وزير البترول: تحويل “الثروة المعدنية” إلى هيئة اقتصادية أحد ثمار العمل التكاملى بين الجهات التنفيذية والتشريعية

أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية أهمية تضافر الجهود والتعاون المتكامل المستمر بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لتحقيق نقلة نوعية في هذا القطاع المهم وزيادة مساهمة التعدين في الناتج المحلي الإجمالي من أقل من 1% حالياً إلى نحو 5-6%.
وأوضح الوزير أن إقرار مجلس النواب مؤخرا لمشروع قانون تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية تعرف بهيئة الثروة المعدنية والصناعات التعدينية يعد بداية جيدة لتحقيق هذا الهدف. ومن شأن ذلك أن يعزز قدرة الهيئة على العمل بفعالية مع الحكومة والمستثمرين ويساعد في جذب الاستثمارات إلى قطاع التعدين. وشكر المستشارين البرلمانيين ولجنة الصناعة في مجلس النواب، ووزارات الدفاع والمالية والبيئة والشؤون البرلمانية، والنائب محمد إسماعيل معد مشروع القانون، على العمل المثمر والمتكامل الذي توج بهذا القرار التاريخي.
جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقده الوزير بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية، بحضور كبار أعضاء مجلسي النواب والشيوخ، إلى جانب ممثلي المستثمرين والشركاء في صناعة التعدين. وجاءت هذه اللقاءات في إطار الاجتماعات الدورية لمتابعة التطورات في هذا القطاع. حضر اللقاء المستشار أحمد سعد الدين النائب الأول لرئيس مجلس النواب، والدكتور عبد الهادي القصبي ممثل الأغلبية بمجلس النواب ورئيس لجنة التضامن الاجتماعي والأسرة وذوي الإعاقة، والنائب محمد مصطفى السلاب رئيس لجنة الصناعة بمجلس النواب، والنائب مجدي سليم رئيس لجنة الطاقة والبيئة والموارد البشرية بمجلس الشيوخ، إلى جانب النائبة رشا رمضان النائب الأول لرئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، والنائب عبد المجيد الأشقر النائب الأول لرئيس لجنة الطاقة والبيئة والموارد البشرية بمجلس الشيوخ، والنائبة نهى زكي أمين سر اللجنة، والنائب إيهاب عبد العظيم عضو لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، والنائب محمد إسماعيل مقدم مشروع قانون تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية، والجيولوجي ياسر رمضان رئيس هيئة الثروة المعدنية، والمهندس معتز عاطف وكيل وزارة الثروة المعدنية. المكتب الفني والمتحدث الرسمي اللواء محمد حسن رئيس الإدارة المركزية للأمانة العامة بالوزارة والدكتور محمد الباجوري رئيس الإدارة المركزية للشئون القانونية بالوزارة ورئيس شركات التعدين.
وأشار الوزير إلى أن تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية هو تنفيذ لسياسات واهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسي في قطاع التعدين، وأنه يتم العمل على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتطوير قطاع التعدين وإحداث نقلة نوعية في أدائه، خاصة في ظل توافر المقومات التي تحتاجها مصر لتحقيق طفرة في مجال التعدين. وتشمل هذه المبادرات، على وجه الخصوص، التدابير القانونية الجديدة الرامية إلى تعزيز الاستثمار والبنية الأساسية لشبكات الطرق والموانئ، والموارد المعدنية والظروف الجيولوجية، فضلاً عن تنوع مصادر الطاقة. وأكد أن زيارة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الأخيرة لمنجم الذهب بالسكري تعكس الدعم الحكومي القوي لقطاع التعدين، وتعد رسالة تحفيزية لتعظيم الاستفادة من ثروات مصر المعدنية، سواء الذهب أو الفوسفات أو النحاس أو الكاولين أو المعادن المختلفة.
وأكد الوزير اهتمام الوزارة بالاستثمار في الكوادر البشرية في قطاع التعدين وتطوير مهاراتهم وتهيئة بيئة العمل المناسبة لهم.
أكد المستشار أحمد سعد الدين النائب الأول لرئيس مجلس النواب، أن هناك نهجاً جديداً للتعاون بين الحكومة والسلطة التشريعية، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي من تحويل هيئة الثروة المعدنية من جهة خدمية إلى جهة اقتصادية هو ضمان المرونة في الشراكات مع المستثمرين بما يخدم مصالح جميع الأطراف (الدولة والمستثمر). وأشار إلى أن قطاع التعدين سيقدم مساهمة مهمة للاقتصاد المصري.
وشكر النائب عبد الهادي القصبي، رئيس الأغلبية في مجلس النواب، المهندس. وهنأ كريم بدوي على هذا اللقاء المهم، وأكد أن مصر ستشهد بداية جديدة لتعظيم الاستفادة من مواردها الطبيعية. وبذلك يمكن لقطاع التعدين أن يصبح أحد أهم القطاعات الاقتصادية في الدولة من خلال جذب الاستثمارات وتوليد القيمة المضافة من خلال إنشاء صناعات تحويلية جديدة ومستدامة. وأشار إلى أن قرار تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية سيفتح آفاقاً جديدة لجذب المزيد من الاستثمارات، مبيناً أن الجهات التشريعية ممثلة بمجلسي النواب والشيوخ مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم للوزارة والمستثمرين لتحقيق مستقبل أفضل في هذا القطاع الحيوي.
