المالية: إشادة واسعة واهتمام كبير من رجال الاقتصاد بحزمة التسهيلات الضريبية

منذ 17 ساعات
المالية: إشادة واسعة واهتمام كبير من رجال الاقتصاد بحزمة التسهيلات الضريبية

وذكرت وزارة المالية أن حزمة الحوافز الضريبية الأولى حظيت بقبول واسع النطاق وجذبت اهتماما كبيرا من جانب خبراء الاقتصاد.

جاء ذلك في الملحق الخاص بمبادرة الإعفاء الضريبي بعنوان “معا نبدأ فصلا جديدا… نقطة”.

قال الدكتور عبد الرسول عبد الهادي عضو مجلس إدارة جمعية الضرائب المصرية، إن مدى استفادة المجتمع الضريبي من حزمة الإعفاءات الضريبية الجديدة يتوقف على دقة تطبيقها في مأموريات الضرائب.

وأضاف أن هذه التغييرات تعكس تحولاً جذرياً في الفكر الضريبي وفي العلاقة بين السلطة الضريبية ومجتمع الأعمال. ويهدف هذا إلى زيادة الشفافية والقضاء على التحديات وبناء شراكة حقيقية بين السلطة الضريبية والمستثمرين.

وتابع: “نمر بمرحلة حرجة في تاريخ النظام الضريبي المصري، ونشهد إصلاحات جوهرية ستؤثر إيجابًا على بيئة الاستثمار. ونحن على ثقة بأن الحكومة جادة في معالجة التحديات التي تواجه مجتمع الأعمال واستعادة الثقة من خلال آليات ضريبية عادلة وشفافة”.

وأشار إلى أن المجتمع الضريبي ينتظر بفارغ الصبر حزمة الإعفاءات الضريبية الثانية، ويأمل أنه نظراً لأهمية الحزمة الأولى في توسيع مجتمع الأعمال وجذب وتشجيع الاستثمار، فإنها ستشمل أيضاً الإعفاء من ضريبة التأخير الإضافية لأولئك الذين دفعوا الضريبة الأصلية بالفعل.

وأكد عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن الإعفاءات الضريبية تهدف إلى بناء جسور الثقة بين الممولين ومصلحة الضرائب. إن الثقة المتبادلة بين جانبي النظام الضريبي تجعل من السلطة الضريبية شريكا مهما في توسيع التجارة والصناعة والخدمات. وهذه رسالة مهمة للغاية للمستثمرين المحليين والأجانب، خاصة وأن حزمة الإجراءات تعالج العديد من المشاكل والتحديات التي واجهها دافعو الضرائب في الآونة الأخيرة.

وأشار إلى أن قوانين الضرائب الحديثة أرقام 5 و6 و7 لسنة 2025 توفر حزمة واسعة من الحوافز والإعفاءات الضريبية وتساهم في حل النزاعات الضريبية القديمة. ويساهم هذا في دمج الاقتصاد غير الرسمي من خلال تشجيع الالتزام الطوعي بالعديد من الإعفاءات والمزايا، بما في ذلك غياب المساءلة أو المسؤولية عن الفترات السابقة.

من جانبه، أكد الخبير الاقتصادي أشرف غراب أن قوانين الحوافز والإعفاءات الضريبية تقدم حزمة من التسهيلات لمجتمع الأعمال، مما يساعد على تخفيف العبء المالي على دافعي الضرائب. وفي ضوء ارتفاع تكاليف الإنتاج، فإنها تمثل خطوة هامة. وتساعد على زيادة حجم الاستثمار المحلي، وتشجع المستثمرين على توسيع الاستثمارات القائمة، وتمنحهم الأمان بأن الدولة ستواصل دعمهم وإزالة كافة العوائق والحواجز.

وأضاف أن هذه الإجراءات لتخفيف الضرائب من شأنها أن تساعد في الحد من النزاعات الضريبية وتسريع تسويتها خارج المحاكم، فضلاً عن دمج الاقتصاد غير الرسمي في الاقتصاد الرسمي. لأنه يساعد عدد أكبر من المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر على دخول السوق، خاصة بعد التغلب على المشاكل التي تعيق نمو هذه المشاريع.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور علي الإدريسي أستاذ الاقتصاد بمدينة الثقافة والعلوم، أن تطبيق الحزمة الأولى من الحوافز الضريبية يعد خطوة مهمة لدعم الاقتصاد المصري، وتعزيز قطاع الأعمال الصغيرة والناشئة، ودعم العاملين في الاقتصاد الحر. كما أنه يساعد على تخفيف العبء المالي على هذه الفئات من خلال إعفائها من بعض الضرائب مثل ضريبة الأرباح ورسوم الدمغة، مما يحسن قدرتها على النمو واستدامة نفسها.

وقال الدكتور خالد الشافعي، مدير مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن “التخفيضات الضريبية الجديدة” كانت بمثابة شعاع أمل أثار التفاؤل في مجتمع الضرائب. ومن أجل القضاء على المشاكل العالقة، تم خلق شعور بالطمأنينة بين أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة الحجم.

ويتوقع أن تشهد هذه المشاريع انطلاقة قوية عند دخولها الاقتصاد الرسمي، المبني على نظام ضريبي عادل يعتمد على حجم الأعمال وبدون أي أعباء.

وأشار الدكتور حسن عودة أستاذ الميزانيات العامة في الجامعة الألمانية إلى أن حزمة الإعفاءات الضريبية التي أطلقتها وزارة المالية تمثل خطوة إيجابية نحو بناء مجتمع ضريبي متكامل. وأضاف أن الحوافز الجديدة غير المسبوقة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في مختلف قطاعات النشاط التي لا يتجاوز حجم أعمالها السنوي 20 مليون جنيه ستعزز نمو هذه الكيانات الاقتصادية، بما يسهم في تدعيم قاعدة الإنتاج والتصدير.

وأشار الدكتور مصطفى بدرة أستاذ التمويل والاستثمار إلى أن الإعفاء الضريبي خطوة إلى الأمام في معالجة مشكلة مهمة في وقت صعب، وأن التحدي الحقيقي الآن هو تطبيقه على أرض الواقع. بناء جسور الثقة والشراكة والدعم لمجتمع الأعمال.

وقال: “إن العمل على تحسين السياسة الضريبية من خلال النظامين الضريبي والجمركي خطوة جريئة، ويعود الفضل في ذلك إلى وزير المالية وفريقه. ونأمل أن ينعكس ذلك على بيئة الاستثمار، لا سيما في ظل التفاؤل الذي شعر به المستثمرون عقب الإعلان عن تفاصيل هذه الإجراءات التحفيزية الشاملة وغير المسبوقة”.

من جانبه أكد محمد غمري الشوادفي عميد كلية التجارة بجامعة الزقازيق الأسبق أن مصلحة الضرائب أبدت رغبتها في مزيد من تطوير منظومتها الضريبية، وتلتزم بإجراء حوار واقعي مع مختلف الأطراف، وتطبيق منظومة ضريبية متكاملة تحفز المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وتدعم المشروعات الريادية، وتضمن العدالة. كما التزمت بتخفيف العبء الضريبي على صغار الممولين، وتخفيف العبء على الشركات الناشئة، والعمل على تبسيط الإجراءات؛ إنها بداية جيدة تستحق الدعم والتشجيع.

المصدر: أ.ش.أ.


شارك