كيف يؤثر الأثاث المنزلي على صحتي النفسية ؟

يتعرض الجميع لفترات من الحزن و الاكتئاب. بسبب صعوبات في العمل. أو ظروف اجتماعية معقدة. في كلتا الحالتين تدفعنا غرائزنا للعودة إلى المنزل، ذلك المكان الذي لطالما ارتبط بالأمان و السكينة.

 المنزل هو المكان الأفضل الذي يمكنك من تعبئة رصيد، وتضميد الجروح. و في حين أن الكثير من حياتنا خارج عن سيطرتنا، فإن منزلنا هو مكان نتمتع بسلطة كاملة عليه. سواء كنت تتبع نهجًا بسيطًا في التصميم أو تهتم بكل التفاصيل الصغيرة بداية من ديكور مدخل البيت إلى آخر غرفة في المنزل، المبادئ هي دائما نفسها،  الطريقة التي تؤثث بها منزلك، وطلاء جدرانك، وترتيب أغراضك ستؤثر جميعها بشكل كبير على حالتك النفسية و إحساسك بالأمان والرفاهية. و يمكنك من ممارسة نشاطاتك اليومية و التواصل مع العالم الخارجي بأريحية.  

وفقًا لمؤسسة الصحة العقلية، فإن القلق والاكتئاب هما أكثر مشاكل الصحة العقلية شيوعًا. ولحسن الحظ، فقد ثبت أن العديد من تقنيات وأساليب التصميم الداخلي تقلل من التوتر والاكتئاب. و قد أكدت الدراسات الحديثة صحة هذه الفرضيات، بشكل يتناغم مع معتقدات سارية في عادات و تقاليد مختلف الثقافات منذ قرون عدّة. 

بدأ هذا المجال العلمي الجديد الذي يجمع بين الرعاية الصحية و التصميم الهندسي و الفني بوضع الأسس و القواعد التي تحدد بشكل دقيق عناصر التصميم المادية والمعنوية الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على نفسية الإنسان.

مقالات ذات صلة

و في حين أن قائمة عناصر التصميم الداخلي لا تكاد تنتهي إلا أن هناك عددًا قليلاً من المكونات التي يتم ذكرها مرارًا وتكرارًا. تمت دراسة تأثيرات ضوء الشمس والألوان والرحابة والنباتات والزهور والعناصر الطبيعية والأعمال الفنية على نطاق واسع. فعند استخدامها بشكل صحيح، يمكن لكل عنصر من عناصر التصميم هذه خلق بيئة تساعد على تقليل التوتر والقلق والاكتئاب.

ضوء الشمس يضيء مزاجك – تصميم الغرف بإضاءة

الغرفة المليئة بالضوء هي متعة للنظر، لكن هل تعلم أن ضوء الشمس يقلل أيضًا من الاكتئاب؟ سواء كنت تحصل على ضوء الشمس في الهواء الطلق أو من طريق النافذة، فإن ضوء الشمس هو عامل مزاجي. فقد أثبتت الدراسات أن المزيد من ضوء الشمس في الغرف يمكن أن يعزز السعادة. و على العكس من ذلك يمكن أن يؤدي النقص المستمر في أشعة الشمس إلى الحزن أو زيادة القلق. كما يبدو أن ضوء الشمس ينشط ويحفز البشر في المنزل والعمل. 

استخدم اللون في التصميم الداخلي الخاص بك لتحسين الصحة العقلية

تعد الألوان من أكثر عناصر التصميم قدرة على تغيير الحالة المزاجية. بالنسبة للعديد من الأشخاص، يعد اللون مكونًا أساسيًا في تجارِب عالمنا. يعود فهمنا الحديث لعلم النفس و دور الألوان فيه إلى القرن التاسع عشر عندما نشر يوهان فولفجانج فون جوته نظرية الألوان. ثم واصل الباحثون ومصممو الديكور الداخلي مراجعة وتنقيح مواقفهم بشأن تأثيرات اللون، بالإضافة إلى سماتها والفوائد النفسية المنسوبة إليها

على سبيل المثال، عند ذكر إلى الألوان، يشير الأشخاص إلى اللون الأحمر والأصفر والبرتقالي على أنها “ألوان دافئة”، بينما يشار إلى الأخضر والأزرق والأرجواني بكونها ألوان “منعشة”. هذه التصنيفات ليست مصادفة. عندما نكون في غرف تتميز بألوان دافئة، نشعر بالدفء الجسدي. الألوان المنعشة تجعلنا نشعر بالبرودة. هذا هو أحد الأسباب التي تجعل اللون الأحمر شائعًا جدًا في الشتاء، في حين أن الفيروزي والأزرق أكثر شيوعًا في الطقس الدافئ. وبالطبع كل لون له تأثيرات نفسية مرتبطة به و متميزة عن باقي الألوان.

سواء كنت تعتقد أن التصميم الداخلي ضروري أم لا، فقد خلق جميع البشر بشكل يجعلهم حساسين للإشارات البيئية. يمكن أن يؤدي تصميم منزلك إما إلى زيادة الإنتاجية والكفاءة وحتى السعادة أو العكس. كل شيء في منزلك يثير استجابة عاطفية. و تبقى أهم خلاصة هي أن حالتنا النفسية ما هي إلا انعكاس مباشر لاتساع المنزل، تصميم الغرفة،والإضاءة، وجود النباتات والزهور، واستخدام الألوان. 

 

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى