وزير التعليم العالى: مبادرة “تحالف وتنمية” تدعم التنمية الشاملة بالأقاليم وتعزز التعاون بين الجامعات

أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، الدكتور محمد أيمن عاشور، يوم الثلاثاء، على أهمية مبادرة “التحالف والتنمية” في تعزيز التنمية الشاملة في مختلف المناطق، وتعزيز التعاون بين الجامعات والصناعة في إطار رؤية مصر 2030. وتتكامل هذه المبادرة مع مفاهيم الجيل الرابع من التعليم العالي والبحث العلمي، وتتكامل أدوارهما في التعليم والبحث وخدمة المجتمع وريادة الأعمال. وأكد أن المبادرة تحظى بمتابعة حثيثة من القيادة السياسية.
جاء ذلك خلال مشاركة الوزير في المؤتمر الذي عُقد اليوم، والذي أُعلنت فيه نتائج المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية “التحالف والتنمية”. أطلقت الوزارة هذه المبادرة في فبراير 2025 كأول مبادرة وطنية تنافسية لتعزيز الابتكار وتنفيذ مشاريع التنمية الشاملة في أقاليم مصر الاقتصادية السبع. وحضر المؤتمر، الذي عُقد بأحد فنادق القاهرة، عدد من رؤساء الجامعات الحكومية والخاصة والتقنية والخاصة، وممثلي المعاهد البحثية، ورؤساء الوزارات، ولفيف من الإعلاميين والصحفيين.
وشكر الوزير الرئيس عبد الفتاح السيسي على دعمه للمبادرة وتوفير الدعم الشامل لها بتخصيص مليار جنيه مصري لها. وأكد أن المبادرة تمثل تحالفات أكاديمية وعلمية وصناعية، وقد بدأ تنفيذها من خلال سبعة تحالفات إقليمية عقب إطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي. وترتكز هذه الاستراتيجية على رؤية مصر 2030، والانتقال إلى جامعات الجيل الرابع، وربط التعليم بخطة التنمية الشاملة. كما بدأت المبادرة بتشكيل لجنة خبراء تمثل الجامعات الحكومية والقطاعات المختلفة.
أوضح الوزير أن مبادرة “التحالف والتنمية” تهدف إلى تعزيز التحالفات الإقليمية بين الجامعات والصناعة والهيئات العامة، بهدف وضع خطط تنموية علمية تراعي خصوصيات كل منطقة، ويمكن دمجها في خطط التنمية المستدامة. وسيُستخدم جزء من التمويل لدعم هذه التحالفات وإنشاء شبكات بحثية متكاملة تُسهم في تحقيق اقتصاد المعرفة. وأكد أن المبادرة تُوفر تمويلًا غير مسبوق لمشاريع بحثية مُعززة للتنمية، وتدعو إلى تطبيق قانون تحفيز الابتكار، وتدعم إنشاء المؤسسات الصناعية من خلال إنشاء شركات بحثية. علاوة على ذلك، تهدف المبادرة إلى تعزيز الإبداع وريادة الأعمال إقليميًا من خلال شراكات فعّالة بين الجامعات والصناعة ورواد الأعمال والمستثمرين والهيئات العامة. ويعمل كل تحالف في قطاع اقتصادي واعد ضمن منطقة جغرافية محددة، ويُمثل محركًا للتنمية، ومصدرًا للأفكار المبتكرة، وحاضنةً للشركات الناشئة، ومصدرًا هامًا لفرص العمل.
أكد الوزير أن مبادرة “التحالف والتنمية” فريدة من نوعها، فهي الأولى من نوعها التي تُنفذ في جميع مناطق مصر السبع، مُجمعةً موارد كل منطقة لمواجهة تحدياتها التنموية. وتُركز المبادرة على قطاعات مثل الزراعة والصناعة والسياحة والتجارة والتخطيط العمراني والصحة وتكنولوجيا المعلومات. وأوضح أن تطبيقها العملي ساهم في ربط البرامج الجامعية والبحث العلمي باحتياجات الصناعة وسوق العمل.
