المملكة العربية السعودية ….أسرع الوجهات السياحية نموًا في العالم

فتحت المملكة العربية السعودية أبوابها أمام السياح الدوليين للمرة الأولى في تاريخها في شهر سبتمبر 2019، وبحلول مارس 2023 أعلنت المملكة أنها أصدرت أكثر من 500 ألف تأشيرة سياحية، الأمر الذي  يجعلها من أكثر الوجهات السياحية نموًا في العالم، فهي مليئة بالكنوز السياحية التي تنفرد بها، فلديها شواطئ جذابة ومناظر جبلية رائعة ومدن صاخبة.

لقد أصبحت المملكة العربية السعودية وجهة سياحية للزوار سواء المحليين أو الدوليين، ويقوم قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية بتطوير الخطة السياحية من خلال الإعلان عن العديد من البرامج والمبادرات.

تقدم السياحة السعودية تنوعًا جغرافيًا وتاريخيًا، فهي تمتلك من الثروات الطبيعية الكثير، كما أن لديها كنوز أثرية وأماكن تاريخية عظيمة، قبل انتشار جائحة كوفيد 19. قامت الحكومة السعودية بإصدار أكثر من 450 ألف تأشيرة سياحية خلال عام 2019 ضمن برنامج التأشيرات السياحية التي أعلنت عنها هيئة السياحة في المملكة العربية السعودية.

كما وضعت الهيئة مؤشرات أداء تتناسب مع أهداف رؤية المملكة 2030، وذلك من خلال زيادة عدد السائحين علي مدار عام إلى 100 مليون زائر بحلول عام 2030، منها 55 مليون سائح دولي و 45 مليون سائح محلي، مما يوفر مليون فرصة عمل وزيادة في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بنحو 10%.

مقالات ذات صلة

وقد قامت الهيئة بتنفيذ عدة برامج لجذب السياح، كما عملت على تفعيل الاستثمار السياحي بمشاركة مع القطاع الخاص.قامت الهيئة بتنظيم المعارض السياحية المحلية والدولية، كما أطلقت العديد من الحملات التسويقية والترويجية لمنتجاتها السياحية والوجهات الرائعة بها.

يعتبر قطاع السياحة أحد الأركان الرئيسية التي تعتمد عليها استراتيجية المملكة العربية السعودية بحلول عام 2030، التي تهدف بشكل أساسي إلى تنويع مصادر الدخل وجذب الاستثمارات الخارجية وخلق فرص العمل وتنشيط خدمات السياحة مثل حجز الطيران وخدمات ايجار سيارات للسائحين، وبالفعل تشهد السياحة نمو سريع في المملكة نتيجة الخطط للنهوض بالقطاع.

ومن جهة أخرى، تهتم المملكة أيضًا بالرحلات البحرية من ميناء جدة لاكتشاف الطبيعة الخلابة للبحر الأحمر، وتشمل العديد من الرحلات التي توفر للمسافرين فرصة للاستمتاع.

قطاع السياحة من القطاعات الرئيسية لنمو اقتصاد المملكة بحلول 2030
قطاع السياحة من القطاعات الرئيسية لنمو اقتصاد المملكة بحلول 2030

هناك ثمانية قطاعات من المتوقع أن تمثل غالبية النمو الاقتصادي للمملكة العربية السعودية بحلول عام 2030، ومن المتوقع أن يمثل قطاع السفر والسياحة والضيافة حوالي 11% من إجمالي نمو الناتج المحلي الإجمالي في تلك الفترة الزمنية.وعلى الرغم من تباطؤ نمو القطاعات بسبب جائحة فيروس كورونا في عام 2023، إلا إنه من المرجح أن يظل قطاع السياحة قطاع نمو رئيسي حتى عام 2030، خاصة وأن السياحة المحلية آخذة في الارتفاع بينما تتباطأ السياحة الدولية.

توجد مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية وهي أقدس الأماكن الدينية   بالإضافة إلى العديد من المواقع السياحية الطبيعية مثل الشواطئ والجبال والوديان. تسارع المملكة في اتخاذ خطوات نشطة لجعل السياحة والضيافة أكثر سهولة، وهذا يشمل خصخصة بعض الخدمات السياحية والحفاظ على المواقع الثقافية والتاريخية الهامة.

