الأنباء


شارك