مع مدبولي.. الخصاونة يحذر: أي محاولة لتهجير الفلسطينيين تعتبر انتهاكًا لاتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية

جدد رئيس الوزراء الأردني دميت الخصاونة، اليوم الخميس، التأكيد على أن بلاده، ونظراً للتداعيات، ترفض تماماً أي ظروف من شأنها أن تؤدي إلى أي شكل من أشكال التهجير القسري للأشقاء في فلسطين إلى أي اتجاه خارج الضفة الغربية أو قطاع غزة. وفي أي اتجاه فإن ذلك سيؤدي إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية وتدميرها. كما أنه يمثل انتهاكاً مادياً لاتفاق السلام الأردني الإسرائيلي الذي يواجهه الأردن ولن يسمح به.

وقال الخصاونة، اليوم، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، على هامش أعمال الدورة الثانية والثلاثين للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، إن اللجنة تعد نموذجا ناجحا من حيث محتوى وانتظام اجتماعاتها في الأردن. على مستوى العلاقات الثنائية العربية العربية، وأن الأمر يتعلق بتتويج التواصل على المستوى اليومي بين الوزراء والمسؤولين من أجل تذليل أي عقبات أو تأخيرات تنشأ في تنفيذ العديد من القضايا المتفق عليها بشكل مباشر بين الوزراء والتي في مقدمتها تهدف إلى تعزيز آفاق العلاقات الثنائية الممتازة التي تجمع البلدين وتعظيم المنافع والقواسم المشتركة.

وذكر الخصاونة أنه نقل رسالة شفهية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، تضمنت إعادة التأكيد على المواقف المشتركة لعاهل الأردن والرئيس السيسي بشأن الرفض التام لإنشاء أي شروط من شأنها يؤدي إلى أي شكل من أشكال التهجير القسري للأخوة في فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة في أي اتجاه خارج الضفة الغربية وخارج قطاع غزة وفي أي اتجاه.

وأشار إلى أن الرسالة تتضمن سياق العمل المشترك الذي يقوم به العاهل الأردني بالتنسيق مع الرئيس السيسي والقادة العرب لتحقيق وقف إطلاق النار وإعادة إنتاج الأفق السياسي الذي لا رجعة فيه المؤدي إلى مسار واضح ومحدد زمنيا يجسد فيه حل الدولتين. إن ما يتفق عليه العالم أجمع هو الحل الوحيد لهذا الصراع الذي طال أمده منذ 70 عاما، والذي نشأ نتيجة للاحتلال الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية المحتلة.

وشدد الخصاونة على ضرورة اتخاذ هذا المسار السياسي، وهو ما يؤكد عليه الرئيس السيسي والعاهل الأردني في المحافل الدولية، حيث يؤكدان على ضرورة أن يكون هذا المسار السياسي مسارا قائما يؤدي إلى نتائج تضمن قيام الدولة المستقلة ذات السيادة الكاملة. وستتجسد الدولة الفلسطينية الكاملة على نموذج الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن الرسالة أكدت على ضرورة بذل المزيد من الجهود الرامية إلى وقف هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتواصل ضد أهلنا في قطاع غزة، والذي أدى إلى استشهاد أكثر من 35 ألف فلسطيني في غزة وإصابة أكثر من 70 ألف آخرين. وتدمير البنية التحتية الصحية والتعليمية في غزة والقطاع إلى حافة المجاعة، وكلها أمور تنتهك القانون الدولي ومنظومة القيم الإنسانية الدولية التي يحترمها العالم أجمع.

وأعرب الخصاونة عن شكره وتقديره لمصر على جهودها للتوصل إلى اتفاق يؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون انقطاع لسكان غزة كما ونوعا، مضيفا أن العاهل الأردني الملك عبد الله وافق على الضغط على الرئيس ودعا السيسي إلى إيجاد العديد من الطرق المبتكرة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بما في ذلك عبر معبر رفح، الذي تم من خلاله تسليم معظم هذه المساعدات.

وأكد أن العاهل الأردني الملك عبد الله يعمل جاهدا على فتح جميع المعابر الحدودية حتى تصل المساعدات الإنسانية إلى أشقائنا في غزة وتلبي كافة احتياجاتهم، لافتا إلى أن الوسيلة المبتكرة لإيصال المساعدات هي عمليات الإنزال الجوي وهي غير كافية لسد الاحتياجات. من أهل غزة.

وأشار إلى أن الرئيس السيسي كلفه بنقل تحياته إلى الملك عبد الله الثاني والتأكيد على ثبات هذه المواقف والعمل على تحقيق وقف مستدام لإطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم ودون انقطاع.

