عباس بن الأحنف

عبّاس بن الأحنف أحد أشهر شعراء العصر العباسي، والذي اشتهر بشعر الغزل، وقد كثر الغناء بأشعار عبّاس بن الأحنف بسبب رونق ألفاظه ومعانيها، ويعتبر من أهم شعراء الغزل العربي.

العبّاس بن الأحنف بن الأسود بن طلحة، ويُكنى بـ أبي الفضل، ولد في بغداد في العام 754 م، وعاش فيها، ويعود أصل العباس بن الأحنف إلى بني عدي بن حنيفة، تحديدًا إلى قوم العبّاس من اليمامة ممن نزحوا إلى خراسان، وتوفي العباس بن الأحنف في العام 814 م.

كان العباس بن الأحنف جميل الخَلق والخُلق، ولسانه فصيحًا، وعاش حياته مترفًا وذو نعم كثيرة وظاهرة، ولكن كريمًا للغاية، وعلى الرغم من أنه رافق وصاحب الماجنين إلا أنه لم يكن ماجنًا أو خليعًا.

خصائص شعر عباس بن الأحنف 

أكثر ما امتاز به شعر عباس بن الأحنف الجزالة الشعرية واللفظية، ورقة المعاني والألفاظ التي استخدمها الشاعر في شعره، ومن أبرز خصائص شعر عباس بن الأحنف:

  • لم يستخدم عباس بن الأحنف أي ألفاظ فاحشة أو نابية في أشعاره، ولم يقم بذكر المرأة بأي طريقة مثيرة للشهوة.
  • جمع شعر عباس بن الأحنف بين المعاني الرقيقة والألفاظ القوية؛ حيث أنه لم يسرف باستخدام الكلمات القوية، ولم يجعلها رقيقة، وحافظ على معاني أشعاره رقيقة.
  • استخدم التشبيه، والاستعارات، والحوارات التمثيلية بكثرة، وبأفضل شكل يخدم القصيدة.
  • يتميز شعر عباس بن الأحنف بأنه لطيف على الأذن، وقريبًا من القلب، وكثيرًا ما كانت قصائده تُغنى أو تُنشد.
  • استخدم الأسلوب التصويري بشكل كبير في أشعاره؛ لتفسير الأشياء والغايات من القصيدة.
  • أحب عباس بن الأحنف أن يجمع بين الحب الطاهر وتعدد المحبوب.
  • معظم قصائد بن الأحنف كانت غنائية وذات إيقاع طربي، مع توازن النغم.

شعر عباس بن الأحنف 

من أبرز أشعار عباس بن الأحنف:

أمنك للصبّ عند الوصل تذكار

أَمِنكَ لِلصَبِّ عِندَ الوَصلِ تَذكارُ **  وَكَيفَ والحُبُّ إِظهارٌ وإِضمارُ 

أَمّا أَنا فإِذا أَحبَبتُ جَارِيَةً ** لَم أَنسَها أَبَداً وَالناسُ أَطوارُ

يا لَيتَ مَن وَلَدَت حَوّاءُ مِن وَلَدٍ ** صُفّوا اِتِّباعاً لأَمرِي ثُمَّ أَختارُ 

إِنيّ بُليتُ بِشَخصٍ لَيسَ يُنصِفُني ** باغٍ لِقَتلي وَرَبّي مِنهُ لي جارُ

كتب المحبُّ إلى الحبيب رسالةً

كَتَبَ المُحِبُّ إِلى الحَبيبِ رِسالَةً ** وَالعَينُ مِنهُ ما تَجِفُّ مِنَ البُكا 

رُدّي جَوابَ رِسالَتي وَاِستَيقِني ** أَنَّ الرِسالَةَ مِنكُمُ عِندي شِفا 

مِنّي السَلامُ عَلَيكُمُ يا مُنيَتي ** عَدَدَ النُجومِ وَكُلِّ طَيرٍ في السَما

ألا أسعديني بالدّموع السّواكبِ

أَلا أَسعِديني بِالدُّموعِ السَواكِبِ ** عَلى الوَجدِ مِن صَرمِ الحَبيبِ المُغاضِبِ 

فَسُحّي دُموعًا هامِلاتٍ كَأَنَّها ** لَها آمِرٌ بِالفَيضِ مِن تَحتِ حاجِبِ 

كَأَنَّ جَميعَ الأَرضَ حَتّى أَراكُمُ ** تَصَوَّرُ في عَيني سودَ العَقارِبِ 

لَقَد قالَ داعي الحُبِّ هَل مِن مُجاوِبٍ ** فَأَقبَلتُ أَسعى قَبلَ كُلِّ مُجاوِبِ

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى