التضخم ومعدلات الفائدة وسلاسل الإمداد تهيمن على الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي بالرياض

دارت في الجلسة الافتتاحية للدورة الاستثنائية للمنتدى الاقتصادي العالمي، التي عقدت في الرياض اليوم (الأحد)، عدة مناقشات ركزت على أهم القضايا الاقتصادية العالمية، بما في ذلك التضخم وأسعار الفائدة والصدمات التي تواجهها بعض الدول، ووضع الحلول الممكنة لمعالجتها. جميع التحديات مع التأكيد على أهمية تعزيز وتنويع قدرات سلسلة التوريد العالمية.

وحضر الجلسة الافتتاحية التي حملت عنوان “أي نوع من النمو نحتاج؟”، وزير المالية السعودي محمد الجدعان، ووزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي تنغكو عبد العزيز، ومديرة عام صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا.

وجه رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي بورغ بريندي الشكر إلى ولي العهد ورئيس الوزراء الأمير محمد بن سلمان. على رعايته ودعمه لعقد الدورة الاستثنائية للمنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض؛ رغم الأحداث العالمية.

وقال بريندي في كلمته الافتتاحية بالمنتدى بالرياض الأحد: “لقد بدأنا العمل معًا منذ سنوات وخططنا لهذا التعاون منذ سنوات، ولكن بسبب الأحداث لم نتمكن من تنفيذه حتى اليوم وخير دليل على هذا معناه.”

وأضاف بريندي: “إن هذا المنتدى الاقتصادي العالمي يطرح علينا تحديات وهذا يعزز التعاون الدولي. إننا نواجه أكبر التحديات مثل نقص الطاقة الذي يعاني منه الكثير من الناس في العالم، وكذلك الحاجة إلى النمو المستدام في الاقتصاد، ولا بد أن يكون هناك نفس النهج الذي نعمل عليه.

وأشار رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن منطقة الشرق الأوسط تقع في مركز إعادة التشكيل العالمي لمستقبل الطاقة، مشيراً إلى أن المنتدى يحضره 1000 من قادة الأعمال وأكثر من 500 شركة ومؤسسة غير ربحية، و92 دولة. وعليهم أن يعملوا معًا للمضي قدمًا وتحقيق مستقبل مستدام.

من جانبه أكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان أن الخطط الاقتصادية تحتاج إلى تعديل وتعديل من قبل الدول لتتناسب مع الظروف والتطورات، فيما أشار إلى أهمية “رؤية 2030” التي تبني الثقة محلياً ودولياً وتعزز المستثمرين. في الاقتصاد السعودي من خلال ضمان تطور الأمور بشكل جيد في البلاد.

وأوضح أن رؤية 2030 عززت أيضًا دور القطاع الخاص بشكل أساسي وأن هذه الرؤية تركز على النمو النوعي وليس الكمي. «المهم بالنسبة لنا هو نمو الاقتصاد غير النفطي وتعزيز دور القطاع الخاص.. القطاع الخاص.. لو أردنا لكنا أنتجنا 10 ملايين برميل نفط يومياً بدلاً من ذلك». 9.5 مليون برميل وسنحقق الكثير من النمو في الناتج المحلي الإجمالي».

وأوضح الجدعان أن العالم واجه صدمات كثيرة ومتعددة في السنوات الأربع الماضية وكان على الدول التي خططت مسبقاً ومن بينها السعودية أن تتحقق مما إذا كانت الخطة لا تزال قادرة على الصمود في وجه هذه الصدمات.

كما تطرق إلى ضرورة توفير السياسات والموارد اللازمة التي تمكن من تطبيق الابتكار والتكنولوجيا، مشيرا إلى أن بعض الدول لا تمتلك مرافق كافية لإنتاج الطاقة.

من جانبها، قالت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا، إن أسعار الفائدة تؤثر سلبا على آفاق النمو على المستوى العالمي، ودعت العالم إلى إعطاء الأولوية لمزيد من التعاون وإعادة بناء هوامش الأمان المالي وخفض التضخم.

وأشارت إلى أن أزمة كورونا كلفت العالم نحو 3.3 تريليون دولار، وأن الأولويات الأكثر إلحاحا هي تحقيق أهداف التضخم والتركيز على استعادة هوامش الأمان المالي. وأوضحت أن الاعتماد على مصدر واحد للإمدادات الأساسية أمر كارثي على النمو الاقتصادي.

وأوضحت أن النمو بلغ 3 في المائة في العقد الماضي وسيكون أقل بكثير في العقد المقبل بسبب نقص الإنتاجية اللازمة لزيادة النمو في البلدان النامية، مؤكدة أن الوباء والحرب في أوكرانيا أظهرا أنه لو كان هذا هو الحال وفي هذه الحالة، فإن التخلي عن مصدر واحد لسلاسل التوريد العالمية سيكون “اقتراحًا كارثيًا”.

وتابعت: “على الرغم من الصدمات العديدة في السنوات الأخيرة، فقد رفعنا توقعاتنا للنمو لعام 2024 قليلاً وهي الآن عند 3.2 في المائة، وفي أكتوبر من العام الماضي كان المعدل 2.9 في المائة ونحن ندرك قوة وقوة المرونة تأتي من عدد صغير من الدول التي تحقق أداء جيدا.”

بدوره، أوضح وزير الاستثمار والتجارة والصناعة الماليزي تنغكو عبد العزيز، أن التدفقات في منطقة جنوب شرق آسيا زادت خلال السنوات الأربع الماضية، موضحا أن القلق من التعطيل يكمن في استدامة سلاسل التوريد خلال العام بسبب أزمة جائحة كورونا. .

أما دول جنوب شرق آسيا، فأكد تنغكو عبد العزيز أنها كانت محايدة للغاية في مواقفها واجتذبت العديد من المؤسسات والشركات التي أرادت تعزيز سلاسل التوريد الخاصة بها. وأشار إلى أن رابطة دول جنوب شرق آسيا سجلت نموا بنسبة 45 بالمئة ومن المتوقع أن يستمر هذا النمو في المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن الصين هي أكبر دولة في الرابطة وأن التبادلات التجارية بين كوالالمبور وبكين تلعب دورا هاما بين الأعضاء.

المصدر: وكالات

ابراهيم محمود

أنا كاتب محتوى إلكتروني ومحرر للمقالات الإخبارية، متخصص في قضايا الشأن الخليجي ودولة الامارات والمملكة العربية السعودية. حازت مهاراتي على درجة الليسانس في التحرير الادبي.
زر الذهاب إلى الأعلى