وأكد عزم الوزارة على تدويل المبادرة من خلال توسيع الشراكات مع دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا، بالإضافة إلى إشراك الجامعات الأجنبية، لتحقيق أفضل النتائج. كما أشار إلى الزيارات الميدانية الأخيرة لجميع المناطق المشاركة في المبادرة لتحديد الأولويات وتحديد الأهداف. كما تم تشكيل مجلس أمناء لتوجيه المبادرة وضمان تحقيق أهدافها.
خلال المؤتمر، استعرض الوزير المبادرة منذ انطلاقها، مسلطاً الضوء على أهم إنجازات المرحلة الأولى وتشكيل مجلس الأمناء الذي عقد اجتماعه الأول في 16 ديسمبر. وكان الهدف تكثيف عمل المبادرة من خلال توظيف البحث العلمي لتلبية احتياجات الصناعة، وتطوير منتجات عملية تسهم في خفض تكاليف الاستيراد، ودعم الاقتصاد الوطني، ومواءمة الابتكار مع متطلبات التنمية الشاملة.
وأشار الوزير إلى الإجراءات التنفيذية لتفعيل التحالفات الإقليمية، ومنها إنشاء أول وادي أعمال في مصر للتكنولوجيا والعلوم الزراعية (مشروع شرق الوادي/أرض الجامعات المصرية)، فضلاً عن لقاء مع نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية بهدف تفعيل دور الحكومة في نموذج التحالف الإقليمي والمجلس التنفيذي.
وأوضح أن حزم عمل التحالف شملت بناء القدرات والتوعية والتواصل بين أعضائه، بهدف إنشاء الشركات الناشئة وإجراء البحوث العلمية واستكمال عمليات التطوير وتجهيز البنية التحتية بالمعدات التكنولوجية اللازمة لضمان كفاءة الأداء، بالإضافة إلى الإدارة والتنسيق بين مختلف الأطراف لتحقيق أقصى استفادة.
وأوضح أن تشكيل تحالفات التنمية يتم عبر دعوة تنافسية. ويحصل كل تحالف مقبول على اعتماد لمدة ثلاث سنوات، ويستفيد خلال هذه الفترة من تمويل وخدمات المبادرة. ويتراوح إجمالي التمويل بين 90 و150 مليون جنيه مصري، بتمويل سنوي يتراوح بين 25 و60 مليون جنيه مصري، ويُصرف على شكل منح واستثمارات بالتعاون مع التحالف. كما يُنظم برنامج استشاري وورش عمل عديدة لدعم التحالفات، ولكل تحالف فريق استشاري خاص به.
وأضاف أنه يجب استيفاء المعايير الأساسية للتقدم إلى التحالف. وتشمل هذه المعايير تحديد غرض التحالف من خلال تحديد القطاع (القطاعات) المستهدف، بالإضافة إلى وضع أهداف واضحة للتنمية الاقتصادية لأعضاء التحالف وقطاعاتهم ومجتمعاتهم. وتشمل هذه الأهداف جذب الاستثمارات داخل التحالف، وخلق فرص عمل عالية الجودة، وزيادة حجم صادرات شركات التحالف، وتوفير هياكل التمويل والاستثمار، وتطوير مرافق لدعم الشركات الناشئة، وجذب رواد الأعمال مثل حاضنات الأعمال ومساحات العمل المشترك، وبناء شراكات بين مؤسسات البحث والصناعة لتطوير منتجات وخدمات تنافسية محليًا وإقليميًا ودوليًا. وأكد على ضرورة أن يضع كل تحالف ميزانيته لمدة ثلاث سنوات، مع تحديد مصادر التمويل الداخلي من الشركاء والتمويل المستهدف لتلك الفترة. ويجب تضمين خطة استدامة لضمان استمرار أنشطة التحالف بعد انتهاء فترة التمويل المخصصة.
المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء