وزير الثقافة يترأس الاجتماع الثانى للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام

منذ 5 ساعات
وزير الثقافة يترأس الاجتماع الثانى للجنة دراسة التأثيرات الاجتماعية للدراما المصرية والإعلام

ترأس الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الاجتماع الثاني للجنة دراسة الأثر الاجتماعي للدراما والإعلام المصري. تم إنشاء اللجنة بقرار من رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي. ويأتي اللقاء تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بأهمية تطوير صناعة المسرح لتحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز دور القوة الناعمة المصرية في مواجهة التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة.

وناقش اللقاء موضوعين رئيسيين هما: «الأثر النفسي والاجتماعي للأعمال الدرامية ومستقبل الدراما المصرية في ظل التقدم الرقمي والعولمة». وتضمنت الجلسة حوارا معمقاً بين صناع القرار والخبراء والفنانين حول مستقبل الصناعة والتحديات التي تواجهها والحلول المقترحة لتطويرها مستقبلاً.

وفي بداية اللقاء قال الدكتور أحمد فؤاد هانو إن معالجة المشكلات والبحث فيها بصراحة وشفافية هي الخطوة الأولى نحو وضع حلول فعالة لمستقبل الدراما المصرية. وأكد أن صناعة المسرح مرتبطة ارتباطا وثيقا بالسياق الاجتماعي والثقافي الذي تنتج فيه، وأنه لا بد من فهم هذا السياق وتطوراته حتى نتمكن من الاستجابة لها بوعي ومسؤولية. وأوضح الوزير أن اللجنة تهدف إلى إيجاد أسس علمية ومهنية تضمن إنتاج محتوى درامي يلبي الذوق العام ويحترم القيم الثقافية للمجتمع ويعكس تنوعه ومكوناته المتعددة.

ومن جانبه أكد المهندس خالد عبد العزيز على أهمية إزالة المعوقات البيروقراطية والإنتاجية التي تعترض الإنتاج المسرحي الهادف، وخلق بيئة مناسبة للإنتاج الفني الإبداعي. وأضاف: “يجب أن نركز على رعاية المواهب الجديدة وتوجيه مواردنا نحو تحسين جودة الإنتاج وليس فقط كميته لضمان قدرة الدراما المصرية على المنافسة إقليميا ودوليا”.

وأشار عماد ربيع، رئيس قسم الإنتاج المسرحي في شركة يونايتد للإنتاج، إلى أن صناعة المسرح تواجه تحديات معقدة. وشملت هذه التحديات، على وجه الخصوص، نقاط ضعف بعض النصوص، ونقص الكوادر الفنية المؤهلة، وارتفاع تكاليف الإنتاج. وأكد أن الشركة المتحدة نجحت هذا العام في عرض عدد من الأعمال الدرامية الجادة التي نالت استحسان الجمهور. علاوة على ذلك، فقد أتاحت الفرصة للعديد من المواهب الجديدة في مجالات التمثيل والإخراج وكتابة السيناريو، مما أنعش الصناعة وساهم في تجديد خطابها الفني.

وفي هذا السياق أشار المخرج خالد جلال إلى ضرورة وضع قواعد واضحة وصارمة لآليات الإنتاج المسرحي، بدءاً من كتابة السيناريو وحتى مرحلة التنفيذ. وأضاف: «لا ينبغي البدء بالعمل إلا بعد الانتهاء من كتابة السيناريو بالكامل، وإلا وقعنا في فخ التسرع، مما يُضعف جودة العمل ويفقده تماسكه الفني». وأكد جلال على أهمية إشراك المؤسسات ذات العلاقة في تنظيم هذه العملية من خلال لوائح تشجع التخطيط طويل الأمد بدلا من الإنتاج الموسمي التعسفي.

وأشار الدكتور أحمد زايد إلى أن كل عمل درامي يحتوي على عناصر إيجابية وسلبية، وأن تقييمه يجب أن يكون بناء على معايير فنية واضحة تراعي السياق الثقافي والاجتماعي الذي يعرض فيه. ودعا أيضاً إلى إجراء أبحاث حديثة بأدوات علمية لرصد عادات المشاهدة الجديدة التي تغيرت بسبب التحول الرقمي ومنصات البث الحديثة. وأكد أن مثل هذه الأبحاث لها أهمية بالغة في إنتاج محتوى يلبي تطلعات الجمهور.

أكد الفنان حسين فهمي أن الدراما تلعب دوراً مؤثراً في توعية الجمهور، وأن تأثيرها قد يكون إيجابياً أو سلبياً حسب الرسائل التي تنقلها. وأوضح قائلاً: “ما يُعرض على الشاشة يُشكل صورة المجتمع في أذهاننا. يجب أن نعي أن لكل كلمة وكل مشهد معنىً يتردد صداه لسنوات قادمة. لذلك، من الضروري اكتشاف المواهب الحقيقية في جميع مجالات الإبداع الفني ورعايتها من خلال التعليم والمؤهلات الأكاديمية، لنُنشئ أجيالاً قادرة على مواصلة هذا التقليد”.

وتحدث الفنان أشرف عبد الباقي عن التغيرات الكبيرة في طريقة استقبال الجمهور للمحتوى، نتيجة للتقدم التكنولوجي وتزايد الخيارات المتاحة أمامهم. وأكد على ضرورة مواكبة هذه التغيرات من خلال تقديم بدائل درامية جدية وجذابة، قادرة على جذب الجمهور دون المساومة على القيم أو الرسالة.

