مستقبل النفط الخام يبدو قاتمًا بفعل تباطؤ الاقتصاد العالمي وحرب الأسعار

هبطت أسعار النفط مع بداية تعاملات هذا الأسبوع تزامنًا مع التصعيدات التي تتخذها الحكومات في أغلب دول العالم لعمليات الإغلاق وتقليص أنشطة السياحة والسفر والنشاط الصناعي،للحد من الانتشار الواسع لفيروس كورونا، الأمر الذي خفض من التوقعات لمعدلات الطلب العالمية للنفطوهدد بانكماش عميق في الاقتصاد العالمي.

مستقبل النفط الخام يبدو قاتمًا
مستقبل النفط الخام يبدو قاتمًا

وانخفض خام غرب تكساس بالقرب من أدنى مستوياته في 18 عام عند 20.80 دولار للبرميل وتراجع خام برنت إلى سعر 24.68 دولار وهو الأدنى منذ عام 2002.

تقدر خسائر أسعار تداول النفط منذ بداية هذا العام حتى الآن بأكثر من60%، حيث تستمر الأسعار في التراجع الحاد لأربع أسابيع متتالية، يأتي هذا الانهيار المدمر في قطاع النفط بسبب تزايد التوقعات بحدوث انخفاض كبير في معدلات الطلب نتيجة فيروس كورونا الذي أصاب الاقتصاد العالمي بشلل تام، في الوقت الذي يواجه فيه سوق النفط حرب أسعار غير متوقعة اندلعت بين كبار منتجي النفط في العالم وهما المملكة العربية السعودية وروسيا، مما أدى إلى انهيار تحالف أوبك بلس واغراق السوق بالمعروض.

اقترح منتجي النفط الصخري في تكساس تقليص انتاجهم للمرة الأولى منذ ما يقرب 50 عام في محاولة للحد من زيادة المعروض، وفي نفس السياق، قال مسؤولون أمريكيون أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال مبعوث إلى السعودية لمناقشة الوضع والعمل على استقرار سوق النفط.

تراجع كبير في معدل الطلب العالمي

لا يزال وباء كورونا يتوسع بشدة في جميع أنحاء العالم ويُجبر الحكومات على اتخاذ قرارات أكثر صرامة على جميع الأنشطة الحيوية في البلاد وذلك للحد من انتشاره، وهذا بدوره سيؤثر بشكل كبير على نشاط المستهلك ونتيجة لذلك سيقلص الطلب العالمي على سلع الطاقة أيضًا.

وبينما فرضت الحكومات قيود صارمة على عمليات الإغلاق، اتخذت البنوك المركزية مجموعة واسعة من الإجراءات التحفيزية لتعزيز السيولة وتحفيز النمو في الأسواق، وهذا من شأنه سيدعم الاقتصاديات من الانهيار الكامل.

يتوقع بنك جولدمان ساكس أن يتراجع معدل الطلب العالمي إلى قرابة 8 مليون برميل يوميًا، بفعل تباطؤ النشاط الاقتصادي الناجم من انتشار فيروس كورونا، فيما يقدر الخبراء تراجع معدل الطلب بأكثر من 10 مليون برميل يوميًا أي ما يعادل 10% من الاستهلاك العالمي اليومي من النفط الخام.

زيادة الإمدادات النفطية بعد انهيار أوبك بلس

وكلما اقترابنا من بداية شهر نيسان/ أبريل كلما زادت المخاوف والقلق في أسواق النفط حيث سينتهي اتفاق تخفيض مستويات الانتاج رسميًا وستتصرف كل دولة بحرية في معدلات انتاجها، مما قد يغمر السوق بالنفط الرخيص، وقد لا يتسبب ذلك فقط في حدوث فوضى في الأسعار بل إن تعديلها سيأخذ فترة طويلة، لذا من المحتمل أن تبقي الأسعار منخفضة لفترة من الزمن.

وتستعد الأسواق إلى زيادة الامدادات النفطية بحوالي 4 مليون برميل يوميًا بعد يوم 1 نيسان/ أبريل، حيث من المتوقع أن تستمر حرب الأسعار بين المملكة العربية السعودية وروسيا.

وتشير التوقعات أن تضخ المملكة العربية السعودية من خلال شركة أرامكو نحو 2.6 مليون برميل إضافي يوميًا الشهر القادم، مما يرفع إجمالي الانتاج اليومي للسعودية إلى 12.3 مليون برميل، وستزيد الإمارات العربية المتحدة من انتاجها بحوالي 1 مليون برميل يومي وسيصل انتاجها اليومي إلى 4 مليون برميل يوميًا.

في مواجهة تلك التوقعات الكئيبة، من المحتمل أن يستمر التراجع في أسعار النفط، ومن الصعب حاليًا التوقع بالحد الأدنى للسعر وسط تراجع الطلب بمعدلات كارثية وتخمة المعروض في ظل عدم وجود حدود لمعدلات الانتاج بعد نهاية شهر آذار/ مارس الجاري.

محمد عبد العزيز

كاتب مستقل منذ عام 2007، اجد ان شغفي متعلق بالكتابة ومتابعة كافة الاحداث اليومية، ويشرفني ان اشغل منصب المدير التنفيذي ورئيس التحرير لموقع موجز مصر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى