المشاط : صندوق النقد الدولى خفض توقعاته للنمو العالمى بسبب السياسات التجارية الحمائية

منذ 6 ساعات
المشاط : صندوق النقد الدولى خفض توقعاته للنمو العالمى بسبب السياسات التجارية الحمائية

واصلت الدكتورة رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي عرض خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية للعام المالي المقبل أمام اللجان المتخصصة بمجلس النواب. والتقت بأعضاء لجنة الموازنة والتخطيط برئاسة النائب فخري الفكي، لمناقشة المحاور الأساسية للخطة والسياق الاقتصادي الحالي على المستويين المحلي والعالمي.

بدأت الدكتورة رانيا المشاط حديثها بالحديث عن الاتفاق بين الولايات المتحدة والصين بشأن الرسوم الجمركية، ووصفته بأنه تطور إيجابي من شأنه أن يخفف التوترات وعدم اليقين الاقتصادي العالمي والتأثير السلبي على النمو العالمي.

وأضافت المشاط أن الاضطرابات الجيوسياسية في المنطقة استمرت وأثرت على حركة الملاحة عبر قناة السويس. ولا تزال الحرب الروسية الأوكرانية لها تداعياتها، رغم وجود احتمال لحدوث هدوء مبكر. وأشارت إلى أن هذه التوترات أثرت على الأسواق المالية العالمية وأدت إلى زيادة توقعات التضخم. وفي الولايات المتحدة، وصلت توقعات التضخم إلى 6.7%، وهو أعلى مستوى منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما قد يؤثر على خطوات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي لتخفيف سياسته النقدية.

وأوضحت أن خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية ترصد هذه التطورات لتقييم التأثير المحتمل للتطورات العالمية على توقعات النمو الاقتصادي. وأشارت إلى أن صندوق النقد الدولي عدّل توقعاته للنمو الاقتصادي خلال اجتماعه الربيعي السابق في واشنطن، وخفضها بنحو 0.5 في المائة. وفي ظل سيناريوهات مختلفة، مثل التوترات التجارية المستمرة أو المتصاعدة في جميع أنحاء العالم، انخفضت هذه الصادرات بنسبة 1.5%.

وأوضحت أنه رغم خفض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لتوقعاتهما للنمو الاقتصادي في العديد من دول العالم، فإنهما يتوقعان ارتفاع النمو الاقتصادي في مصر، شريطة استمرار خطط ضبط المالية العامة والإصلاحات التي تعمل على تحسين الاستقرار الاقتصادي الكلي. واستعرضت الدكتورة المشاط آليات تعظيم التنمية الاقتصادية من خلال دور الوزارة في تعزيز التنمية البشرية وريادة الأعمال والتنمية الصناعية وغيرها من القطاعات. وأشارت إلى أنه مع تطبيق قانون التخطيط الجديد سيتم إعداد خطط تنفيذية مفصلة لكل قطاع. وأوضحت أن قانون المالية العامة الموحد سيدخل حيز التنفيذ اعتباراً من السنة المالية المقبلة، وأن الوزارة تعمل على إصدار اللائحة التنفيذية لقانون التخطيط العام بما يتوافق مع الرؤية الجديدة لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.

وأضافت أن اللائحة التنفيذية الحالية تحقق أهداف قانون تخطيط الدولة وفقاً لقانون المالية العامة الموحد. بالإضافة إلى ذلك، سيتم ضمان الانسجام والتكامل بين السياسة المالية وخطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وضمان تنفيذ نظام البرامج والأداء. وأضافت أن خطة السنة المالية المقبلة تم إعدادها على أساس أدوات التخطيط القائمة، إلا أن البدء في إعداد الخطة المتوسطة الأجل سيمكن من الاستفادة القصوى من القانونين. وتحدثت عن تمويل التنمية سواء من خلال الباب السادس من الموازنة أو من خلال التمويل التنموي الخارجي الميسر، مشيرة إلى أن الوزارة تعتزم دعم جهود الدولة لجعل القطاع الخاص المحرك الرئيسي لتنمية البلاد.

