صندوق النقد الدولى يخفض توقعاته للنمو العالمى

قال صندوق النقد الدولي إن الناتج الاقتصادي العالمي سيتباطأ في الأشهر المقبلة مع بدء الشعور بتأثير الرسوم الجمركية المرتفعة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جميع شركائه التجاريين تقريبا. وفي الوقت نفسه، تدفق المسؤولون الماليون من مختلف أنحاء العالم إلى واشنطن للتوصل إلى اتفاقيات مع فريق ترامب لخفض التعريفات الجمركية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن المفاوضات تسير بسرعة. حتى الآن، قدمت 18 دولة مقترحاتها. ومن المقرر أن يجتمع فريق التفاوض التجاري لترامب هذا الأسبوع مع ممثلين من 34 دولة لمناقشة الرسوم الجمركية.
وأعرب ترامب نفسه عن تفاؤله بأن اتفاق التجارة مع الصين يمكن أن يؤدي إلى خفض التعريفات الجمركية “بشكل كبير”، وهو ما عزز الأسواق.
وجرت المحادثات المكثفة بعد وصول مئات من المندوبين الماليين والتجاريين لحضور الاجتماعات الربيعية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي. وكان لدى جميعهم تقريبا مهمة واحدة: التوصل إلى اتفاقيات لخفض التعريفات الجمركية الباهظة التي فرضها ترامب على الواردات الأميركية منذ بداية ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني.
مع وصول الرسوم الجمركية على السلع الداخلة إلى أكبر اقتصاد في العالم إلى أعلى مستوى لها منذ قرن، يتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو العالمي من 3.3% في عام 2024 إلى 2.8% – وهو أسوأ أداء منذ جائحة كوفيد-19.
ويتوقع الصندوق أيضا أن ينخفض نمو الناتج المحلي الإجمالي الأميركي بنقطة مئوية كاملة من 2.8% العام الماضي إلى 1.8% فقط في عام 2025، مع تعديلات تصاعدية “كبيرة” للتضخم بسبب ارتفاع تكاليف الاستيراد.
كما أن الصين هي الأكثر تضررا من العواقب. خفض صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو لهذا العام وما يليه إلى أربعة في المائة، بعد أن فرض رسوما جمركية مرتفعة بلغت 145 في المائة على الواردات الأميركية من أكبر منتج للسلع الأساسية في العالم.
وردت الصين بفرض رسوم جمركية بنسبة 125% على السلع الأميركية، وهو ما يعني فعليا فرض حظر تجاري بين أكبر اقتصادين. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسانت إن أياً من الجانبين لا يعتبر هذا الأمر قابلاً للتطبيق.
وبحسب مصدر حضر العرض الخاص الذي قدمته بيسانت خلف الأبواب المغلقة أمام المستثمرين في مؤتمر جي بي مورجان في واشنطن أمس، فإن الوزير يعتقد أن التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين سوف تهدأ. ومع ذلك، وصفت المفاوضات مع بكين بأنها “شاقة” وقالت إنها لم تبدأ بعد.
وأعرب ترامب في وقت لاحق عن تفاؤله بإمكانية تحقيق تقدم مع الصين، مما سيؤدي إلى خفض كبير في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية. وفي الوقت نفسه، حذر قائلاً: “إذا لم يتفقوا على اتفاق، فسوف نتفق نحن”.
وعندما سُئل عن الرسوم الجمركية الحالية، قال ترامب: “لن تكون مرتفعة كما هي الآن. ولن تكون مرتفعة إلى هذا الحد”.
ولكنه أضاف: “لن يكون صفرا”.
وبينما تأخر بدء المحادثات مع الصين، يواصل بيسنت وأعضاء آخرون في فريق ترامب التجاري العمل مع شركاء تجاريين رئيسيين آخرين، لكنهم لم يتوصلوا بعد إلى اتفاقيات نهائية.
وفي وقت سابق، خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، أعلنت الولايات المتحدة والهند أنهما توصلتا إلى اتفاق بشأن أجزاء كبيرة من المفاوضات. وأشاد الجانبان بالتقدم الكبير الذي تم إحرازه، ولكن اتفاقهما على ما يسمى بـ”الشروط المرجعية” ربما يمثل خارطة طريق لمحادثات أكثر شمولاً في المستقبل.
وفي الوقت نفسه، أفادت عدة شركات أميركية في نتائجها للربع الأول أن الرسوم الجمركية أثرت على أعمالها.
المصدر: وكالات