وزير الثقافة خلال قمة بالهند: مصر تولى أولوية للحفاظ على التراث وحمايته وتعزيز العدالة الثقافية

منذ 13 ساعات
وزير الثقافة خلال قمة بالهند: مصر تولى أولوية للحفاظ على التراث وحمايته وتعزيز العدالة الثقافية

أكد وزير الثقافة أحمد فؤاد هنو، الجمعة، أن مصر تعطي أولوية قصوى للحفاظ على التراث الثقافي وحمايته من التزوير وتعزيز العدالة الثقافية ودمج التقنيات الحديثة للحفاظ على الهوية الثقافية. ويأتي ذلك في ظل الرؤية المصرية التي ترى أن الثقافة والفن ليستا منطقتين منفصلتين عن رؤية التنمية، بل إنهما جزء لا يتجزأ من بناء مجتمع عادل ومزدهر.

جاء ذلك خلال كلمته اليوم في الجلسة الافتتاحية للحوار الإعلامي العالمي، ضمن فعاليات القمة العالمية للإعلام المرئي والمسموع والترفيه (WAVES 2025)، التي انطلقت أعمالها في مدينة مومباي الهندية، بمشاركة رفيعة المستوى من ممثلين لأكثر من 100 دولة، إلى جانب نخبة من أبرز صانعي المحتوى العالميين والمسؤولين التنفيذيين من قطاعي الإعلام والترفيه.

ودعا وزير الثقافة إلى عمل دولي مشترك لوضع أطر تنظيمية ومعايير أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الثقافة والفن، بما يضمن الحفاظ على أصالة المحتوى واحترام السياقات الثقافية والتاريخية.

وأكد أن انعقاد هذه القمة في هذا الوقت يمثل فرصة حاسمة لتبادل الرؤى وبناء شراكات إبداعية مستدامة، في ظل التغيرات التكنولوجية السريعة التي يشهدها العالم حالياً، وحيث تشكل الثقافة ركيزة أساسية لبناء مستقبل أكثر عدالة وتنوعاً. وأشار إلى أن الهند بما تمتلكه من تراث ثقافي غني وتنوع تعد البيئة المثالية لاستضافة هذا المنتدى الدولي الذي يجمع بين الإبداع والابتكار.

وأكد الوزير أن مصر تعتبر الثقافة والفنون ركيزتين أساسيتين للتنمية الشاملة ومحركين فاعلين للتغيير وبناء مجتمعات أكثر عدلاً وازدهاراً. وأشار إلى أن السياسة الثقافية في مصر تركز على تمكين الشباب وتطوير البنية التحتية الثقافية والحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي، باعتبار التراث الثقافي ركيزة أساسية من ركائز الهوية المصرية.

وأشارت حنو إلى أن التحول الرقمي أحدث نقلة نوعية في إنتاج وتوزيع المحتوى الإبداعي، ووفر للفئات المهمشة – مثل النساء والشباب في المناطق النائية والأقليات الثقافية والإثنية – أدوات جديدة للتعبير عن الذات من خلال منصات الفيديو والمحتوى الرقمي، دون الحاجة إلى استخدام القنوات التقليدية. وأوضح أن هذا الطفرة التكنولوجية مكنتهم من مشاركة قصصهم وتجاربهم وأصواتهم على المستوى العالمي، مما ساهم في تعزيز التنوع الثقافي والانفتاح على الآخر وفتح آفاق جديدة للابتكار الثقافي.

وشدد وزير الثقافة على أن تعزيز العدالة الثقافية لا يمكن أن يتحقق دون دمج هذه الفئات في صناعة المحتوى، وتزويدها بالأدوات الرقمية والمعرفية اللازمة، ودعمها في الوصول إلى منصات المشاهدة والتوزيع الحديثة. وأوضح أن مصر تولي أهمية خاصة لهذا التوجه وتدعم المبادرات الرامية إلى دمج التكنولوجيا في الفن والثقافة وتوسيع فرص المشاركة.

وفي هذا السياق، حذر الوزير من التحديات المتزايدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بخطر تشويه أو تزوير التراث الثقافي. قال: “التقنيات الحديثة قادرة على إعادة بناء الصور والأصوات والنصوص لتبدو أصلية. وهذا يفتح الباب أمام محتوى مزيف قد يُغيّر الذاكرة الجماعية ويُشوّه الهوية الثقافية”. وأكد أن هذه الظاهرة تتطلب يقظة جماعية وجهدا دوليا منظما لوضع الضوابط والمعايير لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات الثقافة والإنتاج الفني.

وفي ختام كلمته، أعرب وزير الثقافة عن عميق امتنانه لحكومة الهند ووزارة الإعلام والإذاعة والمنظمين على التنظيم المهني والضيافة الحارة، التي تعكس عمق العلاقات الثقافية بين البلدين. وأشاد بالبنية التحتية المتقدمة لمركز مؤتمرات جيوورلد في مومباي والأجندة المختصرة والشاملة للقمة، مما جعل هذا الحدث منصة عالمية حقيقية للاحتفال بالإبداع والتعاون الثقافي والتكنولوجي في وقت واحد.

المصدر: بيان منشور على موقع مجلس الوزراء


شارك