أكد الكاتب والسيناريست عبد الرحيم كمال على أهمية فتح المجال للكتاب الحقيقيين الذين يمتلكون الموهبة والعلم، لأن كتابة الدراما ليست مجرد سرد، بل هي علم وفن يحتاج إلى وعي ثقافي عميق. وأوضح أن الصناعة يجب أن تدعم الأصوات الجديدة القادرة على جلب وجهات نظر جديدة تتجاوز الصور النمطية والتكرار. ودعا أيضاً إلى إقامة ورش عمل دائمة لتنمية مهارات الكتاب الشباب وربطهم بالمؤسسات الإنتاجية التي تؤمن بالإبداع.

وفي مداخلتها أكدت الكاتبة مريم نعوم أن هناك أفكاراً كثيرة ومتنوعة يمكن ترجمتها إلى أعمال درامية، إلا أن كل فكرة تختلف عن أخرى في درجة أصالتها. وأضافت: “يجب أن نمنح وقتًا كافيًا لتطوير المشاريع الفنية، فالتسرع في التنفيذ يؤدي أحيانًا إلى نتائج عكسية لا تخدم الهدف المنشود من العمل. كما يجب أن نتخلى عن فكرة الاكتفاء برؤية فردية، ونعزز ثقافة العمل الجماعي. وفي هذا الصدد، ينبغي أن نستشير استشاريين متخصصين في الجوانب الاجتماعية والنفسية والقانونية للأعمال الدرامية لضمان عرض دقيق ومسؤول”.

وتحدث الناقد الفني طارق الشناوي عن البعد التاريخي للنقاش حول التأثير الاجتماعي للدراما، قائلاً إن هذا النقاش ليس جديداً بل بدأ منذ عقود. ولكنها الآن بحاجة إلى إعادة تنظيمها وتنشيط أدواتها في ضوء التغيرات الحديثة. وأضاف: “لطالما كانت الأعمال الدرامية مرآةً للمجتمع، وتتمتع بقوةٍ رقيقةٍ قادرةٍ على إحداث التغيير. لذلك، علينا أن نتحرر من الرقابة الذاتية والخوف من تناول القضايا الجادة”. وأكد أننا بحاجة إلى دراما تطرح أسئلة حقيقية وتدفعنا إلى التفكير.

وأكدت الدكتورة سوزان القليني أن المسرح يلعب دوراً كبيراً في تشكيل الصورة العامة للأفراد والمؤسسات والمجتمعات. ومن ثم، لا بد من التواصل بشأن المعايير ومعايير التقييم وتنفيذها، إلى جانب وضع آليات واضحة لمراقبة تنفيذها بشكل منتظم. وأكدت على أهمية التنسيق بين الهيئات الإعلامية والثقافية والعلمية لضمان رؤية موحدة.

وأوضحت الدكتورة جيهان يسري أن أي عمل موجه للجمهور له تأثير مباشر، ولكن طبيعة هذا التأثير تختلف من شخص لآخر وتعتمد على خلفيته وثقافته وتجاربه الشخصية. وأضافت: “من المهم أن نأخذ هذه التفاعلات المختلفة في الاعتبار عند تقييم التأثيرات، وأن نعمل على بناء نظام يعتمد على التفكير النقدي وتنمية الذوق، وليس مجرد تقديم منتج ترفيهي”.

وأكدت سارة عزيز على أهمية تحديد الجمهور المستهدف بشكل دقيق عند إنشاء المحتوى، خاصة في ظل تغير المفاهيم واهتمامات الأجيال الجديدة. قالت: “تتيح لنا المنصات الرقمية الوصول إلى جمهور واسع، لكنها تتطلب فهمًا جديدًا لسلوك المشاهد. ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى إجراء استطلاعات رأي منتظمة لتحديد احتياجات المشاهدين وتفضيلاتهم. حينها فقط يمكننا إنشاء محتوى جذاب وفعال”.

وشارك في اللقاء نخبة من الشخصيات العامة. بحضور ممثلين عن المؤسسات الإعلامية والثقافية، ومن بينهم: المهندس. خالد عبد العزيز رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام؛ عبد الفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي المصرية؛ عماد ربيع، رئيس قسم الإنتاج الدرامي في شركة يونايتد ميديا؛ الدكتور أحمد زايد رئيس لجنة قطاع الآداب بالمجلس الأعلى للجامعات – مدير مكتبة الإسكندرية؛ المخرج خالد جلال رئيس قطاع المسرح بوزارة الثقافة؛ السيناريست عبد الرحيم كمال وكيل وزارة الرقابة؛ الكاتبة مريم نعوم؛ الممثل حسين فهمي؛ الممثل أشرف عبد الباقي؛ الناقد الفني طارق الشناوي؛ الدكتورة هالة رمضان مديرة المركز الوطني للبحوث الاجتماعية والجنائية؛ سارة عزيز حكيم، خبيرة اجتماعية ونفسية ومديرة مؤسسة سيف؛ د. جيهان يسري أبو العلا عضو لجنة تخطيط الدراسات الإعلامية بالمجلس الأعلى للجامعة وعميد كلية الإعلام سابقاً؛ د. سوزان القليني، أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس.

المصدر: بيان مجلس الوزراء


شارك