ارتفاع السياحة العالمية في المملكة العربية السعودية

لقد تضاعف عدد السياح الدوليين في المملكة العربية السعودية منذ 2005، يعود الفضل إلى حد كبير بسبب تخفيف القيود المفروضة على التأشيرات السياحية لدخول البلاد، فقد زاد عدد المسلمون الذين يزورون الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة من 10 إلى 13 مليون مسلم كل عام، بما في ذلك أكثر من مليوني خلال فترة الحج السنوية

تمتلك المملكة أيضًا ثروة من المواقع الأثرية مثل موقع اليونسكو للتراث العالمي مدائن صالح ومناطق ذات جمال طبيعي مثل السواحل والجبال، لذلك تعتبر المملكة السياحة فرصة لإزدهار الاقتصاد بها

السياحة الداخلية فرصة كبيرة للنمو

تقدم السياحة الداخلية فرصة كبيرة للنمو الاقتصادي، حيث يفضل السكان المحليون قضاء الإجازة والسفر بمناطق سياحية مختلفة، فقد أطلقت وزارة السياحة حملة الصيف السعودي لتشجيع السياحة الداخلية خلال جائحة 2023، وقد أدى الصيف السعودي إلى إنفاق المستهلكين قرابة 1.6 مليار دولار بزيادة بنسبة 26% عن نفس الفترة من عام 2019

نظرًا لأن المواقع السياحية أصبحت أكثر تطورًا، من المتوقع زيادة الإنفاق على السياحة المحلية والتنافس مع مواقع مثل دبي في الإمارات العربية المتحدة.

التحسينات في السياحة العربية السعودية

شهدت المملكة العربية السعودية العديد من التحسينات فيما يخص قطاع السياحة خلال السنوات الأخيرة، حيث جعلت الحكومة السياحة أولوية ضمن برنامج رؤية 2030.

برنامج رؤية 2030 هي استراتيجية وضعتها الحكومة السعودية لتحسين البلاد في عدة مجالات مختلفة والسياحة واحدة منها، أدت زيادة السياحة إلى توسيع الاقتصاد وتحسين حياة المواطنين، تأتي مع السياحة المزيد من أشكال الترفيه التي تفيد السعوديين وتجذب الزوار من الدول الأخرى.

كيف ساعدت السياحة الاقتصاد؟

يذكر المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) أنه في عام 2019 شكّل قطاع السفر والسياحة نحو 9.8% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة العربية السعودية، بعد ذلك، ضربت جائحة كوفيد 19 صناعة السياحة بشدة في عام 2023 لتنخفض هذه النسبة إلى 7.1%.

حتى مع انخفاض السياحة بسبب الوباء، لا تزال السياحة في المملكة العربية السعودية تعمل بشكل جيد نسبيًا، على سبيل المثال: قدمت صناعة السياحة 12.2% من العمالة في المملكة العربية السعودية اعتبارًا من عام 2019،لينخفض هذا الرقم إلى 11% في عام 2023.

تطور قطاع الترفيه في السعودية

يتمثل أحد أهداف رؤية 2030 في خلق المزيد من الترفيه للشعب السعودي، حيث يسير الترفيه والسياحة جنبًا إلى جنب، من أكبر التطورات في هذا الجانب قيام السعودية بافتتاح دار سينما مؤخرًا، فعلى مدى العقود العديدة الماضية، لم يكن هناك دور سينما في البلاد، الآن، تم افتتاح أكثر من 30 مبنى جديدًا.

يوجد أكثر من ذلك، كانت هناك زيادة في أماكن الترفيه بشكل عام من 154 في عام 2017 إلى 277 في عام 2023، تختلف هذه الأماكن من دور السينما إلى المتنزهات الترفيهية، وعلى ما يبدو أن حكومة المملكة العربية السعودية لديها تصميم على أن يكون لها سوق ترفيه ناجح.

بحلول عام 2030، تشير التقديرات إلى أن قطاع الترفيه سيبلغ 1170.72 مليون دولار، اعتبارًا من عام 2023 بلغت قيمة السوق 23.77 مليون دولار، ستستفيد السياحة في المملكة العربية السعودية من هذه التغييرات لأن الزوار سيكون لديهم الآن المزيد من خيارات الترفيه عند زيارتهم.

ماذا تفعل الحكومة السعودية لتحقيق هذه الأهداف؟

برنامج رؤية 2030 هي المكان الذي تنبع منه التحسينات في مجال الترفيه، إحدى أهداف رؤية 2030 هي خلق “مجتمع نابض بالحياة”.يرتبط تطوير بتحسين الحياة اليومية للسعوديين مع الحفاظ على القيم الثقافية، وقد نفذت الحكومة السعودية ذلك إلى الهيئة العامة للترفيه (GAE) والتي تدعم التمويل بشكل مباشر لتحسين قطاع الترفيه.تتوفر أيضًا تأشيرة سياحة إلكترونية تبلغ تكلفتها 173 دولار، مما يفتح الطريق القانوني للأشخاص لدخول البلاد.

ما هي الخطوة التالية للسياحة في المملكة العربية السعودية؟

أدى الوباء إلى إبطاء تقدم السياحة والترفيه حيث توقفت الزيارات غير الضرورية إلى البلاد.عانت عائدات قطاع الترفيه وكذلك توظيف الأشخاص الذين يعملون في هذه الصناعة. بجانبذلك، تمتلك المملكة الآن بنية تحتية قوية لدعم صناعة الترفيه، فهي من أولوياتها لتحقيق أهدافها من رؤية 2030 والعودة إلى المسار الصحيح عندما ينتهي الوباء.

 

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى