“ملاعب السودان في حالة كارثية.. و”فيفا” يلتزم بدعم البنية التحتية”

منذ 12 ساعات
“ملاعب السودان في حالة كارثية.. و”فيفا” يلتزم بدعم البنية التحتية”

وتستضيف ملاعب كرة القدم في السودان منافسات دوري النخبة في حالة “كارثية”، إذ فشلت في رفع مستوى المنافسة أو أعداد اللاعبين.

هناك أسباب كثيرة لتراجع الدوري والأندية واللاعبين، لكن أهمها استمرار تأثير الحرب وتوقف الأنشطة لفترات معينة.

وقال الصحافي والمحلل الرياضي ياسر قاسم لـ«الشرق الأوسط» إن المنافسة ليست بالمستوى المطلوب، وأهم أسباب ذلك استمرار الحرب وتوقف النشاط لفترات طويلة، ما حرم الأندية من الإعداد الكافي والتوازن الفني.

وأضاف أن دوري النخبة أُطلق في ظروف استثنائية وغير اعتيادية، مما يجعله “حلاً طارئاً” بدلاً من أن يكون دورياً تنافسياً حقيقياً. وأشار إلى أن الأندية دخلت البطولة دون استعداد كافٍ، وبعضها لم يلعب مباريات رسمية منذ أشهر، مما أثر على جودة أدائهم ولياقتهم البدنية.

ملاعب “الكارثة”

وتطرق قاسم إلى التذبذب في الأداء البدني والفني بسبب ندرة المباريات الرسمية وسوء أجواء التدريب، قائلاً إن ذلك جعل اللاعبين السودانيين هشين من الناحية الفنية وحد من قدرتهم على الأداء.

تحدث المحلل الرياضي ياسر قاسم أيضًا عن الملاعب، ووصفها بأنها “كارثة حقيقية”. فهذه الملاعب تعاني من بنية تحتية غير كافية وصيانة سيئة، كما أن العشب الصناعي المستخدم في بعضها يزيد من خطر الإصابة ولا يصلح للأداء الفني. وهناك نقاشات مستمرة حول التحكيم، الذي قال إنه يفتقر إلى التطوير والدعم الفني، وحتى إلى تقنيات المراقبة الأساسية، مما يؤثر على نزاهة المنافسة.

وخلص قاسم إلى أن دوري النخبة كان رد فعل دون خطة مدروسة، وعانى من اختلالات في جميع جوانب اللعبة. واستمرار هذه المسابقات بشكلها الحالي دون مراجعة حقيقية لن يفيد كرة القدم السودانية، بل سيُعمّق ما أسماه “ركودًا كامنًا”.

الفيفا يتعهد بدعم البنية التحتية

أوضح نائب رئيس الاتحاد السوداني لكرة القدم، محمد سيد أحمد الجكومي، لصحيفة الشرق، أن الدوري الممتاز قُسّم إلى أربع مجموعات، حيث يُختار أول وثاني كل مجموعة، ليصبح عدد الفرق ستة. كما أُضيف المريخ والهلال إلى دوري النخبة المكون من ثمانية أندية. وأضاف: “هذا سيسمح لنا بترشيح أول وثاني كل مجموعة لبطولة أفريقيا، وثالث ورابع كل مجموعة لكأس الكونفدرالية”.

صرح الجاكومي لصحيفة “العشق الأوسط” أن رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تعهد بتقديم الدعم اللازم لإصلاح البنية التحتية التي دمرتها الحرب. وأضاف أن البطولة الحالية محفوفة بالمخاوف الأمنية بسبب استهداف الملاعب واحتمال وقوع ضحايا، إلا أن ولاية النيل الأزرق تعهدت بتأمين الملاعب، وأن “الفيفا يراقب ويتابع مجريات البطولة”.

وأوضح الجاكومي أن الاتحاد اختار ملاعب شمال السودان بعد أن تقدمت اتحادات محلية في القضارف وكسلا شرق البلاد، والمناقل وسط البلاد، لاستضافة البطولة، لكنها واجهت صعوبات في تنظيمها. وأوضح أن هذه الصعوبات كانت سبب تأخر انطلاق البطولة.

وأضاف البربري أن اتحادي أبو حمد والنيل تمكنا من التنسيق في ترتيبات الاستضافة والأمن والحماية، وهو ما يعتقد أنه كان له أثر إيجابي على هذه النسخة من الدوري الممتاز.

فوائد “محدودة للغاية”

وصف قاسم فوائد البطولة، التي وصفها بـ”المحدودة للغاية”، بأنها تقتصر على بقائها في ظل الظروف الحالية. وقد تستغل وسائل الإعلام ذلك لخلق صورة “حيوية” وإتاحة فرص لبعض اللاعبين الشباب للظهور بسبب الغيابات والطوارئ. ومع ذلك، تبقى هذه “فرصًا غير منهجية”. وأضاف أنه لا توجد عوائد مالية أو تسويقية حقيقية، ولا تحظى بقبول جماهيري يُذكر، مما يحد من أي تأثير اقتصادي أو تجاري إيجابي. وذكر أن جدول المباريات وُضع دون رؤية واضحة للموسم، مما “يُربك التخطيط الفني ويُلحق الضرر بالأندية”.

فيما يتعلق بخبرة الجهاز الفني واللاعبين وحالة أرضية الملعب، يرى قاسم أن الجهاز الفني عانى من نقص في الإعداد والتطوير المستمر، حيث انحصرت مهام الكثيرين في ردود الأفعال بدلًا من اتباع الخطط المرسومة مسبقًا. وأوضح أن “الاعتماد المفرط على المدربين الوطنيين دون تطوير أدى إلى تكرار الأخطاء”.


شارك