أكد النائب مجدي سليم، رئيس لجنة الطاقة والبيئة والموارد البشرية بمجلس الشيوخ، أن مجلس النواب والوزارة اتخذا خطوات سريعة لتطوير قطاع التعدين وزيادة مساهمة الأنشطة التعدينية في الناتج المحلي الإجمالي. ويأتي ذلك في إطار خطة تحويل مصر إلى مركز عالمي للتعدين. ومن ثم فإن تعديل قانون الثروة المعدنية يمثل نقطة تحول في دعم الاستثمارات التعدينية وزيادة عمليات الاستكشاف والاستغلال للموارد المعدنية. وأكد أن من المنتظر أن تشهد الوزارة عملاً مكثفاً خلال الفترة المقبلة بعد تعديل القانون.
قالت النائبة نهى زكي، أمينة لجنة الطاقة والبيئة والعمل بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن مصر تمتلك ثروات معدنية غنية ولديها الإمكانات اللازمة لتصبح مركزا لصناعة التعدين. وأضافت أن هذا الهدف يمكن تحقيقه من خلال تحويل هيئة الثروة المعدنية المصرية إلى كيان اقتصادي، مشيرة إلى أن إطلاق منصة رقمية للتعدين سيساعد في جذب المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع المهم.
من جانبها، أكدت النائبة رشا رمضان النائب الأول لرئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب، أن هناك تعاوناً واسعاً بين وزارة البترول والثروة المعدنية والجهات التشريعية، وهو ما يمنح المستثمرين مزيداً من الأمان عند الاستثمار في هذا القطاع الواعد.
قال الجيولوجي ياسر رمضان رئيس هيئة الثروة المعدنية المصرية، إن إقرار القانون بدعم من المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، وبالتعاون مع السلطة التشريعية، سيمكن الهيئة من القيام بدورها بكفاءة أكبر. وسيساعد ذلك على جذب الاستثمارات وتحسين استغلال الموارد المعدنية وتعظيم قيمتها وعوائدها، وبالتالي زيادة مساهمة قطاع التعدين في الناتج المحلي الإجمالي. وأكد أننا نكثف جهودنا لتحقيق هذا الهدف قبل عام 2030.
قدم الجيولوجي محمود سليمان أحد الكفاءات الشابة بهيئة الثروة المعدنية عرضاً تقديمياً حول مجالات عمل الهيئة الحالية ومنها جهودها لإطلاق منصة رقمية للاستثمار في خامات المعادن والذهب. تحتوي المنصة على البيانات الجيولوجية الرقمية اللازمة لاتخاذ القرارات السريعة من قبل المستثمرين وترويج المزادات الاستثمارية لفرص الاستثمار التعديني في الاستكشاف والإنتاج. ويجري حالياً استكمال المرحلة الخامسة والأخيرة والتي ستمثل الإطلاق الرسمي للمنصة في المستقبل القريب.
واستعرض كذلك جهود الهيئة في التركيز على إنتاج المعادن لضمان إمدادات مستقرة للصناعة. واستعرض التطور النوعي لإنتاج الذهب والمعادن في الفترة من يوليو 2024 إلى أبريل 2025، والذي أدى إلى تنمية وزيادة إيرادات الهيئة خلال هذه الفترة. كما عمل على تحقيق نقلة نوعية لقطاع التعدين بعد تحويل الهيئة إلى هيئة اقتصادية، حيث كان لذلك أثر إيجابي كبير على أدائها. وأوضح أن مناقصة عام 2024 للاستثمار في رمل الكاولين ورمل الزجاج ستعطي الأولوية للعروض التي تقدم قيمة مضافة من خلال استخدام المادة الخام من خلال عمليات التحويل والتصنيع، حيث أنها مطلوبة بشدة واستقطبت 20 عرضاً منها 19 عرضاً من القطاع الخاص. كما دخلت الهيئة في شراكات صناعية في مشروعات إنتاج السيليكون، وتعزيز تركيز خام الفوسفات، وإنتاج الأسمدة الفوسفاتية، فضلاً عن شراكات صناعية أخرى في عدد من المشروعات لتعظيم القيمة المضافة للمواد الخام مع شركة أسوان للأسمدة، وأبو زعبل للأسمدة، والأمانة للتعدين، وموفينج فيرت. كما توجت جهود تحسين مناخ الاستثمار في قطاع تعدين الذهب بتوقيع اتفاقية تعدين الذهب مع شركة أنجلو جولد أشانتي العالمية، والتي تهدف إلى تعزيز ثقة المستثمرين وتحفيزهم وفتح آفاق استثمارية جديدة أمام الشركات العالمية الكبرى. وبالإضافة إلى ذلك، هناك تعاون مع شركة باريك جولد إنترناشيونال، ثاني أكبر شركة ذهب في العالم، لاستكشاف رواسب خام الذهب الواعدة جنوب الصحراء الشرقية كجزء من زيارة ميدانية شاملة قامت بها بعثة جيولوجية مؤخرًا.
خلال اللقاء، تحدث المهندس. أجرى الدكتور كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، جلسة نقاشية مع ممثلي المستثمرين والشركاء في صناعة التعدين في مصر. واستمع إلى رؤاهم وأفكارهم ومقترحاتهم لتشجيع الاستثمار في مختلف الأنشطة التعدينية وتوفير بيئة عمل آمنة للعاملين وتحفيزهم على بذل المزيد من الجهود خلال الفترة المقبلة.
المصدر: مجلس الوزراء