وقال الخصاونة: “على العالم أن ينتبه ويمنع أي عملية عسكرية وأي عدوان واسع النطاق على رفح لأن ذلك سيشكل كارثة إنسانية لها عواقب وتداعيات يجب على العالم أن يتحمل مسؤوليتها”.

وأضاف أن اللقاءات خلال جلسات اللجنة العليا المشتركة تطرقت إلى العديد من جوانب التعاون الثنائي، مشيراً إلى أن هذه اللجنة كانت استثنائية في نجاحها، حيث اتفقت على عقد ملتقى لرجال الأعمال الشهر المقبل. تعظيم التبادل التجاري والتعاون بين القطاع الخاص في الأردن ومصر. بعد ذلك، سيشارك القطاع الخاص بالتوازي في اجتماعات اللجنة المقبلة وسنعمل أيضًا على ضمان التنسيق والتسهيل لهذا القطاع من أجل تعظيم التبادلات التجارية التي يمكننا توسيعها إلى آفاق أوسع من أي وقت مضى.

وتابع: “تناولنا خلال اللقاءات التعاون في قطاع النقل والخدمات اللوجستية ودور شركة الجسر العربي التي يشارك فيها البلدان، فضلا عن آفاق توسيع قوة وقدرة الربط الكهربائي بين الأردن. ومصر بإنتاج يصل إلى 2000 ميجاوات.

وفيما يتعلق بالاقتصاد الرقمي، قال: “الآفاق الأساسية التي يجلبها التعاون في مجال الألعاب الإلكترونية ونقل البيانات”.

وفيما يتعلق بآلية التعاون الثلاثي بين مصر والأردن والعراق، أضاف الخصاونة: “تحظى هذه الآلية بأهمية كبيرة من قبل القيادة السياسية في البلدين، ممثلة في الرئيس السيسي وأخيه الملك عبد الله الثاني، وهي وسيلة أيضا. “لتعظيم الفوائد لبلداننا الثلاثة وشعوبنا.”

وأشار إلى أنه تم خلال اللقاء مناقشة مبادرة التكامل الصناعي التي تضم دول (الإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر والأردن) التي ستكون لها آفاق واسعة، وهي المزايا التي نحتاج إليها.

وتابع: “في مجال الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر هناك أوجه تشابه وتشابه في الخصائص العامة الموجودة في مصر والأردن”، لافتا إلى أنه في مجال التعاون الإعلامي تم توقيع مذكرة تفاهم مما يجعل التواصل الممكن بين مؤسساتنا الإعلامية المختلفة وأن قطاع التواصل الاجتماعي له أفق واسع يقطع المسافات وينشر الشائعات الهدامة.

وذكر أن الأداء العام للاقتصاد المصري والإصلاحات الهيكلية التي نفذتها الدولة المصرية تحظى بإعجاب وتقدير كافة المؤسسات المالية الدولية وصندوق النقد الدولي.

وأضاف أن الأردن يستكمل المراجعة الأولية لبرنامج التسهيلات الائتمانية الموسع الثاني الذي بدأه مع صندوق النقد الدولي قبل عدة أشهر وحقق العديد من أهدافه، على الرغم من التحديات الإقليمية التي أثرت على إيراداته العامة وآثار التضخم على أسعار النقل والمواصلات تكلفة التأمين والشحن، مشيرا إلى أن الأردن استطاع فهم هذه التحديات ودفع الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية التي نشأت عن احتياجات موضوعية داخلية.

وهنأ الخصاونة مصر على أدائها الاقتصادي المتميز خلال الأشهر الأخيرة، والذي تمكن من تلبية العديد من الاحتياجات وقيادة مصر إلى العديد من البرامج الناجحة لصندوق النقد الدولي ومؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وأكد استمرار التواصل المباشر بين المسؤولين في البلدين وليس عبر آليات السفارة فقط، لحل أي مشاكل أو عقبات من خلال التواصل المباشر، دون انتظار اجتماعات اللجنة، وهو ما يخدم دائما استكشاف آفاق تعزز العلاقات الثنائية أو العلاقات في الداخل. لتوسيع إطار الاتفاقيات الثلاثية والتكامل الاقتصادي مع الإمارات والبحرين إلى آفاق أوسع. تحقيق الصالح العام لشعوب المنطقة وتعزيز الاستقرار الإقليمي والوصول بالمنطقة إلى الاستقرار الكامل.

وشدد الخصاونة على أن الاستقرار في المنطقة لا يمكن أن يتحقق إلا إذا حصل الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وغير القابلة للتصرف. أولها الحق في إقامة الدولة المستقلة على أساس حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس، في إطار حل الدولتين الذي يجمع العالم، على أساس أنه هو الحل الوحيد الذي يضمن الأمن لجميع شعوب ودول المنطقة.

المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط (AHA)

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.
زر الذهاب إلى الأعلى