وأشارت إلى أن العديد من مشاريع التنمية التي تؤتي ثمارها حالياً يتم تمويلها من خلال التمويل التنموي منخفض الفائدة. على سبيل المثال، تم وضع حجر الأساس لصومعة غرب بورسعيد التي تم افتتاحها مؤخرًا في عام 2021 بمساعدة تمويل تنموي منخفض الفائدة. كما سينتج مشروع إنشاء قطارات المركز الوطني للبحوث، الممول من كوريا بقروض تنموية منخفضة الفائدة، 320 عربة للخطين الثاني والثالث لمترو القاهرة الكبرى.

وتحدثت عن السرد الوطني للتنمية الاقتصادية ودوره في تحويل نمط النمو الاقتصادي في مصر نحو القطاعات القابلة للتداول والموجهة للتصدير ذات القيمة المضافة العالية. وتغطي الرواية أربعة قطاعات رئيسية: الأول يتعلق بالاستقرار الاقتصادي الكلي، والثاني يتعلق بالاستثمار الأجنبي المباشر، والثالث يتعلق بالتنمية الصناعية، والثالث يتعلق بسوق العمل والتشغيل. وأوضحت أن الوزارة تناقش مكونات الرواية كل على حدة مع مختلف الوزارات بهدف نشرها في يونيو المقبل.

وتحدثت بعد ذلك عن الإصلاحات الهيكلية والتنسيق المكثف مع الاتحاد الأوروبي للحصول على المرحلة الثانية من آلية دعم الاقتصاد الكلي ودعم الميزانية بقيمة 4 مليارات يورو.

وأوضحت أنه تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة للتمويل، والتي توفر إطارًا وطنيًا متكاملًا للاستدامة وتمويل التنمية وتعبئة الموارد بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية مصر 2030 وأجندة عمل أديس أبابا. وعلاوة على ذلك، أصبح من الأسهل تحديد فجوات التمويل وتحسين تخصيص الموارد للقطاعات ذات الأولوية. وتهدف الاستراتيجية أيضًا إلى سد فجوة التمويل في سبعة قطاعات رئيسية: الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والمياه والصرف الصحي والنقل وتغير المناخ وتمكين المرأة.

وأشارت إلى أن خطة 2025/2026 تم إعدادها وفق منهجية متكاملة وضعتها الوزارة مؤخراً لإعداد الخطة. ويرتكز ذلك على ركائز أساسية، تبدأ بأهداف ومبادرات رؤية مصر 2030، وتتوافق مع برنامج عمل الحكومة (2024/2025-2026/2027) وتتكامل معه، وتتوافق مع الاستراتيجيات والخطط المكانية والقطاعية. ويأتي ذلك أيضًا في إطار التنفيذ الفعال للجهود الرامية إلى تعزيز دور القطاع الخاص في التنمية المستدامة بأبعادها الثلاثة: الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وذلك تنفيذًا لوثيقة سياسة ملكية الدولة.

وأشارت المشاط إلى أن الحكومة مستمرة في تنفيذ إجراءات إدارة الاستثمارات العامة، بهدف توجيه الاستثمارات العامة نحو المشروعات ذات الأولوية التي تدعم جهود الدولة نحو التنمية المستدامة وفق منظور تنموي شامل. وأوضحت أن سقف الاستثمارات العامة في العام المالي المقبل يبلغ نحو 1.158 تريليون جنيه مصري، مؤكدة أن الوزارة تعمل على تنفيذ السقف بدقة ومتابعة تنفيذه من قبل الوزارات لضمان تنفيذ المشروعات المدرجة في الخطة.

واستعرضت مكونات نمو الناتج المحلي الإجمالي للربعين الأول والثاني من السنة المالية الحالية. وارتفعت هذه المعدلات إلى 3.5% و4.3% على التوالي، بدعم قوي من الصناعات التحويلية غير النفطية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة، التي من المتوقع أن تسجل أعلى عدد من السياح بنهاية السنة المالية الحالية. وأوضحت أن دراسة هذه التطورات وجدت أنها تحققت بفضل الإجراءات التصحيحية الاقتصادية التي تم تنفيذها منذ مارس/آذار 2024.

وأشارت أيضاً إلى التطور الإيجابي لتحويلات المواطنين المصريين بالخارج، والتي وصلت إلى أكثر من 32 مليار دولار خلال إحدى عشر شهراً. وتتوقع الحكومة أن يصل الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية إلى نحو 20.4 تريليون جنيه بنهاية العام المالي المقبل، مقارنة بنحو 17.2 تريليون جنيه بنهاية العام المالي الجاري.

رئاسة مجلس الوزراء


شارك